الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبة التعامل مع فاقدي البصيرة والعقول المتحجرة

عادل محمد

2014 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الذين لا يتعلمون من الحقائق الدروس والعبر

تبقى عقولهم وأحاسيسهم كالحجر

موضوع هذا المقال هو تحليل وكشف عقلية ونفسية بعض الأعضاء البارزين في الجمعيات السياسية البحرينية الذين يدّعون بالوطنية والديمقراطية، وهؤلاء الأعضاء البارزون هم نماذج لبعض السياسيين المخضرمين وأصحاب المجالس السياسية وآلاف الأعضاء في الجمعيات الوطنية والديمقراطية والتقدمية؟!.

أظن أن ما جاء في مقدمة المقال التالي ينطبق مع شخصية وعقلية هؤلاء وأمثالهم:

"راهبات معلولا" والقزم الذي تعملق كالغيلان
د. عصام عبد الله

إيلاف – 11 مارس 2014

"إياك أن تلعب مع الكبار خارج الخطوط المرسومة لك" ... هذا التحذير أو "النصيحة" لا يعرفها المراهق سياسيا ولا أقول من لم ينضج سياسيا، لأن المراهقة ليست مرحلة عمرية فقط وإنما هي "حالة عقلية" لا تبلغ سن الرشد أو النضج العقلي أبدا، مهما تقدم العمر!
من علامات المراهقة السياسية "التهور" و"الاندفاع" والأفعال الطائشة المؤذية، للنفس وللغير، ناهيك عن العناد والإصرار علي الخطأ ومحاكاة الكبار وعدم تقدير العواقب. وهنا تكمن الثغرة التي يتسرب منها "رفقاء السوء" – وما أكثرهم في المراهقة العمرية والسياسية – الذين ينفخون في هذه النزعات ويؤججون تلك الشهوات والنزوات حتى يصبح الخطأ "خطيئة" و"إدمانا".

***************

ولكن قبل الدخول إلى صلب الموضوع أدعو القراء الأعزاء إلى قراءة بعض ما جاء في المقال الرائع للكاتب اسحاق الشيخ "التلوّن الطائفي!" المنشور في جريدة الأيام البحرينية في 10 مارس 2014:

"في التفجير الإرهابي الإجرامي بقرية الدِيْه الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من رجال الأمن احدهم إماراتي، تنادوا تحت اسم المعارضة السياسية ضمن خليط يساري وقومي وفاشي طائفي ديني في بيان مشترك واحد يدين هذا العمل الإرهابي. وكأنهم يحاولون درء شبهات العنف والإرهاب بعيدا عنهم وهم فيه يتخبطون.

وإذا كانت هناك ألوان سياسية طائفية غيرهم (...) فإنهم يتهندمون بذات الهندام الطائفي السياسي في حل وترحال أنشطتهم السياسية!

إن مظاهر العنف والإرهاب من الصعب على أي تنظيم سياسي إخفائها (بالنفي) عن نفسه وهو يخوضها ويكرس سياستها!

كأن اليسار البحريني أصبح محكوما بإرادة الطائفية (الوفاقية) التي تستحوذ على مقدرات أنشطته المادية والفكرية.. إن محاولة الخروج على هذا الخزي المادي والمعنوي الذي تضطلع به هذه القيادة اليسارية الملغومة بالطائفية لا يمكن الخروج عليه إلا بنقاء ماركسي شيوعي وطني خالص مخلص لسمو ونمو وتطور مملكة البحرين.. مدرك الأهمية التاريخية التي حملتها تاريخيا جبهة التحرير الوطني البحرينية لا أن يتمثلها في إيقاع سياسي طائفي سني نكاية بإيقاع إطار طائفي شيعي يخرج منه ليقع في ذات ما خرج منه: الخروج من لون طائفي والدخول في لون طائفي آخر عين المأساة".

***************
أتمنى من أصاحبنا تعلم بعض الحقائق التي يتطرّق لها الكاتبان اسحاق الشيخ وداود البصري في مقالهما.

البحرين في دائرة الإرهاب الأسود

داود البصري

إيلاف - 6 مارس 2014

ها قد فعلها النظام الإيراني و أنتقل للفعل المباشر، وشارك بشكل فاعل من خلال شبكات عملائه الطائفيين المنتشرة طوليا و عرضيا و إقليميا في صناعة سيناريوهات موت جديدة في مملكة البحرين العربية الخليجية بعد فشل كل الجهود و المؤامرات التخريبية السابقة من تحشيد طائفي مغلف بدعايات متخلفة سوداء، و من حملات أكاذيب مبرمجة و معدة بدقة في دوائر الحرب النفسية لأجهزة النظام الإيراني الأمنية التي تعد العدة و تهيأ المسرح الإقليمي لهيمنة مباشرة توضحت معالمها و خطوطها الرئيسية و ملامحها الكئيبة في كل من العراق المحتل و امتدت مباشرة للساحتين السورية و اللبنانية من خلال الدعم الستراتيجي لنظام القتلة السوري و لعصابات حزب الله الإيراني في لبنان، ما حصل من تطور نوعي للإرهاب في شوارع مملكة البحرين و الاعتداء على عناصر قوات درع الجزيرة العربية التي تسهر على حفظ أمن و أمان الشعب البحريني يمثل تحدي خطير و غير مسبوق ليس للسلطات البحرينية فقط بل للمنظومة الأمنية العربية و الخليجية، فالاعتداء الوحشي و الفظ يمثل تطورا ميدانيا يشير لحالة التوحش و الرعب التي يعيشها النظام الإيراني وهو يتابع انهيار مخططاته الأمنية في العراق خصوصا و يعيش تفصيليا تداعيات الانهيار القريب للنظام السوري المجرم و تفكك تلك الحلقة الإرهابية الرابطة لأنظمة و جماعات البؤس.

***************

صاحبنا العضو البارز في إحدى الجمعيات الديمقراطية البحرينية التي تتعاطف مع نظام ولاية الفقيه وتسير في ركب الجمعيات العميلة لهذا النظام، لا يعجبه العجب ولا يرضى لأحد أن ينتقد نظام عصابات المافيا التي تحكم إيران. فحينما تولى احمدي نجاد مهام رئاسة الجمهورية في 3 أغسطس 2005 بعد تغلبه على منافسه هاشمي رفسنجاني في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، قلت لصاحبنا حسب مصادر المعارضة الإيرانية بأن المرشد خامنئي أمر بمنح احمدي نجاد نحو 6 ملايين أصوات مزورة حتى يتغلب على رفسنجاني غريم خامنئي، غضب صاحبي وصرخ في وجهي وقال: "روح... هذه دعايات أميركية"؟!.

بعد نحو 9 سنوات من التطورات السياسية والدراماتيكية في إيران من قمع وقتل واغتصاب المحتجين على الانتخابات المزورة في يونيو 2009، والاختلاسات الكبرى والسرقات التاريخية إبان رئاسة احمدي نجاد، وارتفاع معدل الفقر والبطالة والتضخم، وانتشار المخدرات والإدمان والدعارة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، لا أرى أي تغيير في موقف صاحبي العضو البارز، لكن للأسف استمر في تعنته ومواقفه السلبية السابقة، وينتقد ويعلق على الأخبار والمقالات التي تفضح نظام الملالي الفاسد والمستبد.

***************

إليكم ملخّص المقال الذي ينتقده أحد هذه الأعضاء البارزين:

اليابان تعاقب نظام الملالي في طهران""

د. عبد الله المدني

جريدة الأيام - 2 فبراير 2013

"رقصت المعارضة البحرينية الموالية للنظام الإيراني فرحا يوم أن جاءها خبر – لم تتأكد صحته – حول قرار كوريا الجنوبية بوقف تزويد البحرين بالغاز المسيل للدموع، الذي يُعد من الوسائل القديمة المعترف بها دوليا للإستخدام في السيطرة على أعمال الشغب وفض التجمعات والاحتجاجات، والذي كانت شركة بريطانية هي أول من صنعته في خمسينات القرن الماضي من خلال خلط رذاذ الفلفل الأسود مع ثلاث مواد كيميائية. بل عـَدّت الأمر بمثابة انتصار ساحق لها ولأعوانها من دكاكين الغرب الحقوقية على وطنها. لكن الرموز ذاتها ومن والها صمتت صمت القبور حول قرار الحكومة اليابانية منع كبرى شركاتها المصنعة لرافعات الأثقال، والمعروفة بإسم «تادانو» من تزويد إيران بمنتجاتها عقابا للأخيرة على استخدام تلك الرافعات في أغراض الإعدام وإزهاق الأرواح. واللبيب بالإشارة يفهم سبب إختلاف موقفي المعارضة.

إن استخدام الغاز المسيل للدموع عمل تمارسه كل دول العالم لتفريق المظاهرات الغوغائية المهددة للأمن والنظام وسلامة الممتلكات.

أما استخدام رافعات البناء في تنفيذ أحكام الإعدام هو أسلوب يملك براءة اختراعه حكام طهران وحدهم لأنهم أول من ابتدعه في التخلص من خصومهم ومناوئيهم السياسيين، ربما لأنها الأقل كلفة، والأكثر سرعة، والأشد ترهيبا لمن قد تسول نفسه معارضة نظام الولي الفقيه. فمثلا بدلا من استخدام 10 مشانق منفصلة لتنفيذ عشرة إعدامات، مع ما يستهلكه ذلك من وقت وجهد، فإن رافعة واحدة كفيلة بعمل كل شيء في ثوان.

وتقول الإحصائيات الموثقة أن حكومة طهران درجت علانية ومنذ وقت طويل في إتباع هذه الطريقة المتوحشة في تنفيذ من تصدر بحقهم حكم الإعدام لأسباب سياسية وغير سياسية. فمنذ وصول الخميني إلى السلطة نفذ نظامه حكم الإعدام في الآلاف من الإيرانيين، وكان جلّ هؤلاء من المعارضين السياسيين ولاسيما من أبناء إقليمي الأحواز وبلوشستان/سيستان المستائين مما يتعرضون له في وطنهم من تهميش وتمييز على أساس طائفي وعرقي."

***************

وهذا ردي على بعض الأعضاء النخبة في الجمعيات السياسية الذين ينتقدون جريدة إيلاف:

إيلاف جريدة إلكترونية سعودية مستقلة تصدر في بريطانيا منذ 12 عام، وحسب قراءتي للأخبار والمواضيع في هذه الجريدة لمدة طويلة، وعكس ما تظنون إنها جريدة محايدة وديمقراطية وتقف بجانب الشعب الإيراني وتفضح الأعمال الإجرامية لعصابات المافيا التي تحكم إيران بقيادة الطاغية خامنئي. وكتابها من الديمقراطيين واليساريين وأخبارها موثوقة ومنوعة: سياسية، علمية، فنية وأدبية. مشكلتكم أنكم أيها "الوعديون" و"المنبريون"، أنكم مطعّمون بأفيون الخمينية والولائية ولا ترضون بانتقاد نظام الملالي الفاسد والمستبد.

***************

كما ذكرت في مقالاتي السابقة بأن ملايين من الشعب الإيراني وشعوب العالم الذين قارنوا الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في النظام الملكي الإيراني ، مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية في إيران، تغيّرت أفكارهم واتجاهاتهم حيال نظام ولاية الفقيه الشمولي والاستبدادي، فتحولوا من المؤيدين إلى المعارضين لهذا النظام الديكتاتوري الدموي.

لقد كنت أحد المؤيدين للخميني والثورة، لكن بعد نحو سنتين من الثورة واستمرار سجن وإعدام المعارضين للنظام الإسلامي، اكتشفت بأن الخميني ومعظم رجال الدين الشيعة دجالون ومجرمون. أدعو القراء الأعزاء إلى قراءة "حكايتي مع الثورة الإيرانية" في "مذكرات بحريني عجمي" في موقع الحوار المتمدن.

من المعارضين المعروفين لهذا النظام هو "أبو الحسن بن صدر" أول رئيس جمهوري لإيران الذي أقاله الخميني من منصبه في يونيو 1981 بسبب معارضته لاستمرار الحرب بين إيران والعراق، حيث هرب بني صدر من إيران بواسطة الطائرة واتجه إلى فرنسا في يوليو 1981.

ولا ننسى آية الله العظمى حسين علي منتظري الذي كان خليفة الخميني، ولكن تم عزله من جميع مناصبه ووضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله بأمر من الخميني بسبب مواقفه الإنسانية واعتراضه على إعدام آلاف من المعارضين للطاغية الخميني ونظامه الديكتاتوري الفاسد. ورجل الدين الشاب مهدي حائري الذي كان من أصحاب ومرافقي الخميني في المنفى، تحول إلى معارض للخميني الذي أمر بسجنه لأنه عارض الإعدامات، لقد فقد إحدى كليتيه من أثر التعذيب في السجن. بعد هروبه من إيران وفي مقابلة تلفزيونية في ألمانيا قال: "إذا أردنا مقارنة الشاه الذي كنا نلقبه بالديكتاتور، مع الخميني وزمرته فالشاه يعتبر ملاك". وآية الله سيد حسين بروجردي الذي يقبع في سجن إفين منذ عام 2006 بسبب انتقاداته الشديدة لنظام ولاية الفقيه، ومطالبته للديمقراطية وحرية الأحزاب وتوفير العمل والسكن للمواطنين.

ونموذج آخر هو أحد قادة "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" وتلميذ مؤسس هذه الجبهة "هادي مدرّسي"، الذي هرب مع رفيق دربه إلى إيران عام 1982 بعد فشل المحاولة الانقلابية الأولى في البحرين. وحسب شهادة وأقوال شقيق هذا القائد، أنه ورفيق دربه استقبلا بحفاوة من جانب السلطات في إيران. لكن بعد بضعة سنوات اكتشفا بأن الأوضاع السياسية والأمنية في إيران جداً سيئة، فقاما بزيارة منزل آية الله منتظري العدو اللدود للخميني. بعد مواصلة الزيارات اكتشفا بأنهما مراقبان بواسطة عناصر من الاستخبارات. فهربا من إيران خوفاً من الاعتقال أو الاغتيال وأقاما في إحدى الدول الأوروبية. أحدهما أقام في ألمانيا ومات في مستشفى بطريقة مشبوهة حسب أقوال أقربائه، وصاحبنا القيادي في الجبهة الإسلامية كان محظوظاً عندما حصل على حق اللجوء السياسي في إحدى الدول الاسكندينافية (الكافرة) بعد هروبه من جحيم نظام الخميني الإسلامي. في أحد الأيام حينما تحدثت معه عبر الهاتف وسألته عن الأوضاع في الجمهورية الإسلامية، قال لي أرجو أن لا تتحدث معي عن هذا النظام لأنني سوف أمرض؟!.

على سبيل المثال أحد الأعضاء البارزين، ينتمي لجمعية ديمقراطية أمين عامها يفتقر إلى معلومات سياسية كافية عن إيران، ونائبه يقوم بتحريف الحقائق في مقالاته، وفرد مغمور ليس لديه خبرة في السياسية يصبح رجل سياسي في ليلة وضحاها ويرتقي إلى عضو اللجنة المركزية لهذه الجمعية. هذه الجمعية السياسية مع الجمعيات الوطنية والتقدمية والقومية الأخرى خدعتهم الشعارات السياسية البراقة التي رفعتها الجمعيات الدينية السياسية الموالية والعميلة لنظام ولاية الفقيه. وبعد خطاب زعيم "حركة حق" المتطرفة في "دوّار اللؤلؤة" وتصريحه بتغيير النظام الملكي في البحرين إلى جمهورية إسلامية، وقوله يا سنة البحرين لا تخافوا إيران سوف تحضننا جميعاً، شيعة وسنة، رقصوا هؤلاء السياسيون المغمورون فرحاً وظنوا بأن أحلامهم الوردية سوف تحقق، عاجلاً أم آجلاً.

بعد نحو 35 عام من الثورة الخمينية الكاذبة والشهادات والقرائن عن إعدام آلاف المعارضين الإيرانيين الأبرياء، واستمرار الظلم والاضطهاد والسلب والقتل نرى الذين يدّعون بالديمقراطية والتقدمية والإنسانية؟! يتعاطفون مع نظام عصابات المافيا الإيرانية ويسكتون على أعمال الزمرة الخامنئية المجرمة وثم ينكرون الاتهامات المتوجهة لهم ويغلقون أعينهم ويسدون آذانهم وكالنعام يخفون رؤوسهم في التراب.

كيف باستطاعة الإنسان التعامل والتفاهم مع فاقدي البصيرة والعقول المتحجرة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط