الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ.
محمّد نجيب قاسمي
2014 / 2 / 5العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ
اشْتهر الشّيخُ الجليل ُيوسفُ القَرضاوي على مدى عقودٍ من الزّمن في كامل البلاد العربيّة الإسلامية بكتُبه ومحاضراته وخُطبه وندواته واطّلاعه الواسع على التّراث الإسلامي .وكانت له آراءٌ ومواقفُ انْشَدّ إليها الكثيرون ..وقَيَّضَ له "الكبارُ" في السّنوات الأخيرة قناةً فضائيّة سَرَت شُهْرتُها سَريانِ الحريقِ في الهشيم. فتربّعَ على برامجها خطيبًا مُجيبا مُفتيًا داعيةً مُحذّرًا مُتوعّدا منذرا منبِّهًا في كلّ مناحي الحياة .وانتظرنا خيرا عميما يَعمّ بلداننا وشعوبنا على يديه، انتظرنا تفقّها في الدّين وعفّة لا تلين وسلوكا قويما وأدبا كريما وإقبالا على العمل لا إدْبارًا..
غير أنّ حروبا دامية دبّت بيننا ..ابتدأت بمعاركَ كلاميّةٍ قوليّةٍ في كل اتّجاه معاكس ومعكوس وبين الجميع أحزابا وطوائف ومذاهب وعشائر وأفرادا وجماعات ودول .وادّعى كلّ طرف أنه الفرقة النّاجية وأنّ غيره على ضَلال وبُهتان...ثمّ تحوّلت إلى حروبٍ بالذّخيرة الحيّة ..وانتشر الخراب هنا وهناك. وتناثرت أشلاء البشر في الأسواق ومواكب الأعراس وحتّى الجنازات .وفجُّرت المساجدُ والكنائسُ تماما كالمراقص والملاهي .وعمّ الإرهاب والتّرهيب والتّهريب والرّهبانيّة الجديدة .وتشابك النّاس في انتماءاتهم وتوجّهاتهم وعلاقاتهم. فغدا العدوُّ صديقا والصّديقُ عدوّا .وحَلّت حربُ الجميعِ ضدّ الجميعِ التي كنّا نقرأ عنها في الكتب...وخرج من بيننا رهطُ كثير على شاكلة "أسود الزّبد " الذي حدّثنا عنه أبو حيّان التّوحيدي في "الإمتاع والمؤانسة". فقد كان نسياً منسيّا .ثمّ لمّا ثارت ثائرةُ انتفاضة "الشُطّارِ والعيّارينَ" في بغداد في القرن الرّابع للهجرة استلّ سيفاً .وأغار مع المغيرين. وقطع الطُّرُقَ مع قُطَّاعِها. فأصبح ذا مَالٍ وفيرٍ ومكانةٍ مرموقةٍ" فصَبُحَ وجْهُهُ وعَذُب لفظُه وعُشِقَ وعَشِقَ".. وتراجع العقلاء والحكماء والعلماء إلى الخلف. فلم يعد رأيهم وعلمهم ممّا يثير وينبّه ولا ممّا يقود ويفيد..
وبَدَل أن يستغلّ شيخُنا عِلْمَه وحُظْوَته وشهرته ومكانته في التّقريب بين المختلفين والمتخالفين وأن يقولَ خيْرا أو يصْمتَ فإنّه لوّح مع الملوّحين بالحرب. وأفتى بالقتال. وأجاز قطع الرؤوس وجزّها .وحشد النّاس لسفك دماء أطفالهم ونسائهم وأمّهاتهم وشيوخهم وجيوشهم .وعِوض أن يدفع نحو مصالحةٍ بين طوائف المسلمين المتقاتلة ويستدلّ على سعيه بالمحكم من التنزيل الحكيم فإنّه نَــثـَرَ التّكفير و"التَّفْسِيقَ" مع كلّ ريح تهبّ .بل أصبح دَيْدَنُ شيخِنا الوقورِ زَرْع بُذور الفتنة بين الإخوة الأجوار .فهاهي" دولة الإمارات" تنفجر غيضا بعد صبر طويل. وهاهي مصرُ تتذمّر و"السعوديّة" تململ. أمّا سوريا فحدّث ولا حرج .وهاهم الشّيعة يكظمون غيضا و"السّلفية "في معظم توجّهاتهم يزمجرون غضبا ..
حقًّا لقد بدأ شيخُنا، منذ زمن طويل، يُسِفُّ ومن واجبه الآن أن يَعِفَّ ويَكِفَّ...ألا ينتبه السّيّد لنفسه أنّه مهما تطاول وتكبّر وتجبّر فليس إلاّ فقيهًا لِسُلُطانٍ ....والملوكُ ،كما أخبرنا التّنزيلُ الحكيمُ، إذا دخلوا قريةً فَسقُوا فيها وأفْسدوا . فما بالك إذا كانوا يتحكّمون في كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ فيها بقاعدةٍ عسكريّةٍ ضخمةٍ للولايات المتّحدة التي تحبّنا حبًّا جمّا؟
أين الموعظة الحسنة التي يجب أن يُلقيها شيخُنا الجليلُ على النّاس كلّ جُمعة عوض الدفّع إلى أزمة بعد أزمة كلّ أسبوع؟ أليس من المفيد أن يحترم الرّجل شيخوخَته التي نقدّرها عاليا وعلمَه الذي نجلّه كثيرا فيصالحَ بين الفرقاء ويهدّئَ رَوْعَ النّاس الملتاعين من اليُتْم والتّرمّل وكلّ تداعيات العداوات؟
سَيأتي يومٌ قريبٌ تنتهي فيه "صَرْعَةُ"( موضة) الفتنةِ والقتلِ و"التّفْخيخ "وسيعودُ النّاس إلى رُشدهم بعد احتراقهم بنارِ عَدَمِ قبول التّنوّع. وسيدركون ،ولو بعد وَطْإ الجمْر، أنّ المستقبلَ لمن يبني مصنعا ويزرع حقلا ويصنع كساءً ويشيد بناءً ويحدث معهدا وينظّف فناءً...هو المستقبل لمن يعيش الحياة. أمّا من ينشر السّواد والكراهيّة والموت فسيطويه التّاريخ كما طوى أمواتا كثيرين ..والدّينُ عند الله يتديّن به الأحياءُ فينظّمونَ به علاقَتهم العموديّةَ مع خالقِهم وعلاقَتهم الأفقيّة ًمع الأحياءِ مثلهم .أمّا الأمواتُ فلهم الرّحمةُ وحسابُهم عند الله. فهو وحده من يغفرُ ومن يعذّبُ وبيده القرار الأوّل والأخير لمن يدخل الجنّةَ أو النّارَ ..
" وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"......
المكناسي 05/02/2014
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لأن القرضاوي ضد الانقلاب فهو مستهدف
عبد الله اغونان
(
2014 / 2 / 5 - 13:20
)
علماء الحكام هم المقربون
ومن يستنكرون المنكر ويقفون مع الحق يتصدى لهم طوابير الحكام من شيوخ باعوا دينهم بدنياهم وصحفيين ومقدمي برامج تلفزيونية تقوم بحملات ممنهجة مبرمجة مدفوعة الثمن ومهرجين لافرق بينهم وبين الدبابة والقناص الذي يقتل
من غير القرضاوي رجال دين أيدوا على طول الحكام والانقلابيين والقتلة واستعملوا الدين والأزهر والفتاوى منذ الاجتماع الأول وصل الأمر الى التفريق بين الزوج وزوجته ان كانت اخوانية
لامهنية في هذا الطرح
الشيخ الجليل يوسف القرضاوي نموذج قليل لما يجب أن يكون عليه رجل الدين
جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خيرا
2 - لم ننتظر خيرا ً منه أبدا ً.
أحمد حسن البغدادي.
(
2014 / 2 / 5 - 21:48
)
أنت تقول؛
(انتظرنا خيرا عميما يَعمّ بلداننا وشعوبنا على يديه، انتظرنا تفقّها في الدّين وعفّة لا تلين وسلوكا قويما وأدبا كريما وإقبالا على العمل لا إدْبارًا..
غير أنّ حروبا دامية دبّت بيننا ..ابتدأت بمعاركَ كلاميّةٍ قوليّةٍ في كل اتّجاه معاكس ومعكوس وبين الجميع أحزابا وطوائف ومذاهب وعشائر وأفرادا وجماعات ودول .وادّعى كلّ طرف أنه الفرقة النّاجية وأنّ غيره على ضَلال )
جواب؛
جميع المثقفين العرب أدانوا برامج القرضاوي، ولم نرى فيه خيرا ً أبدا ً، ومن أول خروج له على قناة الإخوان المسلمين القطرية، المسماة بالجزيرة،
لأن أفكاره تمثل قمة التخلف الديني ونشر الأحقاد بين الشعوب على أسس دينية، ونشر الإرهاب الإسلامي، المسمى بالجهاد،
ومنبر الحوار المتمدن كان أو المتصدين للقرضاوي وأمثاله، وإعترافك بالكارثة بعد وقوعها لايبرئ أمثالك من هذه المأساة المستفحلة.
.. لأول مرة.. رفع الأذان في مقر رئيس حكومة اسكتلندا
.. الشريعة والحياة في رمضان| سمات المنافقين.. ودورهم الهدّام من
.. كيف تحول متجر بجوار المسجد الحرام إلى قبلة لمحبي التراث المك
.. نور الدين - إزاي إبليس وسوس لآدم في الجنة ...فضيلة الشيخ علي
.. نور الدين - لماذا أخذنا الله بذنب سيدنا آدم وخرجنا كلنا من