الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر

جعفر هادي حسن

2014 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر
للدكتور جعفر هادي حسن
صدر للدكتور جعفر هادي حسن في بيروت كتاب بعنوان تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر. وربما يكون هذا الكتاب أول كتاب عن اليهود القرائين باللغة العربية. وحركة القرائين اليهود هي أهم حركة دينية انفصلت عن اليهودية الأم في وقت مبكر من تاريخ اليهودية، وكان ذلك في القرن الثاني الهجري-الثامن الميلادي، عندما كان مركز اليهودية الرئيس في العراق وهي مازالت بين ظهرانينا إلى اليوم نشيطة وفاعلة في الحياة اليهودية. وكان الرائد في هذا الإنفصال ِشخصية يهودية عراقية معروفة،اسمه عنان بن داوود ظهر في بغداد أيام أبي جعفر المنصور.وكان أهم سبب لانشقاق الحركة هو رفضها للتلمود والأدبيات اليهودية الأخرى غير التوراة.وكان عنان قد رأى أن التوراة هي وحدها المصدر الرئيس للشريعة اليهودية دون غيرها. والحركة ليس فقط لاتعترف بالتلمود بل كتب علماؤها الكثير في نقده ورفضه والإستخفاف به وبيان عيوبه، كما كتبوا أيضا نقدا لبعض حاخامي اليهودية الكبار مثل الجاءون سعديا الفيومي(من القرن العاشر الميلادي)،الذي كتب الكثير في نقدهم ،وهم أيضا ألفواعشرات الكتب ضده ،وقد وصل لنا أكثرها.وكان الحاخام سعديا من أشد أعداء القرائين وأكثرهم نقدا لهم واغزرهم كتابة ضدهم.وأهم نقد كتبه باللغة العربية هو كتابه المعروف ضد مؤسس الحركة .وكان عنوان الكتاب "الرد على عنان". وعلى الرغم من محاربة اليهودية الرسمية للحركة خلال أكثر من ألف سنة وحتى العصر الحاضر، حيث تصدر فتاوى ضدها بين فترة وأخرى ، فإنها مازالت اليوم إحدى الحركات اليهودية المهمة ولها أتباع كثيرون، يعيش الغالبية العظمى منهم في إسرائيل ،ومازالت المؤسسة الدينية الرسمية لاتعترف بها.
وتختلف هذه الحركة عن غيرها من الحركات اليهودية الدينية الأخرى، مثل حركة اليهودية الإصلاحية وحركة اليهودية المحافظة، في أنها تسبقهما زمنا وتختلف عنهما طبيعة. ومما تختلف به عنهما(عدا القضايا الفقهية) أنها تفاعلت مع الثقافة الإسلامية وتأثرت بها كثيرا في مجالات كثيرة، في الفكر والفقه وأصوله واللغة والممارسات الدينية ، كما كتب علماؤها المئات من الكتب العلمية والأدبية باللغة العربية. ومن العلوم التي تأثروا بها ،علم الكلام الذي اهتموا به وناقشوا مسائله وكتبوا فيه أكثر من كتاب،وعلم الكلام عندهمنينحو نحو مدرسة المعتزلة بامتياز. وحتى صلاتهم تأثرت بالصلاة عند المسلمين فهم يسجدون ويركعون بل ويقنتون أيضا. وأصول الفقه عندهم هي تماما كما عند المسلمين مثل الكتاب و"الرواية" والقياس والإجماع بل ألفوا في علم القراءات التوراتية ، تاثرا بما ألفه العلماء المسلمون في القراءات القرآنية .واستعملوا مصطلحات إسلامية في فقههم مثل الإمام والقبلة بل والقرآن للتوراة، وعبارات اسلامية مثل عليه السلام ورضي الله عنه. وهم اتخذوا أسماء وكنى عربية لأنفسهم مثل أبي سعيد وأبي الحسن وأبي السري وأبي الفرج.وقد كان لهذا التأثر جانب إيجابي لحركتهم،حيث تمكنوا من الوقوف على أرضية صلبة وقوية في الدفاع عن أفكارهم،أمام هجوم اليهودية الأم ونقدها. وقد ضم هذه الموضوعات فصلان كبيران عن الثقافة الإسلامية فيها تفصيلات غير ما ذكر. ويتحدث المؤلف بتفصيل وفي أكثر من فصل، عن المراكز التي عاش فيها القراؤون خلال تاريخ الحركة الطويل، كفلسطين حيث أنشأوا فيها مركزا علميا كانت لغة التدريس فيه العربية، وقداستمر إلى مئتي سنة إلى أن قضى عليه الصليبيون عام 1099م، وقد تخرج من هذا المركز العلمي علماؤهم الكبار مثل المفسر والنحوي أبي على البصري واللغوي أبراهام الفاسي صاحب القاموس الشهير "جامع الألفاظ" ويعقوب البصير صاحب "المحتوي" في علم الكلام. ومن البلدان المهمة التي سكنوها مصر(حيث أصبح لهم دور مهم في سياسة الدولة في فترة الحكم الفاطمي) ومنها بيزنطة وليثوانيا وروسيا وبولندا وشبه جزيرة القرم وغيرها من المراكز. ويفصل المؤلف الحديث عن دورهذه المراكز ونشاطها في إثراء الحركة وتطورها، كما يذكر أهم علمائها، والكتب المهمة التي ألفوها، حيث يعرض مضامينها ويبدي ملاحظاته عليها ورأيه فيها.كما أن هناك فصلا عن موقف النازية من القرائين،والجدل بين الباحثين حول هذا الموقف.وكذلك عن آراءالباحثين في ابراهام فرقوفتش اشهر علمائهم في العصر الحديث ،الذي جمع مايقرب من خمس عشرة ألف وثيقة تتعلق بالقرائين. ثم يعرج المؤلف على وجودهم في اسرائيل اليوم ونشاطهم فيها، وعلاقتهم بالدولة والمؤسسة الدينية وكذلك باليهود الآخرين من سكان إسرائيل.
إضافة إلى فصول أخرى تتعلق بالإختلافات الفقهية، وتاريخ الصراع بين الحركة وبين اليهودية الأم وغيرهما من الفصول. وعندما أكتشفت وثائق جنيزة القاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، وعثر فيها على أكثر من مئتين وخمسين ألف وثيقة يهودية وغير يهودية بلغات مختلفة، كان بينها المئات إن لم تكن الالاف تعود لهذه الحركة،كان أكثرها مكتوب بلغة عربية ، بعضها بحروف عبرية، وما زال الباحثون يكتشفون من هذه الوثائق الكثير التي خلفتها الحركة، يحققونها وينشرونها بين فترة وأخرى وقد أشار المؤلف في الكتاب إلى بعض هذه. ومع أن المؤسسة الدينية لاتعترف بها، فإن إسرائيل هجرت أتباعها عند ظهورها، وهم يسكنون اليوم في عدد من المدن الإسرائيلية ، مثل بئر السبع ومصلياح وأشدود وغيرها ،ولكن أهم مدنهم هي الرملة التي عاشوا فيها لأكثر من ألف سنة حيث يوجد مركزهم الرئيس فيها . ومازال القراؤون الذين هم من أصل مصري من الجيل الأول يتكلمون اللغة العربية ويتبنون العادات المصرية والطعام ، ويذكر أحد زعمائهم أنهم يعانون اليوم من التفرقة ضدهم في إسرائيل ، فأبناؤهم كما قال لايظهرون أنفسهم على أنهم من القرائين عندما يكونون في الجيش، وغير ذلك من أمور،تجعلهم يعتقدون أنهم من الدرجة الثانية، وربما لهذا السبب هاجر بعضهم، منها حيث يوجد اليوم جالية كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي دول أخرى غيرها.
يحتوي الكتاب على 431 صفحة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س