الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائرة العامري

رحمن خضير عباس

2014 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


طائرة العامري
رحمن خضير عباس
نحن –عراقيي الخارج – نشكر وزير النقل هادي العامري ، لأنه استطاع أن يرفع اسم العراق (عاليا) فكل الصحافة العالمية في ألمانيا وفرنسا وانكلترا وامريكا وكندا . كانت تتحدث عن هذا الإنجاز الكبير . كما شاركتها قنوات البث التلفزيوني والفضائيات في كل العالم ، من افريقيا التي نست مشاكلها الى الصين التي توقفت دقائق عن إنتاج السلع لتصديرها الينا .كل الميديا تلهج بإسم العراق ! . لقد ارجع وزيرنا الطائرة القادمة من بيروت بركابها السبعين ، المرضى منهم واصحاب الأعمال والزوار ، لأنها لم تنتظر نجله المبجل والذي تأخر عن موعد الإقلاع ، فاتصل النجل بسيادة الوزير العامري ، قائلا : الطائرة لم تحترم تأخري ، فما كان من وزيرنا العبقري الا ان يتصل بالمطار ، او يذهب بنفسه – لاادري – ليعطي تعليماته السامية بوجوب منع الطائرة من الهبوط على مدرج مطار (حسن العامري )، فعادت الطائرة بركابها المتعبين وبضائعها وطاقمها الى لبنان ، لجلب النجل المفدى للسيد الوزير . وهكذا فان الوزير إيّاه قد قام بسابقة جديدة لم يحلم بها اي وزير نقل في العالم ، وربما سيقوم الخبراء في الدول المتقدمة بدراستها ، واستخلاص النتائج منها . ومنها ان الطائرات يجب ان تنتظر الركاب – ولاسيما اولاد الوزراء – الى مالا نهاية !!!! او قد تصنع مدرجات خاصة تصل الطائرة بالمواخير والفنادق واماكن المتعة .
هادي العامري من سياسيي الصدفة الذين قدموا الى العراق من ايران بعد الغزو الأمريكي ، حينما ارادت امريكا ان تجعل من العراق ( واحة للديمقراطية على طريقة رعاة البقر ) اعطت الضوء الأخضر لهؤلاء ان يحكموا العراق ولاسيما الأحزاب التي تسمي نفسها اسلامية ، عن طريق المحاصصة وكان العامري من المسؤلين عن فيلق بدر ذي الولاء الإيراني ، وبتوزيع المحاصصة ، اصبح وزيرا للنقل ، لا لأنه جدير بذالك وانما كان ثمة اتجاه لتوزيع المناصب على الأتباع والموالين ، فكانت نصيب هذه الوزارة للمجلس الأعلى ، فمنح الرجل رتبة وزير ، هي في الحقيقة لاتناسب إمكاناته ومؤهلاته بنسبة مائة بالمائة . فالنقل في العراق منهار ، او لاوجود له ، سواء البحري او البري او الجوي . وموقف الوزارة من حماية الموانيء معروف ويدل على قصر نظر ، وموقفها من المشاريع الكويتية معروف ايضا . والطرق المعبدة في عهد الدكتاتورية ، لم تصلها يد الصيانة ، فبقيت كما هي ، وكأنها تعود لعصر آخر . اما السكك الحديد التي كنا نفخر بها الى نهاية السبعينات ، فلم تمتد اليها يد البناء او الترميم . واذا كان شاوشيسكو يقول لمن حاكموه : "انظروا الى هذه العمارات السكنية التي بنيتها ، اتحداكم اذا استطعتم اعادة صباغتها " وهذا لسان حال دكتاتور العراقي ايضا ، فمع انه سبب في تدميره للعراق ، لكنه بنى جسورا وشوارع ومدنا في ظل الحصار والحرب اما هؤلاء الذين أتوا باسم المظلومية فلم يفعلوا شيئا على الإطلاق، وانشغلوا بالمعارك حول توزيع المغانم ، وكأنهم أمراء الحرب . والسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا يفعل العامري ؟ وماهي إنجازاته في مجال النقل ؟
نستطيع القول بصريح العبارة ، انّ ما حدث مع الطائرة يشكل خرقا لكل سلوك حضاري ، واستهتارا بكل المعايير الأخلاقية ، وعلى الحكومة الفاشلة في بغداد أن تقيل هذا الوزير ، وتقدمه الى المحاكم بتهمة استغلال المنصب ، والإساءة الى بلده . أقول ذالك لأنني على يقين ، بان هذا الوزير لن يستقيل من تلقاء نفسه ، ولن يعتذر الى الشعب العراقي ، وانه سيكذب ويلفق التهم الى أشخاص آخرين ، وسوف أذكّر العامري - إن نفعت الذكرى - بإبناء الرؤساء الذين لاقوا مصيرا مؤلما بعد ان عاثوا فسادا ، واستهتروا بكل القيم ،عدي وقصي وابناء مبارك وابناء القذافي ، وآخرهم الساعدي الذي سلمته النيجر بالأمس الى ليبيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كبش الفداء
ابراهيم البصري ( 2014 / 3 / 8 - 22:08 )
لقد قدم المالكي وزبانيته ومعه الجنرال الايراني هادي العامري معاون مدير المطار الدولي ثامر كبه كبش فداء واعتقاله للتحقيق معه على خلفية اعادة الطائرة اللبنانية الى بيروت دون السماح لها بالهبوط المتفق عليه برحلة اعتيادية .
ان الابن المدلل للجنرال العامري لم يتصل بمعاون مدير المطار تلفونيا من بيروت ليشكو له اقلاع الطائرة دون ان تنتظر تشريفه المتاخر للمطار . بل حتما اتصل بوالده ليقول له بابا تركتني الطائرة وغادرت دون ان تنتظرني ، ولابد من محاسبة ربان الطائرة او شركتها .
وهنا لابد لوزير النقل العتيد الجنرال الايراني هادي العامري من اتخذا عقوبة رادعة بحق الطائرة وطاقمها وركابها بمنع الطائرة من الهبوط في مطار العامري الدولي .
اصدر العامري اوامره لمعاون مدير المطار للتنفيذ بمنع الطائرة من الهبوط . فما كان من الموظف المسكين الا الاذعان لاوامر الوزير قائد قوات بدر الجنرال العامري .
وبذلك اصبح هو المقصر في واجباته .
يا رئيس الوزراء الا تعلم ان المقصر الاول هو وزير النقل ، وهو من اصدر الاوامر لمعاون مدير المطار فلما لا تقيله من منصبه وتحيله للتحقيق . ام ثامر كبة هو كبش الفداء .

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة