الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها حرب عالمية ثالثة تجري*

أمين شمس الدين

2013 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



يعتقد رئيس برلمان جمهورية الشيشان، دوقواخا عبد الرحمانوف في حديث مع مراسل "السياسة القوقازية" vestikavkaza- يقول عبد الرحمانوف:
- تواجه روسيا عددا من التحديات الخطيرة. وكثير منها ظهر نتيجة لانهيار الاتحاد السوفياتي. والمعضلات تطرقت إلى مسائل في السياسة الخارجية والداخلية، وعانت سَلبا العلاقات مع البلدان السابقة التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتيي، وكذلك الحال مع بلدان الشرق الأوسط. إن حل العديد من القضايا يتوقف على الاستراتيجية الصحيحة للسياسة الوطنية للدولة، والتي يجب أن يصب جل اهتمامها في تعزيز وحدة الشعوب لروسيا الاتحادية.
- هل يمكنكم وصف المنهجية للتعامل مع سكان روسيا الاتحادية المتعددة القوميات؟ وما هي العوامل الدولية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، التي تنعكس على القضايا المحلية؟
- لقد أسفر انهيار الدولة السوفياتية عن عملية انهيار طبيعي للاتحاد. فكل الجمهوريات السوفييتية السابقة أصبحت تسير في الطريق الخاص بها، شكلت دُوَلها، وبدأت بتعريف نفسها كدول مستقلة في العالم مع كل ما يترتب على ذلك من السياسات الخارجية، والداخلية، وهلم جرا. وأصبحت روسيا تواجه التحديات من اقتصاد مدمر، وغياب لسلطة رأسية.
في الحقيقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أشعلت في أراضي روسيا الاتحادية حرب أهلية. كانت هناك أسباب داخلية وخارجية – يوجد الكثير إذا تحدثنا عنها. وفي أحداث العالم تم تفكيك وتدمير يوغوسلافيا عام 1992. واللوم في ذلك يقع على متسبِّبَين إثنين، هما الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي/ الناتو. هناك حرب عالمية ثالثة تجري.
لقد انهارت دولة عظمى، ولم تعد هناك القوة الاقتصادية التي كانت لدى "الاتحاد السوفياتي". ولكن روسيا وقفت على قدميها مرة أخرى كدولة. لا يوجد هناك ما يجمع الجانب الاجتماعي للحالتين. المرتب، المعاشات التقاعدية، والمساعدات، مكان العمل، الدراسة- العديد من هذه الأمور طُرحت جانبا. وطبعا، فإن مكونات الدول الجديدة لبلدان رابطة الدول المستقلة مع الروابط التي تربطها مع بعضها البعض، كانت في حال انعزال وتفرق كبيرين في تلك الفترة. وكل هذا ينبغي أن يُعاد تجميعه.
يجب في البداية إعادة بناء العلاقات مع كافة جمهوريات الاتحاد السابق من رابطة الدول المستقلة. وينبغي أن تكون هناك استراتيجية دولة. ففي تلك الدول يتكلمون اللغة الروسية، حيث يفهموننا ونفهمهم. وكانت لنا معا فترات تاريخية وثقافية مشتركة. وخضنا معا الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية)، واستصلحنا الأراضي البور، وبنينا المجتمع، كنا شعبا سوفييتيا واحدا. ومن الطبيعي أنه يوجد الكثير مما يجمعنا. يجب إحياء العلاقات الخارجية فيما بيننا وبين هذه الدول. ولكن الغرب يجذبها نحوه. وأوروبا تقول بأنه ينبغي أن تدمج مع الاتحاد الأوروبي، وليس مع موسكو، وهذا ما نشاهده اليوم في حالة أوكرانيا.
هل هذا يا ترى ينعكس على السياسة الداخلية؟ طبعًا. النظام المصرفي، والقفز الدائم للدولار، والأزمات الأمريكية والأوروبية تتدحرج نحونا. وخلال ذلك نرى أن بوتين والحكومة الاتحادية تحاول الحفاظ على الوضع الاقتصادي. وتلك الأموال المتراكمة التي انتقدونا بسببها، قامت مع ذلك بإنقاذنا في الأوقات الصعبة.
لا يمكن أن ننفي تأثير وانعكاس العامل الخارجي اليوم على البلاد. فهؤلاء الذين يدْعون اليوم في خُطَبهم إلى فصل القوقاز عن روسيا، ثم فصل كاريليا وبريموري، ليسوا سوى منفذين للإرادة الأمريكية ومنظمة حلف شمال الأطلسي. لماذا؟ لأن منظمة حلف شمال الأطلسي لا تنفتئ تحيط بنا بأعداد كبيرة من الرؤوس الحربية والتي يمكن بسهولة حساب أعدادها، ولكن ما الحاجة إلى ذلك؟ وإذا فعلوا ذلك، يفعلونه عن قصد ما. وفي ضوء هذه التطورات يجب علينا أن نبني سياستنا الداخلية.
يجب أن يكون العنصر الأول في السياسة الداخلية للمركز الاتحادي- تعزيز وحدة البلاد وشعوبها. ومفهوم تعزيز البلاد- لا يعني بناء اقتصاد البلاد، ولا الروبل. هذا شيء ثانوي. أما الشيء الأساس فهو في وحدة الشعوب والقوميات. يعيش في روسيا الاتحادية 193 شعبا. في وحدتنا نستطيع بناء دولة قوية، قادرة على حل مشكلة بريموري (حيث حصلت الفيضانات مؤخرا)، وأي أمر قد يحصل مع منظمة حلف شمال الأطلسي، والحماية من أخطار الكوارث الطبيعية والسياسية الممكنة.
هل تعتقدون بأنه في حال تفرَّقَت الجمهوريات الحالية، كما تفرَّقَت جمهوريات الاتحاد السوفياتي، كل منها نحو شقتها الوطنية، أي إذا انقسمت روسيا الاتحادية إلى أجزاء، سوف نصبح أقوى؟ وسوف يصبح حل المشاكل أسهل؟ بالطبع لا. لذا، فالسياسة التي يتبعها بوتين سياسة صحيحة، ونحن نؤيد هذه السياسة- سياسة تعزيز وحدة الشعوب/ القوميات، لكي تسير السياسة الوطنية في البلاد باتجاهها الصحيح.
ولكن السؤال هو، هل يا تُرى تسير هذه السياسة في الأقاليم بشكلها السليم؟ بالطبع لا. فلو صارت كذلك، لم يكن سؤال اليوم بهذا الخصوص حادا لهذه الدرجة.
على ما يبدو، محطة التلفزيون المركزية – هي محطة التليفزيون الرسمي للدولة. بوتين يقول شيئا، ومحطة التلفزيون المركزية تبث شيئا آخر. هل هذا أمر منطقي؟ لا. لماذا علينا أن نعزز أمننا، ونصرف عليه المليارات، وبالمقابل يقوم التلفزيون المركزي بتدمير كل ذلك؟
ولذلك، توجد الكثير من القضايا المترابطة. نحن مرغمون لتضافر الجهود لإدانة هذا الموضوع، وتقديم اقتراحات للمركز الاتحادي عن كيفية تحسين حالة المسألة الوطنية.
إن إحدى المسائل الرئيسة التي أود طرحها هي عن إنشاء وزارة لشؤون القوميات. لماذا؟ هل بالنسبة لي يشكل أهمية أنه في أعوام 1918-1919 غداة الحرب الأهلية تشكلت هناك وزارة للشؤون القومية؟ لا، أنا لست مهتما بذلك. كما ولست مهتما أيضا بأن تُعنى وزارة التنمية الإقليمية المسؤولة عن خدمات التشييد والبناء وأمور المجتمع المعاشية، أن تُعنى كذلك بالقضايا الوطنية والقومية. هذا غير منطقي.
يجب أن تكون الأولوية لوزارة، تُعنى بصفة مستمرة، على مدار السنة، وكل 24 ساعة بمعالجة هذه المسألة. ويجب أن يرأس هذه الوزارة وزيرا وبصفة نائب رئيس الحكومة. هذا للتأكد من أنه يمكن أن يكون لها تأثير على شاشات التلفزيون، والصحافة، وداخل حكومة روسيا الاتحادية.
من الضروري طرح هذه المسائل ليس على ذلك الشكل الذي يطرحه المسؤولون الاتحاديون، الذين لا يتقنون هذه المسألة. ينبغي أن يعمل على هكذا قضايا أناس من أولئك الذين يدافعون عنها. عندها سوف تكون هناك سياسة وطنية عامة وواضحة. اليوم يوجد مبدأ، وهناك مراسيم رئيس الجمهورية، ولكنها مشتتة وبحاجة إلى جهة من خارج الإدارة الرئاسية، لإدارة هذا الموضوع بشكل قدير وموجه.
يجب ألاّ يقتصر ذلك على المشاركات الثقافية والأحداث الرياضية. يجب أن تكون أنشطتها مدعومة من الموازنة. أيُّ نظام يعمل عندما يكون معززا بقدرات مالية وكوادر. وإذا فقد ذلك تكون النتيجة اجتماعات قائمة على كلام فارغ. نحن نستطيع التلاقي، والغناء، والرقص، ثم التفرق. وماذا بعد ذلك؟ لذا، يجب أن تكون الجهة المفوَّضة- سيدة الموقف.
نحن المهاجرون، وغير المهاجرين، والمتنقلين داخليا، والثابتين.. ونحن لسنا بمهاجرين داخليين. كلنا نخضع في دستور روسيا الاتحادية إلى المساواة في الحقوق والحريات، والواجبات التي تفرضها الدولة والدستور. نحن مواطنو روسيا الاتحادية، مواطنو هذه البلاد.
ونحن نعمل في هذا البلاد، ونتعلم فيها، ونرفع الرايات في دورة الألعاب الأولمبية. وشعوبُنا كلها ممثلة بروسيا الاتحادية ترفع علم روسيا، وننشد السلام الوطني لروسيا الاتحادية بصدق ووفاء. وفي الحروب نحن ندافع عن هذا البلد. وهذا يعني، بأننا جميعا كُلٌّ واحد. وجميعنا من أهل روسيا، ونمثل 193 شعبا. لذا، ففي جميع الأقاليم الـ 83 علينا أن نطبق سياسات بوتين على وتيرة واحدة، متسقة مع مواد دستور روسيا الاتحادية. عندها ستقل عدد الأسئلة والتساؤلات.
-- يأخذ الاتحاد الروسي اليوم مكانة متقدمة جداً في مجال السياسة الخارجية على الساحة الدولية. وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، بالطبع، تعَلّم الجميع من بعض الأخطاء التاريخية. نستطيع القول بأن روسيا تعرض موقفها وتثبت عليه، وهو الموقف الأكثر إنصافاً في الساحة الدولية. ولكن كيف ينبغي أن يكون التضامن بين شعوب روسيا من أجل تعزيز السياسة الدولية لروسيا على المسرح العالمي؟
- أنا شيشاني. قال كِبارُنا: من أجل أن نحتفظ بالشاطئ الذي نقف عليه، يجب التمسك بالجانب الآخر منه. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، غَضّينا الطرف عن كوبا، وفيتنام، وسوريا، وليبيا - في كل مكان. ونحن نرى النتيجة: تم سحق يوغوسلافيا، وانضم حلفاؤنا- إخواننا في الاتحاد السوفياتي إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. هل اكتسبنا القوة من جراء ذلك؟! لا.
وكلما تراجعت روسيا أكثر، كلما أصبح حلف الناتو وأمريكا أكثر جرأة، وكلما قوبل الموقف الدولي لروسيا الاتحادية بهجوم أقوى. وما يجري اليوم ليس سوى- رد فعل. ومهما تراجعنا، إلا أن أولئك لا يفهمون. أنهم يرون في تنازلات روسيا الاتحادية أمام الدعوات الدولية للقرن الحادي والعشرين ضعفا وعَجْزا. وبلادنا ليست بضعيفة. أكثر بلاد العالم غنى بالموارد الطبيعية - روسيا الاتحادية. أكبر دولة مساحة على الأرض- روسيا الاتحادية. أكبر عدد من الشعوب المتميزة بهويتها الذاتية- في روسيا الاتحادية، وهذه أيضا ثروة.
لماذا علينا أن نتراجع؟ لدينا مصالحنا في هذا العالم أيضا. وأهم من ذلك، هو اهتمامنا بأن يسود السلام على الأرض. وهذا هو اهتمام بوتين، وجميع أهل روسيا الاتحادية.
ولذلك، ونظرا لأهمية الجهود التي يقوم بها بوتين كرئيس لروسيا، وبوصفه القائد الأعلى، فيما يخص سوريا وغيرها من المسائل، فقد أصدر البرلمان الشيشاني قرارا منذ شهرين. توجه فيه إلى جميع برلمانات الأقاليم المكونة لروسيا الاتحادية لدعم بوتين، وقديروف، وناريشكين، وماتفيينكو، نظراً لحاجتنا إلى ذلك من أجل استقرارنا الداخلي. خلاف ذلك لدينا سياسيون يخضعون لرشوة الغرب، ويتنقلون في الدول الغربية وفي أمريكا، ويحصولون على الألقاب والأموال، ثم يعودون ويبدؤون التحدث علنا ضد السلطة الاتحادية.
لا أمريكا ولا الصين ولا أوروبا لن تقبل بأن يقوم أي سياسي من مواطنيهم بالتحدث بكلام يعارض وحدة دُولها. أما نحن، فعلينا تحمل جيرينوفسكي وآخرين. هذا تناقض ظاهري، وهذا لا ينبغي أن يحصل. ونحن في الأقاليم نفهم ذلك، ونفهم أن مسؤوليتنا تكمن في تعزيز نظام الدولة الاتحادية، ولذلك نؤيد بوتين والمركز الاتحادي.
- كيف ينظر البرلمان الشيشاني وممثلي جمهورية الشيشان إلى سياسة وزارة الخارجية لروسيا الاتحادية تجاه سوريا؟
- إن نفس القنوات التي تخدم مصالح الغرب تجلب لشبابنا القوقازي، وللشباب الإسلامي في روسيا فكرة أن الذي يجري في سوريا عبارة عن حرب مقدسة. لا، فالذي يحصل في سوريا هو حماية المصالح الأمريكية، ولا شيء أكثر. أنهم سيصبحون وديعو الخلق لأمريكا، ويرفعون أقدامهم وسيتصرفون كما تريد، وسيمنحون النفط والغاز لأمريكا.
ولذلك، فكما نرى طبيعة سير الأمور غير العادل لما يحدث في سوريا، نجد بنحو كاف على الإطلاق بأن بعد ليبيا جاء دور سوريا، وبعدها دور إيران، وبعد إيران سنجد بأن روسيا الاتحادية محاطة. ويعيش من أذربيجان في إيران 33 مليون شخص، وفي أذربيجان يعيش ما ينوف عن مليون من الليزغين. سيكون هذا تفككا شطرَنجيا هائلا في حال حدث أي شيء.
ولذلك، فإن لافروف، الذي يؤيد سياسة بوتين، نؤيده نحن كذلك. ونحن نتحدث عن هذا في جلسات اجتماع النواب وفي الجلسة العامة للبرلمان، المكرسة لمنطقة القوقاز وغيرها من الأقاليم. ونحاول القيام بكل ما نستطيع القيام به من أجل أن لا يذهب أحد من مواطنينا إلى هناك.
إنهم ينتقدوننا، ويقولون، بأننا نؤيد القيادة السورية. ولكن الرئيس الأسد- شيء، وسوريا- تماما شيء آخر، والشعب السوري- شيء ثالث. غير أن الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية، ويجب أن ندافع عنه. لماذا؟ لأن الأسد يدافع عن سيادة الشعب السوري والدولة السورية. لذلك نحن نؤيد لافروف.
لا يجوز تصور شمال القوقاز بأنها منطقة جبلية، وبأن سكانها جبليون لا يفهمون. نحن تخرجنا من نفس تلك الجامعات التي تخرجوا هم منها- كامبريدج و أكسفورد. وشاركنا في البرلمان الأوروبي وفي مجالس أخرى و مؤتمرات إسلامية. ربما يعتقدون أننا لا نزال وراء الزمن. إن الألعاب الآيفونية التي يقومون باللعب عليها هي مع أطفالنا منذ الصف الأول. نحن اجتزنا كل ما يمكن اجتيازه. لذا، نراه شيئا مضحكا عندما يأتي إلينا أي مفوَّض ليعلمنا الديمقراطية.
أقول - انتظروا، ألقوا نظرة على تاريخ آبائنا. أهذه هي الديمقراطية، أهذا هو البرلمان الأوروبي؟ إن البرلمان القوقازي موجود لدينا من قبل 1000 سنة مضت. أنتم فقط لا تعرفون تاريخنا ولا تعرفون ما هي القيم الديمقراطية التي اقتبستموها عنا. وعندما كانت لنا دولة، لم يكن لديكم حتى مرآة، والمرآة- مقياس الثقافة. ويشهد التاريخ والوثائق على صحة هذا. ولذلك نحن نؤيد بوتين، ولافروف، وسياستنا الخارجية اليوم، التي تتمثل أهدافها الرئيسة بتعزيز المواقف في السياسة الخارجية واسترداد ما تم فقده منها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
- هناك ظاهرة، أو لِنَقُل "مَرَضٌ": يوجد الكثير بين المتمردين، والمقاتلين، والمرتزقة من منطقة القوقاز. ما هي الدوافع التي تدفعهم إلى فعل ذلك؟
- هذا هو التناقض التاريخي. في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، جاءنا مبعوثون إلى الشيشان، والداغستان، وإنغوشيا من المملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا. كنا نظن أنهم يعرفون الإسلام لتلك الدرجة التي ينبغي علينا أن نتعلمها منهم. وقد تبين لنا، أنهم لم يكونوا يعرفون الحد الأدنى من الذي يعرفه علماؤنا في الدين، من الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم.
واليوم تجري عملية استرجاع. الأفراد، الذين لم يُثبتوا نجاحهم، والذين لم يحصلوا على أي شهرة أو نفوذ علمانيا كان أم دينيا، يغادرون إلى سوريا لإقامة الإسلام فيها، الإسلام الذي وصل إلينا منها قبل 1000 سنة. لقد جاء الإسلام إلينا من هناك، واليوم نذهب إلى سوريا للدفاع عنه! كيف يمكنهم نسف الأضرحة هناك، ومعارضة علماء الدين وشخصيات دينية عالمية مشهورة؟!
يوجد في جمهورية الشيشان شخص وحيد يحمل درجة الدكتوراه العليا في العلوم الإسلامية، الذي تخرج من جامعة في مصر، وهو من قريتي، ومن عشيرتي، وتلميذي من عائلة إرمورزاييف، ويحمل اسمي. وهو طالب امتياز، دافع اليوم عن أطروحته في مصر. وهو لن يذهب ليقاتل في سوريا.
تخيلوا، إنه من أكثر شبابنا علما بالإسلام، وقد درس الشريعة، ولن يذهب للكفاح. أولئك الذين أنهوا الصف الثاني الابتدائي، يذهبون لحماية البلاد التي أتى الاسلام منها إلينا. وبطبيعة الحال هذه من المفارقات الزمنية. وينبغي أن يكون مفهوما هناك، بأن مثل هؤلاء الناس يجب ألاّ يلاقوا الدعم والمساندة. هؤلاء هم الناس الذين لم يجدوا مكانا لهم في بلادهم. فما الذي يمكن أن يعطوه للآخرين؟
وبطبيعة الحال، هم لا يحمون الإسلام، ولا مصالح الشعب السوري، ولا الدِّين بشكل عام. مر زمن رحل فيه الناس الذين لم يستطيعوا الحفاظ على أوضاعهم في أقاليم روسيا الوسطى وجاؤا إلى القوقاز بحثاً عن السعادة. جاء أيضا أولئك الذين تم طردهم من بين مجموعات ما أو من الخدمة. والآن مثل هؤلاء هم الذين يرحلون عنا إلى هناك، أقرب إلى بلاد العرب. ومن الطبيعي أن يعاقب مثل هؤلاء. إنهم يُرسِلون لنا أفلاما، ويهددون بعودتهم القريبة إلى الديار. ونحن هنا ننظر إليهم، ونقول لهم ضاحكين:- وماذا في ذلك؟ لقد فشلتم معنا، وغادرتم إلى هناك، وحال عودتكم سنعاقبكم مرة أخرى.
ليس هناك حل آخر. لذلك كل هذا لا يحتمل أي نقد. وهذا هراء، ولا ينبغي له أن يكون. لذا، فحين يقولون أن الشيشانيين، والقوقازيين، والروس يُغادرون، فمن هم الذين يغادرون؟ فهم لا يشكلون أكثر من 0.001 ٪-;-، وهذا لا شيء. ومن 3 مليون شيشاني في العالم لا يصل عددهم في سوريا 300 شخص. كم يُشكّلون؟ لا شيء. وإذا ذهب 140 شخص من مجمل 140 مليون من مواطني روسيا الاتحادية، وهذا لا بأس به.
-- هل هذا ترويج أو دعاية إعلامية لأطراف معينة، أو نوع من التضليل؟
- هذا هو الإنترنت، ولا شيء أكثر. إنهم يلهثون وراء المال- هذا أولا. وثانيا- هو المحاولة على تأكيد أنفسهم أمام أقرانهم. إذا لم يستطيعوا الحصول على مبتغاهم في مكان ما، يأملون الحصول عليه في مكان آخر.
- أصرت روسيا الاتحادية على موقفها، وكانت قادراة على كبح لجام الخصوم الأطراف الأخرى على مدى السنوات 2-3 الماضية. ماذا عما يحدث في أوكرانيا، هل هي ضربة انتقامية من القوى الغربية؟
يعتقد رئيس البرلمان الشيشاني أن تعزيز وحدة الشعوب سوف يساعد في ممارسة سياسة متقنة للدولة.
- هنا قالوا، أن الأوكرانيين هم أمة منفصلة، والروس أمة منفصلة. نعم، لقد أنشأت كل منها دولتها الخاصة بها وثقافتها. وبنفس الوقت هناك جذور تاريخية. أنا من القوقاز، من بلاد الشيشان، ولكنني مواطن روسيا الاتحادية، ومؤرخ من حيث التخصص. ولو انضَمّت الشعوب ذات الجذور المشتركة معا – الروس، والبيلاروس، والأوكرانيون، وستكون معهم كازاخستان، فلن ترى قوة أقوى منها على هذا الكوكب. إن في هذا لإغفال تاريخي وإهمال.
ومن المؤسف أن يندفع جزء من أوكرانيا أو النخبة الأوكرانية إلى الغرب. ولكن مرة أخرى عُقِد السيناريو نفسه في الميدان، واللاعبون هم نفس أصحاب السيناريوهات التي طُبقت في العام 1992 في يوغوسلافيا. هؤلاء يمكن ذكرهم بالأسماء، وهم معروفون جيدا. ولهذا، فمن المؤسف اليوم ومن غير المفهوم اندفاع أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن إذا أجروا استفتاءا شعبيا، وقرر الشعب أن يكون جزءا من أوروبا، عندها سيكون واضحا أن هذا لم يقرره الرئيس، ولا البرلمان. غير أن هذا لم يحصل.
إن السلطة السياسية، التي تتولى السلطة في أي بلد، يجب أن تكون قوية، وقوية الإرادة. وقيادة أوكرانيا الآن تُظهر ترددها، ما بين الذهاب إلى روسيا أو الاتحاد الأوروبي، إلى حيث فيه مصلحتها. وهنا الحاجة ماسة إلى حماية مصالح شعبها.
- ما هي توقعاتكم بالأحداث التي وقعت في ميدان كييف؟
- لا أعتقد أنه سوف يسفر عن شيء ثوري. لقد شهدنا في السنوات الأخيرة نفس السيناريو. ولا يمكن ابدأ استبعاد إمكانية إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة. ولكن إذا قلتَ الحقيقة لشعبك، والسلطة ستقول، دعونا نختار معا، وسيعم الهدوءُ كلَّ شيء.
إن ما يحدث هناك اليوم- هو سيناريو من تحضير الغرب. هم في حاجة إلى ذلك. وقد شهدنا كيف عارض زعماء ليتوانيا، وإنجلترا، وألمانيا بعنف زعيم أوكرانيا يانوكوفيتش، وكادوا يجبرون يانوكوفيتش على التوقيع. وهذا يعني بأنهم في حاجة إلى ذلك. ونحن نقول أن هذا هو حليفنا السّلافي. نريد أيضا أن ينضوي تحت لواء الاتحاد اﻷ-;-وراسي. ونحن، أهل روسيا الاتحادية، ندافع عن مصالحنا. وسوف نبقى نُصِرّ على ذلك.
لا أعتقد بأن تظاهرات ميدان كييف سوف تؤدي إلى يوغوسلافيا، ولا سيّما إلى ليبيا. وستجد القضية حلاًّ تدريجياً. وإذا ظهرت أي أزمات، فالاستفتاء هو من سيقرّر. أو إجراء انتخابات مبكرة.
أجرى اللقاء/ أحمد حج علي
*الترجمة عن الروسية/ د. أمين شمس الدين داسي الشيشاني
المصدر Vestikavkaza.ru
Д-;-у-;-к-;-у-;-в-;-а-;-х-;-а-;- А-;-б-;-д-;-у-;-р-;-а-;-х-;-м-;-а-;-н-;-о-;-в-;-: И-;-д-;-е-;-т-;- Т-;-р-;-е-;-т-;-ь-;-я-;- м-;-и-;-р-;-о-;-в-;-а-;-я-;- в-;-о-;-й-;-н-;-а-;-
7/12/2013
П-;-е-;-р-;-е-;-в-;-о-;-д-;- н-;-а-;- Р-;-у-;-с-;-с-;-к-;-и-;-й-;- я-;-з-;-ы-;-к-;-: Д-;-а-;-с-;-и-;- А-;-м-;-и-;-н-;- Ш-;-, А-;-м-;-м-;-а-;-н-;-, И-;-о-;-р-;-д-;-а-;-н-;-и-;-я-;-.
www.grozny-inform.ru
И-;-н-;-ф-;-о-;-р-;-м-;-а-;-ц-;-и-;-о-;-н-;-н-;-о-;-е-;- а-;-г-;-е-;-н-;-т-;-с-;-т-;-в-;-о-;- "Г-;-р-;-о-;-з-;-н-;-ы-;-й-;--И-;-н-;-ф-;-о-;-р-;-м-;-"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل