الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيل كلينتون والملك عبد الله ومشهد السيارة-الرباعية الدفع-

محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))

2013 / 12 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أثار انتباهي مشهد للملك الأردني عبد الله الثاني على اليوتوب وهو يدفع مع مواطنين سيارة عالقة بالثلج في إحدى شوارع العاصمة، وهو مشهد نادر الى حد ما في دول العالم العربي حيث الحاجز والهامش شاسع جدا بين رجال "الحكم" والمواطن، في انتظار تغير هذا المفهوم من رجل الحكم الى "رجل الحكامة" في هذا الجزء من العالم العربي أو دول الجنوب ككل.
ويديذكرني هذا المشهد للملك الاردني عبد الله الثاني، وهو يدفع مع المواطنين سيارة عالقة بالثلج، بمشهد قديم للرئيس الأمريكي بيلكلنتون قبل انزلاق الولايات المتحدة في متاهة الحروب والإنتكاسات الحقوقية في عهد "المراهق فكريا والمتشبع بالتعصب الميتافيزيقي جورج بوش الإبن".
كان ذلك المشهد للرئيس الأمركي بيلكلنتون وهو يدفع سيارة مع المواطنين، قد خلف تأثيرا كبيرا للمتلقي العربي حينها، وكانت أهم المشاهد المباشرة والحية التي كسّرت صورة رجل الحكم أو الحكومة الى مفهوم "رجل الحكامة" في ذذهنية المتلقي، حيث كانت صورة في رجل الحكم والحكومة مرتبطة بذهنية المواطن العربي الى الهول والتهويل، والى ما يقرب أو يشبه نظرة التأليه للحاكم المطلق القديمة. قبل أن يدرك "العقل الإجتماعي" بعد زمن وبشكل ملح بسبب الإنفتاح الإعلامي والتكنولوجي وتطور وسائل الإتصال، أن الحاكم هو أحد أفراد المجتمع، والحكومة ما هي إلا جزء من النظام الذي يجب أن تعبر عن توجه حزب سياسي مدني يمثل رأيا أو توجها سياسيا في دولة مدنية عن طريق النيابة وتمثيل الأمة بمؤسسات منفصلة ومستقلة أهمها جهاز القضاء العادل.
هذا هو فقط الذي كان حينها يسمى "بالحلم الأمريكي".. القانون مقدس ولا شيء يعلو على القانون الذي يكفل الحرية للمواطن المقدسة كرامته كأمريكي في أمريكا، ورأينا ميف يلتزم الامراء االعرب لمتهورون الحذر في شوارع هذه الدولة خوفا من قوانينها التي لا ترحم أحدا ولا حتى مشرعيها أنفسهم!!!

و من هنا فقط بنيت نقطة القوة والإحترام لهذه الدولة "كدولة عظمى"، وبهذا المسار استطاعت التغلب على الإتحاد السوفياتي السابق، رغم أنه شعاراته كلها كانت بين الفلاح والعامل، فكل المُعادين للسياسة الأمريكية في العالم و العالم العربي أو دول الجنوب ككل، كانوا دوما يسعون الى تبيان عدم عدالتها واستبدادها ومحاولة الضرب على هذا الوتر لانهم يعلمون انه الوتر الذي يشكل لديهم نقطة الضعف لعدم استقرار انظمتهم على أساس قوي مبنية على مباديء قوية في العدالة والعدالة الإجتماعية والحقوق والحرية والمساواة من داخل أوطانهم التي حولوها الى ضيعات خاصة، والى غير ذلك من الامور الإنسانية المهمة والملحة في حياة البشرية..
خلاصة القول: وبدون تهريج أو صياح أو تهليل، كمدون ومواطن بسيط: تحية عميقة للملك عبد الله الثاني في تكسير جدار تهويل البسطاء من شعوب هذا الركن المظلم من هذه الأرض المعزولة انسانيا والمهمة استراتيجيا.
http://www.youtube.com/watch?v=kODHOyA7LS8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254