الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للإنصاف

أمينة النقاش

2014 / 2 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إذا صحت الأنباء المتداولة عن أن الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المستقيل، كان يستعد للسفر إلي نيجيريا، وأن الوفد المرافق له قد غادر القاهرة فعلا وتوجه إلي هناك، فمعني ذلك أن استقالته كانت مفاجئة له وللجميع، وأغلب الظن أنه لم يتقدم باستقالته، بل طلب إليه الاستقالة، وأنه يملك بذلك كل الحق في اللهجة التي اتسمت بالمرارة الشديدة وهو يعلن عبر التليفزيون تقديم استقالته واستمراره في منصبه لتسيير الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة.

وواقع الأمر أن قرار الإقالة يفتقر إلي بعض اللياقة وربما الذوق، إذ أن رحلة رئيس الوزراء إلي نيجيريا كانت معروفة سلفا، وكان يمكن تأجيل القرار لحين عودته منها، بدلا من هذا التعجل الذي يثير الأقاويل ، ويبعث علي الشكوك ويراكم مرارات. الأمر الآخر، أن حكومة الدكتور الببلاوي قد تم الهجوم عليها بأقسي العبارات وأقبحها وأبعدها التزاما بحدود الأدب، من قبل كل وسائل الإعلام، التي نجحت في نقل مفردات هجومها إلي رجل الشارع العادي، الذي صار يقلد الإعلاميين، ويظهر علي الشاشات موجها أقذع الشتائم إلي شخص رئيس الوزراء، وهي سمة من سمات سلوك المواطنين، منذ ثورة يناير وحتي الآن، تستسهل التطاول علي الآخرين، ولا تفرق بين النقد الموضوعي لسياسات المسئولين، وبين سبهم وتجريح أشخاصهم والقذف في حقهم! مع أن الثورات ينبغي أن تتحلي بالقيم الإنسانية والأخلاقية لتصبح أفضل من القيم التي ثارت عليها.

بدا الببلاوي «وهو يعلن خبر استقالته أنه تحمل فوق طاقته، برغم الإنجازات الملموسة التي تحققت في عهد وزارته، ومن بينها فض اعتصامي رابعة والنهضة بأقل الخسائر الممكنة، وسيطرة الجيش إلي حد كبير علي خلايا الإرهاب التي سرحها حكم الإخوان في شبه جزيرة سيناء، واستعادة الأمن لقدر كبير من عافيته وأدواته وكشفه شبه اليومي لمخازن أسلحة وخلايا إرهابية علي امتداد محافظات الجمهورية، وعودة بعض النظام إلي الشارع المصري، وتدفق المساعدات الخليجية للاقتصاد المصري الذي يعاني من ضعف هياكله وندرة موارده، وتوقف العمل والإنتاج في معظم وحداته الإنتاجية، وكانت كتابة الدستور، والاستفتاء عليه بنسب غير مسبوقة واحدا من أهم الإنجازات لحكومة الدكتور الببلاوي الذي امتلك جسارة تولي هذه المسئولية الضخمة، في وقت عصيب تهرب كثيرون من حملها.

مشكلة حكومة الببلاوي أنها كانت مطالبة، بما هو ليس في يدها، فهي لا تملك عصا سحرية لتحقيق العدالة الاجتماعية في مجرد ثمانية أشهر والحال كما هو معروف ، وليس لديها أموال كافية لتلبية مطالب الاحتجاجات الفئوية المتصاعدة، فترغم علي الحلول الجزئية، فيتصاعد الهجوم عليها، برغم أنها تتحمل مسئولية أخطاء تراكمت عبر عقود، من الهدر المنظم للإمكانات.

الإقالة المفاجئة لحكومة الببلاوي، تربك المشهد السياسي المرتبك أصلا، وترفع سقف التوقعات للحكومة التي سوف تخلفه، مع أنها ستواجه بنفس المشاكل والعقبات، بواقع اقتصادي بالغ البؤس، يتعين علي من يتولون أمورها أن يكاشفوا المجتمع بحقيقته . كي تكون كل فئاته طرفا في الحل بديلا عن أن تكون جزءا من المشكلة، كما كانت فى عهد الدكتور الببلاوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يواجه محاكمة جنائية بقضية شراء الصمت| #أميركا_اليوم


.. القناة 12 الإسرائيلية: القيادة السياسية والأمنية قررت الرد ب




.. رئيس الوزراء العراقي: نحث على الالتزام بالقوانين الدولية الت


.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها أو تغير مسارها بسبب التوتر ب




.. تحقيق باحتمالية معرفة طاقم سفينة دالي بعطل فيها والتغاضي عنه