الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة نقل الموظفين

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2014 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مشاكلنا بين الفساد والرشاد.
مشكلة نقل الموظفين
حين علم بعض المعارف والأصدقاء والجيران؛ أنه قد تمَّ ترشيحي لانتخابات المجلس النيابي القادم؛ جاءوا ليهنئوني بهذه المناسبة السعيدة، وكان هذا أمرا عجيبا، فعلى ماذا يُهنّئون؟!
ولماذا؟!
ليس هذا هو المهم، لكن بدأت المشاكل وحلولها غير القانونية المقترحة؛ تجد مكانها في طيات الحديث، ولعل هذا المقال؛ أول القطر الذي سيُصبح غيثا؛ هو عمود فكريّ؛ أبنيه بين أعينكم؛ تحت عنوان:- (مشاكلنا بين الفساد والرشاد).
كان عليَّ الموافقة؛ على حلِّ كل مشكلة من مشكلاتهم الشخصية غير القانونية الحل، باعتبار أنني أملك عصا (سليمان) أو (موسى) (ع)، وإلا...إلخ.
وسألْتهم سؤالا مباشرا:- (فمَن تريدون؟!)
فصمت بعضهم، وأجابني آخر:- (أنت تُريد الحق؟)
(تُريدها من الآخر؟
من الآخر؛ نُريد مَن يدفع لنا نقودا.)
(فأنتم تعلمون أنني لا أملك نقودا، ولسْتُ فاسدا، فمن أين أعطيكم النقود؟!)
(حاشاك من الفساد.)
(مَن نسب لك شيئا من الفساد؟!
ومَن أراد منك مالا الآن؟!
تستطيع أن تعدنا، ونحن نثق بوعودك.)
وسألتهم سؤالا آخر مباشرا:- (ما رأيكم في الوضع القائم)؟!
فتحدّثوا حديثا كله رفض للفساد السائد في هذا العصر، وأنهم/ جميعا- يُريدون التغيير لما هو أحسن.
(وما هو الأحسن؟!)
وتوقّف السيل الهادر من الكلام:- (فما هو الأحسن فعلا؟!)
وبشيء من عدم الثقة بالنفس؛ قال أحدهم:- (الأمان).
(تطبيق القانون).
(العمل).
وسألْت الذي تحدّث عن (الأمان) (أتظنني سأصبح وزيرا للداخلية أم للدفاع، حتى أُحقق لك الأمان، وأطبّق لك القانون؟
الذي أعرفه عن (الأمان)؛ أن يُعطي المواطن (الأمان)، ليأخذه من السلطة، أما أنك تشتم الشرطيَّ لأنه يُطبّق القانون، وغيرك يكذب عليه، فيتهمه بما لم يفعل، وثالث يضربه بالرصاص أو يضع عنده العبوات الناسفة، أو يلغم باب بيته، فمن أين يأتي (الأمان)؟!
وكيف يتمُّ تطبيق القانون؟!)
وعدْت لهذا الذي يطلب العمل، فسألته:- (ألسْتَ تعمل سائق تاكسي؟)
فأجابني بالإيجاب، فسألْته:- (وماذا أشغلك؟!
ولماذا أشغلك، وأترك غيرك من العاطلين الحقيقيين؟!)
(أنا لا أريد العمل في التاكسي، فالتاكسي كله مشاكل، الشوارع مزدحمة، ولا تُعطي ثمرة مناسبة.)
(فأين العمل الذي ليس فيه مشاكل؟!
وماذا تريد أن تعمل؟!)
(في وظيفة؛ أية وظيفة، ففي الوظيفة؛ تقاعد).
وسدَّ عليَّ باب سؤال يتعلق بسبب طلبه الوظيفة، وهو يعمل، وأخبرْته ممازحا بأن لي مَن يتمكن من تشغيله بلا رشوة، وبطلب مني، لكنه سيعطيك راتب شهادتك/ ثلاث مائة ألف دينار- شهريا، بالكمال والتمام، فأنت تحمل شهادة الإعدادية، وهذا هو راتبها القانوني، فكيف ستعيش؟!
(سأعيش.)
(أنت تستأجر بيتا بنحو هذا المبلغ، فمن أين ستعيش؟!
الراتب لا يكفيك.)
(سأعيش، سأدبّر نفسي.)
(أنت تنال 120000 دينار؛ بدل عطالة؛ هذا راتب سينقطع منك، فيبقى لك من راتبك 180000 دينار، فكيف تكفيك؟!
أنت/ الآن- تنال من سيارتك؛ راتب أستاذ جامعة، فكيف تعوّضه؟!)
(سأعوّضه، سأدبر أمري).
(أنت لا تُريد تدبير أمرك؛ أنت تُريد منضدة فساد؛ تجلب لك الرشا، وهذا ما لا أستطيع فعله لك أو لسواك.)
وقام ليخرج، ولم أشعر أنني فقدْت شيئا بخروجه.
فكان عليَّ التساؤل:- كيف يُمكنني التغيير، وأنتم تُريدون مني نفس فعل الظالمين؟!
وأعترف أن الطير؛ أوشك أن يقف على رؤوسهم، فقد فغروا أفواههم أولا، ثم قال أحدهم:- (لا، أنت جيد، ولسْتَ فاسدا، لكن مَن يخدم عشيرته وقومه؛ مفيد للناس؛ نافع لهم و(خير الناس؛ أنفعهم للناس)/ كما قال الرسول الأعظم (صلعم)- فكانت كلمة حق/ قالها الرسول الأعظم- أريد/ الآن- بها باطل.
وقال آخر:- (الرجل لم يكمل كلامه، فاسمحوا له يكمل، فلعله يُريد أن يقول أنه سيكافح الفساد، وسيُساعد أبناء محلته.)
وقُلْت:- (كلا، سأكافح الفساد، وأفيدكم مع كل الناس، بما يُقدمه القانون للجميع.)
(يا دكتور؛ حبال مجلس النواب طويلة، وأنت أعلم بقانون التقاعد ومنحة الطلبة، وأكثر من ذلك، قانون الخمس دولارات؛ بترو دولار، وهي/ وحقك- تخرج من هذا الجيب، لتدخل هذا الجيب، ومع ذلك، فلم يُخرجوها؛ تُريد/ بمثاليتك العظيمة- أن تخرج لنا حقوقنا من أفواه الحيتان والحيات؟!)
فأجبْته:- (أيها الصديق العزيز؛ أعترف لك أنني عاجز عن العمل وحدي، فأنتم أخوتي وسندي، وعدتي وعددي في شق أفواه الحيتان والحيات؛ التي تستولي على حقوقكم بالفساد والإرهاب)
وضحك بعضهم وقاموا من أماكنهم:- (جئْنا للمكان غير المناسب)، وأعترف أنني لم أمنع أحدا من الخروج، فقد كانت أول أحوال مخض لبن جماعتي وجيراني، وخرج مَن خرج، وبقي مَن بقي، فسألني أحدهم:- (كيف ستنفعنا مع الناس؟!)
(هذا ما لم نسمعه من قبل.)
(أفلا ينبغي أن نسمع شيئا جديدا؟!
ألا ينبغي أن نفكر بشيء جديد؟)
وبدأنا حديثا كانت مشكلاتنا اسمه، وأنا أحب نشر موجز ما يدور بيننا في كل مجلس مناسب، وأول مشكلة عرضها عليَّ جار؛ هي مشكلة ابنته، وهي امرأة متزوّجة، ولها أكثر من طفل صغير، وأن عملها؛ في جامعة بعيدة عن بيتها، وأن لها زميلا آخر؛ يعمل في جامعة أخرى؛ قريبة من بيتها، وهو يُريد مكانها، لأنه يصل من بيته إلى جامعته/ لو تمَّ نقله لها- بدون سيارة؛ سيمشي المسافة على قدميه، (فكيف ستحل لنا هذا الإشكال، لو وصلْتَ إلى المجلس النيابي؛ كما تفيد منه كل الناس؟!)
مشكلة حقيقية؛ تستحق التفكير، واستأذنْتهم بتسجيل المشكلة، بقصد البحث عن حل لها، ووافقوني الرأي، وبقينا نذكر مشاكلهم الشخصية، لنسجلها، بحثا عن حلول رشيدة لها، قد تأتي مني، أو من أحدهم/ بل من أحدكم- وفي كل عمود/ من هذه الأعمدة- مشكلة وحلان؛ أحدهما فاسد مستعمل، وثانيهما رشيد مقترح.
وإذ قد تمَّ طرح هذه المشكلة العويصة؛ الكثيرة الذيول، والتي تضم الكثير من الأشباه والنظائر، وإذ قد فكّرْت؛ فقد تحدثْت للجمع/ في اليوم التالي- بالحديث التالي:- ( أيها الأخوة الأحباء، لو عرضْتُ على السيد وزير التعليم العالي القادم؛ مقترح حل المشكلة بالطريقة التي تم عرضها، فهل سيرفض؟!
كلا، فربما سيقبل، لكنه إذا قَبِل، فسيُذكِّرني بما فعل لي، وسيطلب إليَّ ما قد لا أستطيع فعله، لما فيه من شر، ثم سيحسب هذا علي في باب الفساد، فما فائدة هذا كله؟!
وعند ذاك؛ يفقد ترشيحي لمجلس النواب، أو فوزي فيه؛ قيمته.)
(فماذا ستفعل؟!)
(سأقترح على جهة ما/ ولتكُنْ مجلس الوزراء- إعداد استمارة سنوية/ أو نصف سنوية- للراغبين في الانتقال من دوائرهم، ممن لا يتوقف عمل الدائرة عليهم، لأنهم من المتخصصين/ فهؤلاء قلّة، ويمكن تدبير أمورهم أو تدبّرها- أما الآخرون، فهم كثيرون، ولو تمكنت الدولة؛ من نقل كل منهم إلى أقرب مكان من منزله، فستتحقق أمور كثيرة للدولة وللأفراد، فأول هذه الأمور؛ تقلّص طرق الفساد في طلبات الانتقال، والتخلص من التوسل، ومسح الذيول/ نفاقا- للتوصّل إلى المراد، ثم سيحصل كل موظف على رغبته؛ في المكان الذي يعمل فيه، وهو يُحبُّ العمل فيه، فيجد سببا يُتيح له الإخلاص، بدل الثرثرة، والتذمّر، ثم أنه سيوفّر للموظف والموظفة؛ وقتا يفتقران له قبل دخول الدائرة، وبعد الخروج منها، فإذا كانت الموظفة تستيقظ قبل السادسة، لتخرج/ من بيتها - قرب السابعة، فأي وقت ينقص من هذا الوقت، سيكون في صالحها وفي صالح بيتها، وأولادها، وزوجها، كما يتقلّص وقت رجوعها من العمل إلى البيت، بنسبة ذلك القرب، وسيزيد دخل الموظف/ بهذا- دون أن يُكلف الدولة شيئا، وأكثر من ذلك، فستتقلّص حاجة الدولة إلى نقل الكثير من الموظفين، فيتقلّص الصرف على النقل، وشراء السيارات وتصليحها، ومشاكل التصليح ومشاكل السواق، كما سيتخلّص الكثيرون من الازدحام، فهل تُريد الدولة؛ ما هو أكثر من هذه المزايا لموظفيها؟!
وهل يُريد الموظفون؛ أكثر من هذه المزايا؟!
أليس/ في هذا- كثير من الرشاد؟!
ألا هل بلغت؟!
اللهم فاشهد.)
[سيكون الموضوع القادم؛ حول تيسير تشغيل العاطلين.]

الدكتور خليل محمد إبراهيم
مرشحكم ومرشحكُنّ؛ على قائمة التحالف المدني الديمقراطي ببغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا