الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفيفُ أجنحةٍ أو اثنانِ يجادلانِ بشأن الريح

عدنان الزيادي

2014 / 2 / 21
الادب والفن


رفيــــــــــــــــــفُ أجنحة
أو
اثنانِ يجادلانِ بشأن الريح

عدنــــــــــــــان الزيادي


هذه الحديقة
بالضبطِ هذه الشجرة بغصنِها المُطرِقِ إثرَ العاصفه
ما الذي تخسرهُ لتكونَ لي أُمي وأبي ؟
يحضرانِ في موعدٍ أردتهُ أنْ يكونَ هذهِ الساعةَ
والسماءُ مُلبِدَه ,
ويولداني مِن غيمةٍ لهما ,جَمَّعا أمطارها
مِن قمرٍ يعلو على بئرٍ يُساقطُ عليهما فِضَّتهُ , فناما قليلاً على
غصنٍ تَدلّى بهما الى هاويةٍ قَسَّمتِ العدلَ بينهما ,
لهُ دلاءُ هذه الجواهرِ المائيَّةِ ولها حبلُها السريُّ الى ميلادٍ تُقدّرهُ الإبوَّةُ بمشيئةٍ
كالقتل .
وسيولداني بعدَ خمسين عاما

عندما قلتُ لداني مرة اخرى
بغيرِ ما كنتُهُ ..

شاطباً عليَّ
على إسمي
على الذي قلتهُ وأنا ابحثُ في جيوبي عَنْ يدي
التي تريدُ أن تصافحَ فارتجفتْ أصابعي
على الذي لا يُسمَّى وأنتَ أطلقتهُ مِن عِقالهِ لِتَعبدَه
لداني أبوايَ كي أصرخَ وأنا ارى ضوءَ الحياةِ ,
مَنْ أبرمَ الميثاقَ
مَن وَقَّعه ؟ .
لن يُسائِلَني أحدٌ لأكونَ لأحَد
انا ولدي الآنَ وأنا أبي
انا ذئبُ هذاالعواءِ في الاحفوره .



سأعودُ جَرْياً للتلاعبِ بالعائله
هذا الجدارُ أبي إن كانَ يسمعُ
هذه النافذةُ أُمِّي إ ن أردتُ الهواء
أُخوتي هذه المصابيحُ إن خرجتُ طوعاً الى الشارع
آخذاً بوصاياهِمُ عَن حوادثِ الدهس والقتلِ على الاسماء
وَجَرياً سأعودُ للتلاعبِ بالاصدقاءِ
إن ظلَّ صديقٌ غيرُ ما حفظتُهم عَن ظهرِ قلبٍ
على رفَّ مكتبه .
لم يُحاربْ عَنِّيَ انكيدو
لأصرعَ ثورَها في ملهاةٍ على دَرَجٍ عندما لاقيتها بفستانٍ طرَّزتهُ الاساطيرُ
يقودها ثورُها الى مقتلةٍ على النهرينِ في قلبي
لو كنتُ انتظرتُ لأموتَ حباً
لأتى اليَّ كلكامش بعشبتهِ
أزرعها بآلةٍ أنا صانِعُها وأقولُ أكملتُ الحياةَ لكائني
وكذا الحقولِ لتبدأ مِن أعلى السماءِ الى
أعماقِ حانةٍ يقعدُ فيها الذي يسكرُ مِن محبتهِ
والذي أحبَّ السكرَ ليجدَ المحبة .




ماذا دهاهُ أعني الغصنَ لا أبي الذي أنهى الخصومةَ معَ الحياةِ
مُطْلقاً سراحَ الابنِ الى الحلبه
ماذا دهاها أعني الغيمةَ لا أُمي التي استغفتْ قليلاً على أنها قيلولةٌ
وتعودُ تذكرُ ما نسيتهُ عندها لكنَّ نسياناً قصَّ أجنحةَ الخيالِ
فأنساها الحياة .

ذلكَ الغيابُ وتلكَ الحديقةُ
أسمعاني الذي يَطرقُ بعصاه ,
كأنهُ الملاكُ أفقدهُ صوتي جناحيهِ
وجاءَ بالنصيحةِ الى الصاخبِ في ثوبهِ المُطرَّزِ بكلماتٍ
مِنَ الرفَّ ذاته ,
حيث يَتَسلْطنُ آرثر رامبو( سأرسل اكاليل الشهداء وانوار الفنون وكبرياء المبدعين الى الشيطان وأتوجهُ الى الابديه)
وَتوجَّهَ اليَّ الذي يَطرق:
خُذْ مِنَ الكتّانِ عافيةً لكَ
ضعْ قطناً على جرحك
لِحينِ يأتي المسعفونَ كلهم
وربما يَرثيكَ مَن أجادَ الرثاءَ في وقائعَ ما
وجاءَ بالسطورِ ذاتها للمهرجان ,
وصَدَّقتَه
كانَ ملاكا مَهما كان
بجناحينِ أو نعلينِ مِنَ الأبنوس
أخذتُ بكلامهِ وجررتُ مِنَ الأبديّةِ كرسياً

وقعدتُ استمعُ للطارقِ بجناحيهِ المَقْصوصينِ
وعصاهُ تشيرُ الى جهةٍ أعلمها بكثافتها في الطرفِ الشرقي
مِن حدائقَ سمّاها سماويّه
وكدتُ أُسمِّيها بكلِّ الاصواتِ بواباتِ خروجٍ
بواباتِ اللاعودة ,
إلا أنهُ أصمتني بضرباتٍ أسمعها ,
كأنَّ جناحينِ مرئيينِ طلعا للريح
وطرتُ
وطارَ ,

وفي الطيرانِ قلتُ لهُ كأني أودِّعهُ
وقال لي كأنهُ يودِّعُني
سأعودُ الى آثارِ أصابعها
فوقَ رغيفِ خبزٍ للأمِّ الواقفةِ طولَ العمرِ أمام لهيبٍ
في تنورٍ
وطولَ العمرِ أمامَ جحودِكَ
ياابَ هذي النارِ المُسْتَعِرَه .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه