الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


20 فبراير شرارة ربيع سرعان ما تحوّل إلى خريف

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2014 / 3 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


خلال برهة من الزمن حلم "الفبرايريون" بمغرب يسوده العدل والمساواة وتتأصل فيه قيم الخير والحرية والكرامة وتعطى فيه الحقوق لأصحابها وتنقشع عنه سحب الظلم والفساد المستطير وتزول منه بعضا من أشكال الظلم والاستغلال... حلموا بأن الشعب أو الأمة هي الأصل ، وما يرمز إليه هذا المفهوم من أن السلطة للشعب... خرجوا سعيا وراء حقهم في الوجود وطلبا لمعنى لحياتهم تحت شمس الوطن... فألم يكفي ما تكبده المغاربة من مآسي وآلام قبل الاستقلال وبعده، وبعد أن أرهقهم مطلب التغيير والإصلاح وتحسين واقع الحال المتهاري ؟
لهذا يظن الكثيرون وجب الوفاء لروح 20 فبراير. هذا رغم أن المحاولات الحثيثة لبعض القوى المترهلة والمتهالكة و التي أرادت تصفية حساباتها السياسية باستغلال ورقة 20 فبراير، ومحاولة الالتفاف عليها، وكانت جريمة كبيرة ارتكبت في حق الحركة، ومن ثمة لم تع مختلف تلك القوى أن الفرص لا تتكرر وأن اللحظة التي تتوفر اليوم قد لا تتوفر غدا... ومرة أخرى تم التفريط في الموعد مع التاريخ.
ومهما يكن من أمر، ومهما تكبر درجات الفشل وتعاظمت، إن صرخة 20 فبراير صيحة شعبية مغربية ضد رموز الفساد والاستبداد والذين اغتالوا أحلام الشعب المغربي وتاجروا في انتظاراته منذ 1956.
خرجوا إلى الشارع ونادوا بإصلاحات ورفعوا شعارات عبّرت عن انتظارات المغاربة منذ 1956 ... لكن مازلنا زلنا اليوم بعيدين عن توفير الحياة الكريمة لعموم المغاربة ونعاين غياب جملة من أبسط الحقوق كالشغل، وضعف الخدمات الصحية، وتدني مستوى التعليم، وغلاء المعيشة و غيرها من مكوّنات الحد الأدنى و الحيوية للعيش الكريم للمواطن؟ ونعاين بجلاء ونكابد ضعف المؤسسات السياسية وغياب التفعيل الحقيقي والجاد للديمقراطية الداخلية والعامة و تجديد النخب السياسية بطرق واضحة وشفافة وحسب الاستحقاق وليس بمفهوم السوق والمنفعة وتبادل المصالح ولو على حساب مآل الوطن... وأعطاب و اختلالات بالجملة وأنواع لا تعد ولا تحصى من الفساد والإفساد في الممارسة السياسية وفي الإدارة وفي تدبير الشأن العام وصرف مال الشعب.
فهناك مناضلين بالصدفة وبالرغم عن أنوفهم...وهناك تجار الفرص على الظهور وهناك وهناك...
هناك شباب اعتقلوا وتوبعوا وحوكموا فقط لأنهم تواجدوا صدفة بالمكان والوقت غير المناسبين أو بالهامش و لا ينتمي للحركة، ولم يتحدث عنهم أحد...
وهناك جنود الخفاء، شباب لم تتصدر صورهم الصفحات الأولى من الصحف رغم أنهم عملوا على خلق امتداد حقيقي لحركة 20 فبراير في المداشر، والمدن النائية المنسية...وبعضهم لُفقت لهم تهم الاتجار في المخدرات و بيع السجائر المهربة بالتقسيط في رأس الدرب...
وهناك قيادات حزبية فتحت مقرات أحزابها لاجتماعات ولقاءات الحركة وسرعان ما تم اتهامها بالخيانة ...
وهناك كثيرون خرجوا يوم 20 فبراير الأول و انسحبوا في صمت... هذا بعد أن قام صيادو الفرص السانحة وغير السانحة بتنصيب أنفسهم قادة وعقل الحركة دون علم أحد أو سابق إنذار... هؤلاء الذين لم يكلفوا أنفسهم السؤال عن المعتقلين ومعاناة أسرهم رغم أنهم حصلوا على دعم مالي تحت غطاء دعم الحركة، علما أنهم تسولوا باسمها ...
فهل حركة 20 فبراير شرارة ربيع سرعان ما تحوّل إلى خريف؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة