الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشراف، ومرتزقة

وليد الحلبي

2014 / 3 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بديهي أن من يستطيع وقف جريمة ولا يفعل، يكون شريكاً فيها، فالعالم الذي يتفرج على جرائم النظام السوري، دون أن يفعل أي شيء مع أنه يستطيع، هو شريك في هذه الجريمة النكراء التي لم يحدث مثيل لها في التاريخ البشري، وإذا كان النظام يدعي أن الذين يحاربهم هم إرهابيون لا يقل عددهم عن أربعين ألفاً، وبما أن ضحايا الثورة قد بلغوا أكثر من 150 ألفاً، فلنا أن نتساءل: كيف بقي الإرهابيون يقاتلون إلى الآن؟، وكيف لم يكونوا في عداد القتلى المذكورين، فتتخلص البلاد منهم؟.
أما موضوع المقاتلين الأجانب، فلا أدري بأي منطق يتحدث البعض عندما يساوون بين من يقاتل إلى جانب نظام جائر دمر البلاد والعباد، وبين من جاء لكي يقاتل إلى جانب شعب مظلوم، تاركاً وراءه رغد العيش في أوربا وأمريكا، فهل جاء هؤلاء الأشراف طمعاً في منصب أو مال؟، وهل من المنطق أن يترك هؤلاء جامعاتهم وشركاتهم وعائلاتهم لكي يأتوا إلى بلاد الموت والخوف والدمار؟.لا ننسى أنه عندما كانت إسرائيل تدخل حروبها العدوانية ضد العرب، كان الشباب اليهودي من طيارين وفنيين ومقاتلين مدربين على كافة أنواع الأسلحة، يهب من جميع أنحاء العالم لكي يقاتل إلى جانب الجيش الإسرائيلي، تاركين وراءهم حياة الدعة والرخاء في مجتمعات الغرب (كما يفعل الشباب الأوربيون من أصل عربي وإسلامي، الذين يقاتلون اليوم إلى جانب الشعب السوري)، وكنا في دواخلنا نبدي إعجابنا بأولئك اليهود على استحياء، ونتمنى من كل قلوبنا لو أن العرب والمسلمين يقاتلون معاركهم يداً واحدة كما يفعل اليهود، أما الآن، عندما يهب أشراف من العرب والمسلمين للقتال إلى جانب الشعب السوري المضطهد منذ نصف قرن، تنهال عليهم تهم الإرهاب والسعي وراء مكاسب تافهة إذا قيست بما يتعرضون إليه من مخاطر أقلها الموت، أو الأسر والتعذيب.
أما الفصائل المقاتلة إلى جانب النظام، فهي مجموعة من العصابات، يمكن تمييزها كالتالي:
1- جيش النظام: ويتألف من غالبية مسحوقة من المجندين وضباط من الرتب المتوسطة، يخضعون للأوامر التي لا يؤمنون بعدالتها، وإلا تعرضوا هم وعائلاتهم للقتل أو الاعتقال، يقودهم ضباط من طائفة واحدة، يدينون بالولاء الشخصي لرأس النظام، وهذا الجيش مجهز بكافة أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ ، وهو جيش اخترق في معاركه ضد شعبه جميع قواعد الحرب الشريفة، من قصف المدنيين بكافة أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً، وحاصر المدن والبلدات حد التجويع، مع أن تاريخه العسكري الغير المشرف يشهد بأنه لم يطلق طلقة واحدة على من يحتل الأرض السورية منذ نصف قرن، بحجة تحديد زمان ومكان المعركة، تلك التي لم ولن تأتي.
2- مجموعات الشبيحة، وهم من رجال المخابرات والجنود المسرحين والمساجين بتهم جنائية، والتي تقاتل من أجل مكاسب مادية حالية، ومستقبلية عندما تراهن على انتصار النظام على شعبه.
3- جماعات طائفية من لبنان والعراق واليمن وإيران وأفغانستان، مغيبة عن الواقع بدعاوى دينية متهافتة، كادعاء الدفاع عن المقدسات الدينية، متناسين أن هذه المقدسات بقيت محفوظة مصانة عند أهل الشام منذ مئات السنين، وتنال منهم تكريماً وتقديساً لا مثيل لهما. ولقد تجاوز أصحاب هذه الدعاوى الدينية الزائفة حقيقة أنهم يتاجرون بآل البيت عليهم السلام، ويستخدمونهم لتبرير جرائم وموبقات لا يرضى عنها آل البيت أنفسهم، ولا حتى من وقر في ضميره شيء من دين أو إنسانية، علاوة على أن هذه الدعاوى الدينية هي طبق الأصل عن دعاوى الدول الأجنبية عندما تدخلت في شؤون الدولة العثمانية بحجة حماية الأماكن المقدسة. لقد نسي هؤلاء الطائفيون أنه من المعيب المتاجرة بالعقائد في سبيل دعم نظام مجرم.
4- عندما عجز النظام عن مجاراة المعارضة المسلحة في مجال حرب العصابات، أفرز مجموعات من قواته المسلحة المدربة على حرب العصابات بقيادة ضباط أجهزته الاستخباراتية، وفي سبيل ترهيب الغرب من الجيش الحر وباقي الفصائل الشريفة التي تقاتل النظام، جعل هذه المجموعات التي صنعها ترفع شعارات إسلامية متطرفة، وبالغ أفرادها في تطبيق ما يدعون أنه تعاليم الشريعة الإسلامية، خاصة على الإخوة المسيحيين وباقي الأقليات، مما أدى إلى انطلاء هذه الحيلة على الغرب، فمنع تسليح الثوار الحقيقيين بأسلحة متطورة قد تؤدي إلى قلب موازين القوة على الأرض، متجاهلاً أن هذه المجموعات الإرهابية هي صنيعة النظام، إذ أنها تحارب الجيش الحر، وتختطف ضباطه وتسلمهم إلى سلطات النظام، إضافة إلى أن قوات النظام لا تستهدف مواقع هذه الجماعات بالقصف بالبراميل المتفجرة والطائرات أو غيرها من الأسلحة.
5- مرتزقة من دول ضربت فيها البطالة والفقر أطنابهما مثل أوكرانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية كفنزويلا، وبما أن النظام يتلقى أموالاً إيرانية قذرة، فهو يغدق الرواتب بسخاء على أفراد هذه المجموعات، والتي تجعلهم يقتلون الأبرياء دون رحمة أو شفقة.
6- مجموعات من الطيارين والفنيين من أنظمة تدعم النظام بلا حدود، مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية والجزائر (وقيل أيضاً بعض الطيارين المصريين والبعثيين القدامى من اليمن الجنوبي)، إذ أنه بعد أن لجأ بعض الطيارين السوريين بطائراتهم إلى دول الجوار، فمن البديهي ألا يأمن النظام على نفسه إن هو كلف الطيارين السوريين بقصف أبناء شعبهم بأسلحته القذرة.
بدأ الموضوع بالحديث عن أن من يستطيع منع جريمة ولم يفعل، يكون شريكاً فيها، وعدم منطقية المساواة بين من يقاتل إلى جانب الشعب السوري المظلوم ومن يقاتل دفاعاً عن هذا النظام، ويجب أن ينتهي الموضوع بالتأكيد على هاتين النقطتين: إذ ينبغي توجيه أصابع الاتهام إلى الأطراف التي تستطيع منع وقوع الجريمة ولم تفعل على أنها شريكة فيها، وضرورة التمييز بين من يناصر الحق ويستشهد في سبيله، وبين من يناصر الباطل ويذهب إلى جهنم من أجله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا