الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خسرنا جيلاً فقط ؟

باسم محمد حسين

2013 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الذين ولدوا أواخر ثمانينات القرن الماضي وتسعينياته هم المعنيين بهذه المادة ويسميهم أغلب الناس في عراقنا المبتلى بـ جيل التسعينات ، والتي رأينا فيها وما بعدها عجائب كثيرة .
نتيجة لجنوح عقلية الطاغي هدام نحو الشهرة والتميّز وخلود إسمه في التاريخ كمحرراً للأمة العربية ومدافعاً عنها بسبب أفكاره القومية الزائفة وتطلعاته غير المنطقية أدخل العراق في حربٍ مع إيران لم تكن مدروسة بالشكل الحصيف حيث تورط بقتال دام ثمان سنوات عجاف خسر الطرفان فيها الكثير نتيجة تهور الطاغية وعناد الخميني ، خرج العراق منها مثقلاً بديون مادية أكثر من ثقيلة إضافة الى خسارة الوقت في البناء والاعمار (كان محدوداً جداً حينها) بالإضافة الى الخسارة الكبرى وهي الإنسان فالذين أمضوا أجمل ايام عمرهم في التواجد في أماكن غير بيوتهم (سواءً كانوا في جبهات المواجهة أم في المعسكرات الثابتة) خرج الكثير منهم لا يحمل شهادة علمية تمكنه من استثمارها في العمل لكسب الرزق والقسم الآخر فقد معلوماته التي حصل عليها طيلة سنين دراسته بسبب انشغاله بعملٍ آخر لا يمت لاختصاصه بصلة مطلقاً وحتى العمال والحرفيين فقدوا جزءاً من مهاراتهم التنفيذية لذات السبب ناهيك عن نفسياتهم المتعبة التي لم يُعَّلِمها الجيش سوى الأمور العسكرية في وقتٍ كان الإعلام والتوجيه مسخراً للحرب فقط فطيلة تلك الفترة لم نكن نرى في قناتي التلفزيون سوى صور من المعركة لمئات الجثث وأفلاماً أخرى عن كيفية تدمير المدن بالصواريخ والقنابل البعيدة وتوجيهات بالقتل والقتل ولا غير ذلك ، بالاضافة الى أغاني وفعاليات النصر المزعوم تؤازرها المطبوعات الكثيرة داخل وخارج الوطن ، جاءت بعدها مشكلة الكويت وحرب تحريرها وكانت وطأتها شديدة جداً لأن التدمير طال جميع مدن العراق تقريباً وتداعياتها كانت أكبر على نفوس العراقيين من جميع الجوانب وخصوصاً العسكريين منهم . فهؤلاء هم آباء الجيل التسعيني و الكثير من هذا الجيل ولدوا ضعفاء البنية بسبب سوء التغذية الناتجة عن الحصار المفروض على العراقيين من نظام حكمهم القذر ومن العالم بموجب قرارات الأمم المتحدة ومنهم ولدوا وهم يحملون عاهات بدنية مستديمة , يضاف الى ذلك فهذا الجيل لم يتلقى علومه المدرسية كما الأجيال التي سبقته لأن التعليم إنحدر مستواه بشكل لا يوصف بسبب سياسات النظام الرعناء في هذا المجال الحيوي وعدم منح الجهاز التعليمي الرواتب المجزية كي يعيش المعلم عيشة مقبولة ويؤدي واجبه بشكل صحيح لا بل وزاد عن ذلك إهانة الكادر التعليمي بشكلً مستمرمن قبل زبانية النظام ورئيسهُ الخـَرِف ومنها قوله "هذه هي امكانية الدولة والذي لا يتمكن من تدبير أموره فعليه العمل بعد الدوام كعامل بِناء" .
اليوم هؤلاء القوم كبروا و أصبحوا شباباً أكمل البعض منهم دراسته ومنهم من اختار العمل حسب مشيئته ومنهم عكس ذلك بسبب المحسوبية والجهوية التي تمشي بها دولتنا في هذا الزمن الأغبر ومنهم العاطل نهائياً ويبحث عن أي عمل ليكون له مصدر رزق والمهم في كل هذا أن أغلب هؤلاء غير جديين في أعمالهم فالموظف الحكومي منهم لايؤدي واجبه الوظيفي بالشكل المُفتَرَض إسوةً بأغلب الموظفين الآخرين (ولكن بالتأكيد هناك إستثناءات قليلة جداً) والذين يعملون في شركات أهلية فإن الرقابة والخوف من الطرد ومن ثم الضياع فيكون عملهم لإرضاء رؤسائهم خوفاً وليس غير ذلك أما الذين يكسبون رزقهم عن طريق البيع والشراء فيقدمون لك بضاعة معروضة من النوع الجيد ولكن ما يمنحوك إياه تجده مختلف كلياً وهذا هو الغش بعينه أما سائقي السيارات فهم مخالفين لقوانين المرور من الدرجة الأولى ناهيك عن الحرفيين منهم فتجدهم يزوقون منتجاتهم دون العناية بجودتها وكفائتها .
ترى ماهي الأسباب وهل هناك معالجات ؟ هل هناك من مبادرات من مُشرّعي القوانين لإنتشال هؤلاء مما هم فيه ؟ ألم يعي الكثير من المتنفذين في الدولة خطورة هذه الأمور وخصوصاً على مستقبل الوطن ومستقبل ذرياتهم على الأقل ؟ كيف ستؤول الأمور بعد عشر سنوات إن لم نقم بالتصحيح؟
آخراً هل خسرنا هذا الجيل فقط أم هناك خسارات أخرى ؟
البصرة 22/12/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي