الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابات للعمال، واجبنا إعادة بنائها ديمقراطيا وكفاحيا

المناضل-ة

2013 / 12 / 13
الحركة العمالية والنقابية



افتتاحية العدد 56 من جريدة المناضل-ة شهر دجنبر 2013: النقابات للعمال، واجبنا إعادة بنائها ديمقراطيا وكفاحيا


ما يجري في هياكل النقابات العمالية من انتهاك للديمقراطية، ومن تخاذل عن تفعيل التضامن الطبقي، وحتى أبسط واجبات الانتماء لنفس النقابة، منفر للغاية. وأكثر منه تنفيرا الاستنكاف في عز المعارك عن المساندة لتأمين النصر. وقد تميز الأسبوعان الأخيران بحدثين بارزين يلقيان ضوءا ساطعا عن انعدام الديمقراطية وعن نسف الدور الأولي للنقابة، إنهما المؤتمر الخامس للكونفدرالية الديمقراطية للشغل وكفاح المدرسين المقصيين من ترقية الشهادة، 6000 أجير مضرب ومحتج بالتظاهر في العاصمة.



ففي المؤتمر وأثناء تحضيره بلغ التدبير غير الديمقراطي ذرى جديدة [انظر ملف هذا العدد حول الأمر]. وفي معركة الأساتذة، ظل معظم القيادات النقابية ممتنعا عن الواجب الأولي، واجب التضامن الميداني وتعبئة كل القوى وتوحيدها لتحقيق النصر، بل منها من لاذ بمراسلة الوزارة لرفع الحرج مع ترك كفاح الأساتذة عرضة لأشد تنكيل.

هذا الواقع المنفر، واقع قمم النقابات، ما هو إلا وجه، فثمة وجه آخر أعظم أهمية: إنه واقع القواعد العمالية: أجراء مسحوقين يخوضون معارك الدفاع عن أبسط مقومات عمل وحياة لائقين، في مستوى ابتدائي من الوعي والفعل. ويحكم عليهم طورهم الأولي بالانقياد للبيروقراطية، لا بل يرون في كل نقد لها طعنا في النقابة، هذه النقابة المعبرة عن هويتهم بوجه رب العمل واستبداده.

وبقدر تقدم هذه القواعد في تجارب النضال تصطدم حتما بأضرار البيروقراطية، ومنها بوجه خاص التسبب بهزائم، وعدم تفعيل التضامن الطبقي، لكن دون أن تعي أسبابها العميقة. وفي غياب قطب يساري داخل النقابة يضطلع بدور التنوير وتنظيم المعارضة، غالبا ما يتصرف ضحايا البيروقراطية في اتجاه خاطئ: هجر نهائي للنضال، مغادرة النقابة إلى أخرى، نقد سلبي مدمر، عدم اكتراث بما يخرج عن نطاق الفئة، استسلام للبيروقراطية...

وتبلغ ردود الفعل العقيمة درجة من الحدة في سياقات حرجة كما جرى مرارا، وتجدد مؤخرا بالرباط في معركة شغيلة التعليم المقصيين من ترقية الشهادة، حيث أقدم عدد من المناضلين على إحراق بطاقات العضوية بالنقابة تعبيرا عن استيائهم وتنديدهم بموقف بعض القيادات النقابية من المعركة الضارية الجارية بالعاصمة.

إن كان مضمون الاحتجاج على موقف القيادات معقولا، فإن شكله خاطئ تماما. فبطاقة العضوية لا ترمز إلى ولاء للقيادة، بل إلى أواصر الأخوة الطبقية التي تربط العضو في النقابة بشغيلة القطاعات الأخرى والمناطق الأخرى في إطار اتحاد عمالي غايته جمع قوة القسم المناضل من طبقة الأجراء.

نعم النقابات مريضة بداء اسمه سياسة "الشراكة الاجتماعية"، وهي السياسة التي تدفع الدولة البرجوازية إلى تشجيع بروز فئة بيروقراطية داخل النقابات للاستعانة بها في تدبير المعضلة الاجتماعية، ولذلك تغذيها بالامتيازات و المنافع. ويترتب عن دور تلك الفئة، كوسيط بين العمل والرأسمال ودولته، لجوؤها إلى أساليب مستبدة لفرض ما يتعارض مع مصالح العمال، ومن ثمة سعيها إلى هيكلة منظمة النضال على نحو يتيح لها التحكم و التوجيه الفوقي.

وعي جذور هذا الواقع، والتمسك بالانتماء إلى النقابة، وتوسيع قاعدتها، والإسهام في بناء معارضة مسلحة ببرنامج بديل، هذا هو واجب كل مناضل نقابي رافض للعسف البيروقراطي ومتشبث بعلة وجود النقابة: النضال لتحسين أوضاع الشغيلة، لإنماء قدرتهم على الكفاح على طريق تحررهم النهائي من كل استغلال واضطهاد واستبداد.

النقابات ملك لنا، فلنعمل على استعادتها، وإعادة بنائها ديمقراطيا وكفاحيا

المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يغازل الطبقة العمالية مستغلا انشغال ترمب في مارثون الم


.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون




.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس


.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا




.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل