الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نمط من تفكير الفرد العراقي في ظل الحداثه.

محمود محمد سهيل الجبوري

2014 / 1 / 10
المجتمع المدني


نمط من تفكير الفرد العراقي في ظل الحداثه.

من إفرازات التغير الذي حدث في العراق بعد عام 2003 وكل ماتعنيه كلمة حداثه من سلطه وثروة ووسائل اتصال ما لايقبل الشك لها تأثير على الفرد والمجتمع العراقي في الوقت الحاضر,حيث اثرت على نمط تفكيرة وممارسته وعلاقاته الاجتماعيه ورؤيته للمستقبل, كل معاني الحداثه (سلطه, ثروة, وسائل اتصال) مختزله لدى مؤسسه كبيره وهي الحكومه,فأصبحت الحكومه هي القوة والثروة والمكانه الاجتماعيه . واصبح واضح في حكومات مابعد 2003 ولحد الان , انعكس ذلك على نمط الفرد العراقي ,فاصبح قلق في تفكيره وغير مستقر يخاف من المستقبل ويخطط له, ويحاول ان يكون سلطوي اما ان يكون جزؤ من السلطه او يقترب منها وذلك اضعف الايمان, بينما تفكير الفرد في السبعينات والثمانينات لم يكن هكذا, لايفكر في السلطه ولايطمح للوصول اليها او ان يكون جزء منها , كان لايعرف اسم مدير الناحيه ولايراه ولايهتم به من يكون,اما اليوم اصبح الفرد يطمح ان يكون جزءمن السلطه لان المنصب يعني الكثير مكانه وجاه وثراء واحترام , هذا النمط من التفكير مستورد ودخل حديثا مع التغير عام 2003 مع مفهوم الفساد الادراري والارهاب والى غير ذلك من المسميات التي دخلت علينا .
وتلك هي اسلحه فتاكه تنخر جسد الدوله وهناك مظاهر وعلامات ظهرت على سلوك الفرد سواء كان مواطن عادي او موظف او مسؤول في المجتمع وهي:.
1- هذا النمط من التفكير داء نفسي واجتماعي له ابعاد سياسيه واقتصاديه اصيب به عدد من افراد المجتمع , اعراضه الخوف والقلق من الاستقبال, الفرد يجهد تفكيره بالتخطيط للمستقبل , يطمح ان يكون جزء من السلطه او صديق السلطه ويخسر علاقاته الاجتماعيه.
2- الفرد سواء كان مواطن او موظف او مسؤول والمصاب بهذا الداء, لايرغب بالانسان الذي يعيش معه ويعرف عنه كل شيء وابن مدينته الذي يحفظ ماظيه جيداً, يبحث عن انسان غريب لأنه لايعرف عنه أي شيء فيجد فيه ظالته وتحقيق رغباته ,فتجده يقيم علاقات مع افراد من غير مدينته لانه منكشف ومعروف في مدينته فيريد غطاء لشخصيته بالغرباء.
3- المجتمع لايرغب بالفرد السوي اقصد النزيه والامين والمخلص وهذه صفات الانسان المؤمن بالله , بل يرغب بالفرد الذي لاتتوفر فيه تلك الصفات , يرغب بالفرد الفارغ تن يتحكم بمصيره ويتسلط عليه, والسبب لان الاول لايحقق رغبات المجتمع (الفرد النزيه), اما الثاني يحققها ويطلق عليه هذا المفهوم في العصر الحديث بالبرجماتيه.
4- العلامه الثالثه تتطور تدريجيا وتتحول الى حاله من البغض والكراهيه والحقد للنوع الاول, الفرد يضمر الحقد في نفسه وقلبه لا في لسانه ويتحين الفرصه للأيقاع بذلك الفرد عند أي فرصه تحصل في المستقبل لكي يفرغ ما في داخله من حقد.
5- تنطقع عن الفرد صلة الرحم للقريب والبعيد من المجتمع, ولديه استعداد ان ينسى ويقاطع حتى ارحامه ومن شاركه الرضاعه لسنوات او حتى الموت, وكذلك يتناسى اصدقاء الامس خصوصا اذا كانوا خارج السلطه, اما اذا كانوا جزء من السلطه فانه يكون قريب منهم دائما ولو بالاتصال الهاتفي وذلك اضعف الايمان.
6- الفرد يستغل المناسبات الاجتماعيه لديه, او في بعض الأحيان يفتعل مناسبه مثل زواج ابنه او القدوم من سفر او اقامة وليمة تعارف وديه, يقيم من خلالها مأدبة طعام يحضرها رموز السلطه . وتتحول تلك المناسبه الى تجمع سياسي الغايه منه هو المناورة وعرض القوة, كي يقال عنه انه واسع العلاقات ومعروف.
7- على نطاق الوظيفه ومكان العمل , الفرد اذا كان رئيس دائره فأنه يحتاج الى الموظف النزيه والمخلص في عمله لكنه لايحبه , بل يتوجس مه خيفة لأن ولائه ليس للمدير او رئيس الدائره.
8- الفرد اذا اراد ان يكون مدير فالموظفين يوافقون عليه ويرحبون به, على عكس الفرد السوي , لا احد يوافق عليه لأنه ملتزم ويحاسب ويطبق القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا.. مشاريع لمساعدة المهاجرين القاصرين لإيجاد عمل وبناء


.. مصادر فلسطينية: عمليات اعتقال إسرائيلية جديدة شملت قلقيلية و




.. الجيش الإسرائيلي يحذر النازحين من العودة إلى شمال غزة


.. يونيسف: نحو 4 ملايين طفل دون الـ 5 يعانون من سوء التغذية




.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت