الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتزال حقيقي ... أم لا ؟!

حارث رسمي الهيتي

2014 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قد اكون غير متفاجئ من قرار السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي ، والخلاص من افكاك السياسة والسياسيين على حد قوله .
وقد اكون غير مقتنع ايضاً بجدية القرار ، لأن هذه ليست هي المرة الاولى التي يقدم فيها مقتدى الصدر على مثل هذه الخطوة ، وفي هذه المرة هناك اكثر من دافع قد يكون دفع به الى اعلان اعتزاله ، فاذا تجاوزنا موضوع لملمة كتلته " الاحرار " واعادة ترتيبها وجمهورها من جديد ، حاله في ذلك حال اغلب كتل التحالف الوطني التي ستقدم على خطوة " اعادة الترتيب " عاجلاً أم آجلاً هي وبقية الكتل والقوائم الاخرى .
فانا هنا لا استطيع تجاوز فضيحة البرلمان العراقي في تصويت اغلب اعضاءه على الفقرة 38 المتعلقة برواتب النواب التقاعدية أو و حسب تسميتهم لها بعد الالتفاف على ارادة الشعب بـ " الخدمة الجهادية " ...
المشكلة تكمن هنا ، حيث تبين ان بعض اعضاء كتلته الاحرار قد قال نعم لهذه الفقرة سيئة الصيت ، رغم تضارب الانباء عن صحة كل تلك القوائم التي خرجت باسماء المصوتين ، وذلك يعني ان من صوت بـ " نعم " قد خالف رأي المرجعية الدينية لهذه الكتلة وهو مقتدى الصدر وباقي المرجعيات الدينية .
ورغم قناعتي بان السيد مقتدى الصدر سيتراجع عن قرار اعتزاله هذا بطريقة او باخرى ، استوقفتني عبارات في رسالته الاخيرة ما معناها " ان من يتكلم باسم التيار الصدري سيحاسب شرعاً ، والحقيقة انني لم افهم ماذا يقصد هنا بالمحاسبة شرعاً " .
الامر الآخر هو " جيش المهدي " التشكيل العسكري الخاص بالتيار الصدري والذي جمده الصدر في وقت سابق ، السؤال هنا : ماذا سيكون مصير ماله وسلاحه ورجاله ؟ وتحت تصرف من ؟ ولأي اغراض سيبقى ؟ وهل سيرفع السلاح مرة اخرى بوجه الدولة ؟
الا انني اتمنى منه ان يستكمل طريقه وان يوجه دعوة صريحة الى كل التيارات الدينية سنية وشيعية بالاعتزال والابتعاد عن السياسة بعد ان عاش العراق ومنذ 2003 تجارب وحكومات كانت تقودها أحزابهم الدينية أودت بنا الى المزيد من الفشل الامني والسياسي والاقتصادي وانا اليوم اكثر ايماناً بان كل تلك القوائم والكتل المبنية على اساس ديني و طائفي سوف لم تستطيع أن تقدم الى جمهورها ما تفخر به من تحقيق للانجازات والاصلاحات غير " الزيت والبطانية واللسان الطائفي السخيف " التي سنراها جميعاً في الايام القادمة .
فبعد كل تلك السنوات يجب ان يتوقف الشعب العراقي عند جملة من الملاحظات بالغة الاهمية في ان كل تلك السرقات التي حصلت للمال العام العراقي حدثت خلال حكم القوائم والكتل الدينية على اعتبارها هي ذات الاغلبية من السنة والشيعة معاً في الحكومة والبرلمان على حد سواء .
وكل تلك البيوت التي غرقت في المحافظات جراء الامطار حدثت خلال حكم تلك القوائم والكتل الدينية ، وكل المشاكل نتيجة الصراعات الطائفية بين السياسيين حصلت في عهدهم ايضاً ونتيجة لخطاباتهم من " انهم اولاد خنازير " و " المعركة بين اتباع الحسين واتباع يزيد " .
السيد مقتدى الصدر عليك ان " تكمل جميلك " وتدعوهم الى الاعتزال عن السياسة ولكم اماكنكم المجهزة بكل وسائل الراحة ورواتب خدمتكم " الجهادية " التي لم ولن تتمتعوا بها ، واتركوا لنا شوارعنا الخربة لنعيد تجميلها وبناءها بنفوسنا البهية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي