الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحديات الكونيه والمنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس

محمد سعيد العضب

2014 / 1 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بمناسبه انعقاد المنتدي الاقتصادي العالمي(44) في دافوس – سويسرا نحاول عبر هذه المداخلة المقتضبة طرح اهم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي في هذه الحقبة التاريخيه العصيبه و التي من اهمها :تصاعد النزعات القومية , تنامي عدم العدالة والظلم الاجتماعي علي مستوي الدول والعالم برمته ,ترهل القيادات السياسية, علاوة علي تعاظم الفساد المالي والاداري ,كلها قضايا اصبحت تهدد ليس فقط الرفاه العالمي ,بل تعرض السلام الدولي الي مخاطر جمه .
قبل 100 عاما غرقت اوربا في الفوضى والاضطرابات نتجيه الحرب العالمية الاولي ,وما جلبته ليس فقط من معاناة شديدة وتخريب شامل, بل قوضت اركان المرحلة الاستثنائية الاولي للعولمة المنبثقه التي تمخضت اساسا من الطموحات الإمبريالية والاختراعات التكنلوجية.
بعم عالمنا اليوم نزاعات تمتد من سوريا الي اقاصي جنوب بحر الصين .ان اوربا وان بدت للوهله الاولي بعيده عن هذا الحراك حينما ظل فيها مؤشر البورصات ":الداكس " في تصاعد من ناحيه ,كما استمر تدفق السلع عليها من كافه بقاع الارض لأجل ا شباع رغبات السكان في احتفالاته بأعياد الكريسمس وراس السنه .
مع كله لايزال يطرح التساؤل : هل بشكل الاندماج والتشابك الدولي بوحده ضمانه للرفاهية والسلام العالمي .
لقد احتاج الاقتصاد العالمي الي (100) عاما في اعاده اندماجه وتشابكه ولربما الي الاوضاع المشابهه التي كانت سائه لما قبل الحرب العالميه اللاولي وبالتحديد في عام عام 1914..
هنا يحذر نا المؤرخ الاستاذ نايل فيركونس من التماثل بين نقاط الضعف الكامنه في موجات العولمة الجديدة مع تلك المورثة عن نمط العولمة السابقة : قو ه عظمي وحيده مرهقه , منافسه وتمزق جيوسياسي متعاظم . انظمه تحالف رخوة غير مستقرة , دول ما رقه تحتضن الارهاب والتخويف .
الأستاذة مارجريت ما كميلان من جامعه اكسفورد اكدت ان المنافسة السابقة بين المانيا وانكلترا في بدايه القرن العشرين تتشابه كثيرا في ملامحها مع صراع المشتد حاليا بين الولايات المتحدة الأميركية والصين .
ففي يومنا الحاضر . فمنذ عقد الثمنيات ورغم تعزيز التجارة والاستثمار , يلاحظ بذات الوقت تنامي حاله عدم الثقة وتزايد الاستفزاز بين الدول والمراقب يمكنه الاستشهاد بامثله , منها مناطق حظر الطيران في شرق الصين , اختراق الطائرات المقاتلة الأميركية لمثل هذه المناطق وغيرها .
مع ذلك تظل التوترات الجيوسياسية ليس وحدها الهم الوحيد , بل توجد قضايا اخري , منها :* تنامي عدم العدالة و تعمق حالات الظلم الاجتماعي علي المستوي الوطني او الكوني , *تزايد حاله عدم الثقة في صفوف النخب السياسية وقاده الاقتصاد علي المستوي العالمي , * تعاظم تخريب البيئة والتبعات الاجتماعية للتقدم التكنلوجي ,كله قاد الي غياب الاستقرارعلي مستوي البلدان ومجمل الاقتصاد العالمي .
ففي الولايات المتحدة الأميركية تدفق منذ عام 2009 اكثر من 90% من الدخل القومي المتولد الي الشريحة العليا من الهرم السكاني والتي لاتتجاوز1% منه .
بذات الوقت تعاظم النضال في اوربا من اجل الاستمرار في ارساء اصوليات العدالة الاجتماعية المروثه والوقوف ضد مظاهر تفاقم الظلم الاجتماعي , باعتباره نتيجة حتميه ل ليس فقط للازمه الاقتصادية لعام 2008و بل لما لحقها من سياسات تقشف مرهقه .
مع كله تمكن العالم تحقيق خلال العقد ين الاخيرين معدلات نمو سريعة ت ففي بلدان مثل الصين والهند امكن تحرير الملايين من السكان من الفقر كما ان اكثر من 050% من النمو الكوني سجلته بلدان اسيا وامريكا الجنوبيه مع ذلك استمرت البطالة, وعدم المساواة وغياب الامان م في التزايد كله عمق حاله الرفض الاجتماعي للسياسيات الاقتصادية الليبرالية .
فالرئيس الاميركي براك اوباما علي حق , حينما اكد علي ان الظلم الاجتماعي وغياب فرص الصعود المتكافئة تعتبر تحديات محوريه في وقتنا الحاضر. من هنا ظل التساؤل ... هل توجد اراده وقدره لدي متخذي القرار في خلق نظام اقتصادي عادل ؟
جواب السؤال يبدو واضحا لدي البرفسور جوزيف ستكليز , حامل جائزه نوبل ,الاقتصادي الاقدم في البنك الدولي ومستشار الرئيس الاسبق كلنتون ,حينما اكد اعلي ان قضيه عدم المساواة ليس مصير الانسانيه , بل انها وبالدرجة الاولي قضيه قرار سياسي.
فالعالم حسب رايه مقسم الان بين اغنياء وفقراء .. وفيه دول وحكومات تحاول العمل بجد واخلاصن من اجل مكافحته ,في حين تأخر رعيل من دول اخري عن هذا الركب الحتمي ..
ا ان جنوب كوريا ,وقبل نصف قرن من الزمن اتسمت في في تخلف التعليم فيها حيث شكلت نسبه الحاصلين علي تعليم مدرسي لا يتجاوز 10% من السكان, في حين الان تمتع باعلي المعدلات الدوليه بالنسبه لخريجي الجامعات .
يعتقد الاستاذ نعوم مسيس من صندوق " الوقف" للسلام العالمي ان الوضع حاليا اكثر تعقيدا ,نتيجة العولمة والتحولات التكنلوجية التي قادت بدورها الي تقليص قدرات وامكانات متخذ القرار السياسي في توجيه واداره البلدان والعباد بكفاءة وفاعليه . من هنا يوكد علي قضيه هامه ننجلي في سهوله اكتساب السلطة والقوه في وقتنا الحاضر ,الا انه اصبح من الصعب تسخير هذه السلطة واستخدامها بعقلانية
فعبر شبكات الاتصال الاجتماعي نظمت الاحتجاجات وبسرعه البرق في بلدان عديده مثل تونس ومصر وشيلي و البرازيل وتركيه التي قادت الي تجديد ابعاد وحدود السلطات السياسية . هذا وتوجد علي المستوي الكوني قوي فاعله يمكنها عرقله طموحات التغيير والتقدم في مجالات التجارة العالمية او البيئة خصوصا وان العالم يشهد الان غياب الإرادة الحقه لحسم هذه المسائل .
هذا وعلي الرغم من تأكل الإرادة وترهل قدرات المعالجات نري حاله تأكل عدم الثقة بالنخب القيادية , بشكل مخيف .
فحسب رأي الاستاذ فرانسيس فوكو هاما ادي كله وبسرعه متناهيه الي خلق دوره شريرة مخيفه . افالاليات الرقابية المعقدة حدت ليس فقط بدرجه كبيره قدرات متخذ القرار في التعامل ومعالجه القضايا المطروحه بل زعزت الثقة بالحلول والمعالجات السياسية .
عليه تعتبر مساله اعاده الثقة بقاده الحكم والنخب السياسيه والمؤسسات ,من اهم واصعب التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر ,مما يتطلب ابتداع مداخل جديده من اجل تعميق المشاركة المجتمعية وتعزيز حق تقرير المصير وايجاد الطرق والسبل الراقية للرقابة علي السلطات والحكم من ناحيه, والاستمرار الجاد في انجاز الاصلاحات الضرورية والمطلوبة من ناحيه اخري .
يتمحور التحدي الاخر في مجالات المحافظة علي البيئة التقليدية المهملة حاليا من ناحيه ,مصالح الاجيال القادمة , وتعاظم افه الظلم الاجتماعي علي مستوي الدول او الكون برمته من ناحيه اخري .
وعلي الرغم من غياب تكافئ الفرص او تعمق عدم العداله يعيش الفرد حاليا في بحبوبه كما ان اوضاعه المعيشية افضل من اجيال عقود ماضيه , حيث توجد رعاية صحيه افضل
.في دراسة اخيره لمجلس الامن القومي الاميركي قدرت اعداد الطبقة الوسطي عام 2030 بما يعادل (3) بليون شخص , كما من المتوقع ان تتعرض تكاليف حمايه البيئه و والمناخ الي مخاطر اضافيه غير مشهوده .
فالاقتصاد العالمي الضعيف والمترهل يهدر ليس فقط موارد اقتصاديه بل يخلق صعوبات جمه لعمليه اتخاذ القرارات والسلوكية البعيدة الامد خصوصا في مجال قطاع البيئة ومعالجات المناخ .
الاستاذ ارفدن وبإرمامين من معهد الاقتصاد العالم يطالب ,وبناءا علي ذلك ان تعطي امم ناهضة جديدة , مثل الهند والصين, دورا قياديا ورائدا في مجال اداره الاقتصاد العالمي .
. خلال ايام يعقد المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس, المكان الذي بدا فيه الكاتب المشهور توماس مان روايته الموسومة " الجيل الساحر " والتي لم يتمكن من انجازها بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولي .
التغيرات الجيوسياسية , الظلم الاجتماعي وعدم المساواة وتكافئ الفرص. الثقة في المؤسسات السياسية والاقتصادية , النمو المستد يم والتحولات التكنلوجية تظل تشكل محاور اساسيه لهذا اللقاء الدولي الهام ,مع ذلك يظل الهدف في التعرف علي التحديات , الاولويات ,المخاطر , وفرص العلاج . من المؤكد ان من لا يجرأ في النظر الي المستقبل سوف يضبع فرصه المساهمة الفاعلة في تشكيل هذا المستقبل المنشود
مقاله مترجمة عن الألمانية ونصها :
Im T eufelkreis des vertrauenverlust
Sebastaian Buckup
Der Standard Sa.SO 18- 19 Janner 2014









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير