الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثاني: ثورة شعبية في مصر أم انقلاب عسكري أم تمرّد ؟

محمّد نجيب قاسمي

2013 / 12 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




المقال الثاني:

ثورة شعبية في مصر أم انقلاب عسكري أم تمرّد ؟

1 - توقّفت القوى الثورية التي أشعلت شرارة الثورة في تونس فمصر في منتصف الطريق . ووجدت نفسها عاجزة عن استلام السلطة بعد فرار أو تنحي رؤوس الأنظمة الحاكمة وبقيت في الساحات والميادين ترقص وتغني وتشيد بالنصر العظيم في الوقت الذي كانت فيه قوى أخرى تتهيأ في صمت لاستلام السلطة في طبق من ذهب من يد الشباب الثائر ...ذلك الشباب الذي لم يع أن الثورة هدم وبناء وأن مرحلة البناء أشد وأصعب وهي مسيرة طويلة وشاقة ..
2 - ومن المفارقات أن الثوار ظلوا ثوارا ومعارضين بعد ذلك في "نظام الثورة". وأي فائدة من ثورة لا يمسكها أصحابها ؟ وما قيمة الثورة إن لم تضف الشرعية على أهلها ؟
3 - أحكم الإخوان المسلمون اللعبة واختاروا الطريقة التي تناسبهم في التنافس وأوقعوا فيها الآخرين المنتشين بالنصر فكانت الانتخابات الطريق السحري الذي سيوصلهم إلى السلطة بيسر وبشرعية لا غبار عليها أمام الجميع .فمن القوة المنظمة المنضبطة المقسمة على السمع والطاعة والولاء سواهم ؟
وكان الخطأ المدمر للقوى الثورية والنجاح المحقّق للجماعة ..لقد فرّط الثوار في شرعيتهم الثورية التي لا جدال فيها و وَأَدُوهَا في المهد لصالح أحزاب الإخوان المسلمين الذين استبدلوها بسرعة ومهارة فائقة بالشرعية الانتخابية التي لم يطعن فيها أحد ..
4 - وتصارعت الشرعيتان بكل ضراوة. وبدا موقف كل طرف وجيها وصلبا ومقنعا .ومن الإيجابي أن كل طرف يقرّ للآخر بشرعيته .فلم ينف الإخوان المسلمون ثورية منافسيهم. ولم ينف اللفيف الثوري شرعية الإخوان الانتخابية . وكم كان حريّا بهم جميعا البناء على هذا التوافق النادر ولو بعسر شديد.
انتهى الأمر بالثوار في مصر إلى إدراك أن لا سبيل لهم أمام الزحف الهائل للإخوان على السلطة بحكم النجاحات البيّنة في الانتخابات إلا بالعودة إلى رفع راية الشرعية الثورية التي فرطوا فيها سابقا ...ولعل الإخفاقات العديدة للإخوان في الحكم حسب ما بيناه سابقا وعجزهم لأسباب شتى عن إحداث انجازات ولو طفيفة في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي ما جعل شعبيتهم تتراجع باستمرار وتتآكل مما شجع منافسيهم على التجرؤ عليهم بذات السلاح الذي يحسنونه وهو حشد الجماهير بأقصى أعداد ممكنة في الساحات والميادين لإفتكاك الشرعية الجماهيرية منهم وهي لعمري مخاطرة كبرى تتطلب عملا هائلا ومتواصلا وصبرا لا ينفذ لأنه من العسير القبول بمواجهة المنافس بذات الطريقة التي يحسنها.
5 - وكانت حركة " تمرد" إخراجا جديدا و ذكيا للقوى الثورية فتقدم صفوفها شباب يتقد حيوية وتراجع إلى الخلف الشيوخ المنهزمون في الانتخابات....
ونجحوا في الحشد الجماهيري الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ واكتسبوا الشرعية الجماهيرية والثورية من جديد....ولكن لا يبدو أنهم خططوا لاستلام السلطة فورا لأنهم ببساطة لا يقدرون بحكم عوامل محلية ودولية لا حصر لها ولا طائل لهم بها ..
وللمرة الثانية تتدخل القوات المسلحة ....فتتشابك الأمور وتتعقد ويعسر الفصل بين المتنازعين لمتانة براهين كل طرف.
فهل يعدّ ما حدث انقلابا عسكريا؟
6 - يبدو وسم ما حدث انقلابا للعسكر على السلطة مغريا إلى حد كبير ويصعب جدا إقناع أصحاب هذا الرأي بغيره من المواقف .ومن المنطقي جدا احترامهم على ذلك وتفهمهم . وكل طرف سياسي يحدث له ما حدث للإخوان سيتخذ ذات الموقف وسيقاوم انتزاع السلطة منه بكل ضراوة وغضب . ولا أستثني أحدا من ذلك . ألم يتسلموا السلطة بالانتخابات التي أقر الجميع بنزاهتها ؟ أليست الانتخابات الآلية الوحيدة لتداول السلطة في النظام الديمقراطي ؟ أليس من الحكمة انتظار المحطات الانتخابية ليسحب أثناءها الشعب ثقته من الإخوان إن أخفقوا أو يجدد لهم إن نجحوا؟ ألا يمكن أن تجلب " مغامرة " إزاحتهم عن السلطة ويلات على مصر أشد من ويلات إخفاقهم في الحكم؟
ما معنى أن تقف الثورة عند عتبة الجيش في فصلها الأول ثم في فصلها الثاني مجددا؟
هذه أسئلة حارقة لا يستطيع أحد إطفاء لهيبها ؟ وسأكتفي بالمحاولة ...
انتظروا المقال القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز




.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز