الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النجاح الذي نتمنى لمؤتمر الكونفدرالية الخامس

المناضل-ة

2013 / 12 / 4
الحركة العمالية والنقابية



ينعقد مؤتمر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قي سياق مطبوع بما تواجه طبقتنا من عدوان شرس من البرجوازية ودولتها، قوامه مزيد من الإفقار والبطالة وتحطيم طفيف المكاسب، وتشديد القمع. ففي ظل أزمة مستحكمة، ضمن نفس اختيارات التبعية لقوى الاستعمار الجديد (الاتحاد الأوربي ، صندوق النقد الدولي،...) تسعى الطبقة المستفيدة من هذا الوضع إلى تدبير ما تواجه من مصاعب على ظهر الطبقة العاملة وباقي الطبقات الشعبية. ويجري هذا بنفس آليات تمويه الاستبداد باستعمال مؤسسات "منتخبة" زائفة، وحكومة واجهة لتمرير ما تقرره الحكومة الفعلية حلف الستار بتعاون مع القوى الامبريالية الجاثمة على صدر الشعب.

وإذ تبدى طبقتنا مقاومة متعددة الأشكال، سواء بأماكن العمل أو بالشارع، وتتمكن من انتزاع بعض المكاسب، فإن السمة العامة هي وجودنا في موقع دفاعي تشوبه أوجه ضعف عديدة.

فقد مررت دولة البرجوازية مدونة الشغل بما حملت من إضفاء للهشاشة على علاقات الشغل، وما أجهزت عليه من مكاسب تاريخية. كما أفلحت في فرض التأمين الإجباري عن المرض على النحو الذي أرادت، ما أدى إلى حرمان ملايين الكادحين منها، و الضحك على ذقونهم بما يسمى المساعدة الطبية للمعوزين، وتم النيل من بعض مكاسب أنظمة التقاعد، ويجري الاستعداد لضرب المزيد، ويتعرض نظام دعم أسعار بعض المواد الأساسية لعملية نسف تدريجي تدفع الجماهير الشعبية ثمنه غلاء وجوعا.

كما فرضت الدولة مواصلة تطبيق سياسات ترهن السيادة الوطنية، باستعمال آلية الديون، وتجعل البلد فريسة للرأسمال الامبريالي ووكيله المحلي. فأتت الخوصصة على مقاولات الدولة، ونخرت الخدمات العمومية من تعليم وصحة، وجعلت البطالة معطى بنيويا مدمرا لحياة ملايين الكادحين والشباب.

وبقصد ستر هذه الجرائم الاجتماعية، تعمد الدولة إلى وصفات البنك العالمي "لمحاربة الفقر" من قبيل ما يسمى كذبا بـ"مبادرة التنمية البشرية"، وما شابه من برامج مهينة لضحايا سياسة طبقية تخدم أقلية من مصاصي الدماء و النهابين. ويترافق هذا كله بخنق الحريات في الواقع، بعد إشهارها على الورق بقصد التضليل، إذ يجري التضييق على أشكال التنظيم [جمعيات ، نقابات، ...] التي لا ترضى عليها الدولة، و ُيزج بمناضلي طبقتنا في السجون، منه بالفصل 288 من القانون الجنائي، و تشن الغارات على إضرابات العمال واعتصاماتهم، ويطرد المناضلون من العمل، ويقتطع أجر المضربين، وغير ذلك من ضروب التنكيل الطبقي اليومي...و يعتزم العدو تصعيد التعدي بضرب حق الإضراب، و بتدجين النقابات.

يلقي هذا السياق العام على مناضلي الطبقة العاملة مسؤولية تاريخية: مسؤولية وقف الهجوم البرجوازي، وحشد القوى وإعداد العدة للهجوم المضاد. وفي هذا الإطار توجد على جدول أعمال مؤتمر نقابتنا الخامس، ككل مؤتمر عمالي جدير بهذه الصفة، مهمة تقييم مسار السنوات التي تفصلنا عن مؤتمر 2001 ، ووضع خطة عمل للسنوات الأربع المقبلة. يتعين ان يتناول هذا التقييم حصيلتنا النضالية والتنظيمية، أي المعارك التي خضناها، و آليات نضالنا، وتعاوننا مع باقي مكونات الحركة النقابية، وعملنا من أجل وحدتها،ومدى توثيق أواصر الأخوة النضالية مع باقي الحركات الاجتماعية ( المعطلون، كادحو المناطق القروية المهملة ، ...)، وتطويرنا لديمقراطية تسيير النضالات وتدبير الحياة الداخلية لأداتنا النضالية.

إننا كمناضلين عماليين، أنصار تيار المناضل-ة، تحت لواء تحرر الطبقة العاملة من نظام الاستغلال الرأسمالي، نتمنى النجاح التام لمؤتمر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أي تحقيق الخطوة النوعية المفصلة أعلاه، بما يتيح لهذه المنظمة العمالية انسجاما تاما مع هويتها الطبقية و مع علة وجودها المتمثلة في الكفاح الطبقي الذي لا يروم تحسين الأوضاع الآنية وحسب، بل القضاء التام على نظام الاستغلال و على الاستبداد السياسي الذين يحكمان على غالبية الشعب بالبؤس و الجهل و التخلف.

أملنا أن تصدر عن المؤتمر خطة نضال، مؤسسة على مبادئ الكفاح الطبقي، تخرج النضال النقابي من حالة التراجع التي آل إليها، وتفتح آفاق رحبة للتعاون مع باقي مكونات الحركة النقابية. خطة تقطع مع كل شكل من أشكال التعاون مع البرجوازية ودولتها، ومع كل أوهام تحقيق الديمقراطية ببلدنا بلعبة "المؤسسات" و مع أوهام التوافق الوطني بحجة القضية الوطنية مع أن الوطن مرهون لصناديق المالية العالمية وللاتحاد الأوربي و للولايات المتحدة الأمريكية بحكم اتفاقيات الشراكة و التبادل الحر.

أملنا أن ينجح المؤتمر على المستوى الديمقراطي بانتخاب أجهزة تعبر فعلا عن إرادة القاعدة، بلا آليات التفاف على الديمقراطية مثل ما يسمى لجنة الترشيحات، او الكوطا المتفاهم عليها بين قوى سياسية تصادر حقوق غير المنتمين سياسيا وهم أغلبية أعضاء النقابة. كما نتمنى ان ينجح المؤتمر في تقييم نقدي لمحطات نضالنا و سير تنظيمنا، بكشف دروس النضالات، وبتصحيح أوجه العسف التنظيمي التي حدثت في بعض الحالات، وتصحيح الميل إلى فرض الرأي الوحيد الأقرب إلى توجه سياسي بعينه مع إقصاء الأصوات النقدية، ففي هذا وفاء للنعث الذي تحمله نقابتنا في اسمها، أي باختصار ترسيخ ديمقراطية داخلية حقيقية تدبر التعدد و الاختلاف.

ختاما نتمنى أن تتقدم نقابتنا على طريق تفعيل وحدة النضال النقابي مع باقي مكونات الساحة النقابية، لا سيما أنها سجلت صفحات مشرقة في هذا المضمار. وأن تتجسد كل هذه التطلعات النضالية و الديمقراطية في برنامج عمل وآليات لتنفيذها بما فيه المصلحة العليا، مصلحة الطبقة العاملة بوجه عدوها الطبقي.

عاشت الكونفدرالية الديمقراطية منظمة مكافحة وديمقراطية

النصر للنضالي العمالي

تحرر الطبقة العاملة من صنع الطبقة العاملة ذاتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس