الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما فشر

درويش محمى

2014 / 1 / 23
كتابات ساخرة


جورج مالبرونو, المختص بشؤون الشرق الأوسط, الذي أجرى اخر لقاء صحافي مع بشار الاسد قبل ايام, كتب مقالة في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية, قال فيها "إن الرئيس السوري ظل هادئا طوال اللقاء الذي دام نحو 45 دقيقة, ولم تظهر عليه إشارات القلق", ويستطرد مالبورنو قائلا: "وحين خرجت الى شرفة الباب وهو يودعني, اخبرني الرئيس, انه كان هادئا في كل اللقاءات التي أجراها في الأشهر الأخيرة".
حقا, بشار الاسد كان هادئا ومختلفا في هذا اللقاء, وهو محق ان يدعي انه اكثر هدوءا من قبل, والصحافي الفرنسي محق كذلك في ادعائه, الا ان الرئيس وهو يطلق ليديه العنان في الهواء بين الحين والآخر, فضح نسبية هذا الهدوء الذي يصعب معرفة اسبابه, هل هو هدوء حقيقي ناتج عن ارتياحه لتطورات الصراع في سورية, او هدوء مصطنع تتدرب وتمرن عليه لاكثر من 13 سنة من حكمه؟ شخصيا اميل الى الاحتمال الاخير.
أما عن مضمون اللقاء الذي أجرته صحيفة "لوفيغارو" مع الاسد, فهو أيضاً كان مختلفا هذه المرة, كل ما قاله الاسد خلال هذا اللقاء لم يخرج عن المألوف والمعهود, كان حديثا مكررا ومملا, تحدث عن مؤتمر جنيف وعلاقة هذا المؤتمر بمكافحة الإرهاب, واعتبر المحكمة الدولية المختصة باغتيال رفيق الحريري محكمة مسيسة, وأنكر الاتهامات الموجهة إلى قواته بارتكاب مجازر جماعية, كما انكر ان تكون قواته قد استخدمت الأسلحة الكيماوية, وأكد اهمية دوره ودور نظامه في محاربة الإرهاب, وحذر من ان سقوط سورية يعني سقوط كل المنطقة, وشدد على أهمية وقف الدعم للإرهابيين في بلاده, كما اتهم السعودية وقطر وفرنسا وتركيا وبريطانية واميركا بدعم الإرهابيين, وتحدث الاسد عن نظريته المعروفة ببرميل البارود, وعن المؤامرة الكونية, وعن قوة نظامه, وعن الانتصار والعزيمة والسيادة, حديث لا يمت للواقع بصلة, الامر الوحيد الذي يجعل من هذا اللقاء مختلفا عن غيره من لقاءات الاسد الاخرى, ما قاله بخصوص المعارضة الخارجية, فعلا ليس امرا واقعيا ان يعين احد من معارضي الخارج وزيرا في الحكومة السورية المقبلة, فالغالبية العظمى من رجال هذه المعارضة لا يستحق ان يكون بوابا او فراشا او حتى آذنا في وظيفة حكومية.
اخيرا, لابد ان كل من شاهد هذا اللقاء, لاحظ اصرار بشار الاسد على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة, التي من المزمع اجراؤها في الصيف المقبل, اصرار الاسد على ان يصبح رئيسا امر اكثر من طبيعي, وقد يبقى لاعوام اخرى رئيسا للسلطة, لكنه لن يكون ابدا رئيسا منتخبا، ما فشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة