الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الارض في العقل والوجدان

فاطمه قاسم

2014 / 3 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لكل امة من الامم ايام مجيدة تعتز بها وتعتبرها اساسات رئيسية في بناء الذاكرة والحق والهوية ،ويوم الارض الفلسطيني الذي حدثت وقائعه قبل ثمانية وثلاثين عاما ، في سخنين وعرابة وسهل البطوف ، وفي دير حنا وهي الاراضي المحتلة في 1948 ،هي واحدة من ايامنا الفلسطينية الخالدة ، لان وقائع ذلك اليوم التي ثارت فيه الجماهير الفلسطينية ضد دولة اسرائيل ،والتي هي تقع تحت الاحتلال وهي الطرف الاضعف والواقع عليه الظلم الكبير ،ثارت ضد دولة المحتل وضد نظامها السياسي ، وضد ادعائاتها ، وتاريخها المزور ،وضد قوتها الغاشمة منطلقة من محور جوهري في القضية وهي الارض ، حيث ان هذه الدولة استخدمت كل اشكال الظلم لتصادر اراضي ذات ملكية خاصة لهذا الشعب ،هم الذين فضلوا وقرروا ان يبقوا صامدين في اراضيهم ،ارض وطنهم ووطن اجدادهم التاريخي ،حتى وان قرر العالم ان يصبح اسم هذا الوطن اسرائيل ، وحتى لو بقي هؤلاء الفلسطينين يحملون الهوية الاسرائيلية .
وان التصرف الذي تقوم به دولة اسرائيل ضد سكان الارض الفلسطينين ليس الا عربدة للقوة مبالغ بها الا انها مليئة بالخوف والعنصرية لان اسرائيل التي استولت على كل فلسطين عام 1967 والتي اعلنت عن ضم القدس الشرقية بقرار احادي لم يعترف به العالم ، لم تكن تتوقع ردة فعل كهذه من اهل هذه القرى الثلاث لانها توهمت ان هويتهم الوطنية قد طمست ، وان صوتهم قد خنقوه ، وانه ليس في وسعهم سوى التسليم امام عربدة القوة الاسرائيلية ،
وقد كانت المفاجاة بان الذاكرة الفلسطينية حاضرة والقضية حاضرة ،والجرح الفلسطيني النازف يتجدد في كل صباح ،وان الارض بكل معانيها ما زالت البند الاول لدى الفلسطينين رغم تعاقب السنين .
يوم الارض في الثلاثين من اذار عام 1976 يعلن عن ثورة شعارها ان الارض فلسطينية ولن تكون الا فلسطينية ، وان الشعب الفلسطيني شعب واحد برغم تشتته ، هذا هو المعنى العميق الذي يحمله يوم الارض الفلسطيني ، لذلك فذكراه قضية وطنية تستحق الاحتفال ، في كل عام يجدده الشعب الفلسطيني ويبث في روحه ايامه ،نعتز به ونستنطقه ليعبر عن جوهر قضيتنا الفلسطينية بكل ما لها من اعماق وابعاد وتداعيات ، وثقة كبيرة باننا شعب نعي حقوقنا ، وبرغم اختلال الموازين نصر على التشبث في الارض ،يصر شعبنا على نيل حقوقه المقدسة التي يستحقها ،وان الزمن بالنسبة لشعبنا ليس موضوعا سلبيا كما خطط له من احتل ارضنا ،بل هو زمن ايجابي مليء بالايمان بالحق الفلسطيني ،
فكان يوم الارض يوما مميزا وشكل قوي من اشكال الحضور الفلسطيني ،وايمان يسكن في الاعماق ان الحقوق لا تموت ما دام هناك شعب كشعبنا وراءها ،
ها هو يوم الارض يتكرر فينا في كل ربيع بزهور الاقحوان الحمراء التي لونت بدماء شهداءنا الابرار،والفعاليات على مستوى كل ارض الوطن ،ليعلن انه ثابتا على الحق ، يجدد شعبنا فيه ابداعا متميزا في النضال ، وقدرة خارقة في الصمود ،
ومني تحية متجددة لشهداء يوم الارض ولشعبنا الصامد المناضل في سخنين وعرابة البطوف ودير حنا ،وهذه تحية لفلسطين التي تعيش فينا قضية وارض وحق وهوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟