الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أريدك

منصور بختي دحمور

2014 / 3 / 8
الادب والفن


أأنتِ اليوم أرسلتِ..
إليَّ رسالةً فيها:..
بأنكِ لستِ من عاشتْ..
على صدري..
وأنكِ لستِ منْ ذاقتْ..
حلاوةَ قُبلتي الأولى..
ألستِ..
ألستِ من كانت تعانقني..
وتحضنُ إصبعي السبّابةَ..؟
ومن كانت تقول لها:..
هلمّي إليَّ يا حُلوى..؟
أأنتِ اليومَ أرسلتِ..
تقولين..
دعِ الماضي..
تناسى قصةَ الماضي..
مضى الماضي..
وأقوالٌ عن الماضي..؟
ألا تدرينْ..
بأني ذلك الماضي..؟
وأنك في مُخيّلتي..
كزِرِّ هواجسِ الماضي..؟
تناسيْتِ..؟
ألا تتذكرينَ هواكْ..؟
وشعركِ المسدولَ إذْ يبكي..؟
سلي الماضي..
فوحدها أيامنا الأولى التي تحكي..
تريدين أنْ أنسى..
إذاً..
فما الذي يُبكيكِ..؟
وأيُّ أمرِ لهذا اليومِ..
بعدَ الأمسِ يُعييكِ..؟
مضى عامانْ..
ولم أركِ..
تراكِ ذكرتِ أيامي..؟
تذكّرتِ ليالينا..؟
مضى عامانْ..
ولم أسمعْ بأنكِ في ضواحينا..
ولم أعرفْ بأنكِ يا..
ذكرتِ حبيبَكِ حينا..
أبعدَ العامِ والثاني..
تعودُ القطّةُ الحُبلى..
في عامها الثاني..؟
مضى عامان لم أسمعْ..
خلالهما صدى همسكْ..
فكيف اليومْ..
على شفتيكِ: خذْ بيدي وما تُمسِكْ..
أتيتِ اليوم إذ شفتي..
تقولُ لكِ:..
أعيديني إلى أمسكْ..
هل تستطيعين..؟
مضى عامان..
مضى عامان يا عُمري..
فهل تدرين..؟
لا تدرينْ..
ولا تدري التي مثلكْ..
بأنّ الحبَّ لا يحيى..
إذا قرّرْتُ نسيانهْ..
وأرخَيْتُ على عينيَّ ستارةَ الماضي..
كفَرتُ به..
وأنا ذا..
قد قررتُ عصيانَهْ..
وبالماضي الذي لم يمضِ..
قد أعدمتُ شيطانهْ..
على رغمِ الذي أجدُ..
وداعا..
ففي شفتي التي قالتْ:..
أُحبُكِ..
ليس لي أحدُ..
مضى عامان من عمُري..
ولم أعرفْ..
بأن الحبَّ من عمُري..
وأن الكل كلَّ الكلّْ..
كلّ الناس يا عمري..
مضوا..
في قصة الماضي..
سأذكر أنكِ قد قلتِ..
ناديتِ..
بكلِّ أغراضي..
وصِحتِ وبينَ كل الناسْ..
غياثاً..
سيدي القاضي..
ولن أنسى..
بأنك لي..
وأن الحبَّ ملَّكني..
حياتكِ يا معذِّبتي..
وما زالتْ برودتها..
تناديني..
تعذّبني..
تُصارحني بكل الحبّْ..
تقول اشتقتُ أينَ الحبّْ..
عودي اليوم..
يا شفَتي..
فهذا كلهُ ماضِ..
سأكتبُ للهوى نَفَسي..
وأرسمُ كلَّ أطيافي..
وأذبحُ كلَّ ذاكرةٍ..
تُعيدُكِ في الهوى الجافي..
وأقتلُ كلَّ عاشقةٍ..
وأطعنُ كلَّ أحلافي..
لأجلكِ..
لن أكون يداً..
تمُدُّ العوْنَ تَحْنانا..
ولنْ أُمضي على ورقٍ..
شهودُهُ بعضُ من خانا..
قرأتُ رسالتَكِ بالأمسْ..
ولم أعرفْ لها حرفاَ..
فأحرقتُ الذي خطَّتهُ..
كفٌّ لم تزل تهوى..
مجونَ حروفها الحُلوى..
حروفٌ لم تكنْ تدري..
كلامَ جزيرة الأعرابْ..
ولم تعرفْ لها لغةً..
لتعرفَ لهجةَ الأغرابْ..
مضى عامان..
ولم أعرفْ..
بأني قد تناسَيْكْ..
ولم أعلم بأن القلبْ..
يترُككِ وينساكِ..
وأن عيونيَ العمياءَ..
قبل الموتِ تنعاكِ..
مضى عامان لم أخطوُ..
إلى الخطوةَ الحُبلى..
مضى عامان لم ألفظْ..
بأن القلبَ يهواكِ..
نعم والله..
لم يبقى..
من الماضي عداكِ أنتِ..
فهلاّ بالذي سواكِ غادرتِ..
تناسي أنني..
من كانْ..
فلستُ لكِ سوى ذكرى..
تناسيْ هذه الذكرى..
فقد ضاقتْ بما رحُبَتْ..
بلادي فيكِ يا يُسرى..
مضى عامان فابتعدي..
وخلي بين أشلائي..
أنا حُرٌّ..
ولم يبقى..
لكِ حقٌّ بأشيائي..
تقولين..
دعِ الماضي..
تناسى قصةَ الماضي..
مضى الماضي..
وأقوالٌ عن الماضي..؟
ألا تدرينْ..
بأني ذلك الماضي..؟
وأنك في مُخيّلتي..
كزِرِّ هواجسِ الماضي..؟
***
**
*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه