الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيش،،، والجبن

وليد الحلبي

2014 / 3 / 13
حقوق الانسان


أقول إذا شنوا إلى الحرب غارة دعوني آكل العيش بالجبن
هو بيت شعر قديم من عصر الانحطاط، استخدم فيه الشاعر التورية بإتقان، فجعل الجبان المتردد في المعركة يستميح قائده الفرار منها لكي يحيا ولو اتهمه الآخرون بالجبن، والغريب أن يتجدد هذا البيت الشعري مع الحالة العربية المعاصرة، حيث يمارس بعض العرب الجبن دون أي إحراج أو تردد، فهل وصل خوف العرب من حكامهم أنهم يخشون التوقيع بأسمائهم، حتى الوهمية، على حملات إنسانية ليس لها علاقة بالسياسة.
فالحملة التي أطلقتها على موقع (الحوار المتمدن) والتي وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإرسال مواد إغاثة إلى المناطق السورية المحاصرة على متن طائرات تحمل علم الأمم المتحدة، هذه الحملة اطلع عليها وزار موقعها حتى الآن 853 مواطن عربي، لم يوقع عليها منهم سوى 23 شخصاً، مما يطرح سؤالين مشروعين:
السؤال المشروع الأول هو: هل يرفض هؤلاء الـ 830 الذين لم يوقعوا على الحملة إرسال مواد إغاثة إلى المحاصرين من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى الذين يموتون من الجوع وقلة الدواء، لأنهم لا يهتمون بحياتهم؟ أشك في ذلك،
أما السؤال المشروع الثاني فهو: هل يخشى هؤلاء الذين لم يوقعوا على الحملة من ذكر أسمائهم خوفاً من بطش حكامهم؟. هنا أميل إلى قبول الإجابة على السؤال الثاني: نعم هم يخافون من بطش الحكام، حتى ولو من التوقيع على طلب عمل إنساني نبيل، فقبلوا بذلك أكل (العيش) بـ (الجبن).
لك الله من أمة ضعيفة تشتكي إلى الله جور حكامها، ناسية أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا


.. سكان غزة على حافة المجاعة خصوصاً في منطقتي الشمال والوسط




.. هيئة عائلات الأسرى المحتجزين: نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق