الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الشعراء السادس عشر في فرنسا -La poésie est au cœur des arts - الشعر في قلب الفنون

رابحة مجيد الناشئ

2014 / 4 / 5
الادب والفن


ربيع الشعراء السادس عشر في فرنسا
La poésie est au cœur des arts
الشعر في قلب الفنون

عاشت فرنسا لمدة اسبوعين(23 مارس – 8 مارس) مهرجانها الشعري السادس عشر-2014 - ‹‹ ربيع الشعراء ›› تحت شعار ‹‹ الشعر في قلب الفنون ››. وبمناسبة الذكرى السبعين لتحرير فرنسا والانتصار على النازية تقرر هذا العام الاحتفاء بالذكرى السبعين لوفاة شاعر المقاومة الفرنسية Max Jacob ماكس جاكوب ( 1944 - 1876 ) في معسكر درانسي.

لم يكن ماكس جاكوب شاعِراً فحسب، بل كان أيضاً موسيقياً ورساماً مشهوراً ورائداً للحركة الدادائية - Le Dadaïsme (مذهب التجديد في الآدب والفن). كما اشتهر ماكس جاكوب بصداقته لكبار الرسامين
في عصره وبالأخص بعلاقاته الحميمية مع ﭙ-;-ـاﭙ-;-لو ﭙ-;-يكاسو. تعرضَ للاضطهاد ومُنِعَ من التأليف والنشر وقضى نحبه في سجون الاحتلال النازي عام 1944. لقد نال ماكس جاكوب وسام الشرف كما توجد جائزة فرنسية للمبدعين في الشعر باسمه.

مِئات المدن والقرى في فرنسا نظمت قراءات شعرية بمبادرات من بيوت الشعر والجمعيات والمراكز الثقافية وفي مناطق كثيرة، وأحياناً تكون هذه القراءات الشعرية دون تكلف أو تكتيك، في الشوارع والمقاهي وفي الساحات ومحطات المترو وفي الأسواق وبيوت الأحياء.

Ni au-dessus ni à côté, la poésie est au cœur des arts
لا في أعلى ولا في الجانب، الشعر في قلب الفنون

الرابطة ما بين الشعر وغيره من الابداعات الفنية قديمة قِدَم الإنسانية، وهذهِ الرابطة وثيقة وَطبيعيّة معَ الفنون كالموسيقى والغناء والرقص والمسرح، بل أنَ الشعر هوَ المحرِك ونقطة دعم الإبداع في الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي وغير ذلك منَ الإبداعات. فليسَ منَ الغريب أن يهتم الربيع السادس عشر للشُعراء بالتأكيد على الحوار المستمر والمثمر ما بينَ الشعراء والمبدعين في كل المجالات الأدبية والفنية الأُخرى.

La maison de la poésie de Poitiers, elle a son --print--emps
بيت الشعر لمدينة بواتيه لهُ ربيعهُ الشعري

بدأَ بيت الشعر ربيعَهُ بأمسية شعرية يوم السبت 15 آذار، استقبل فيها الشاعر والناشر برينو دوسيه- Bruno Doucey الذي اصطحب معه ثلاثة من الشعراء الذين ينشر لهم:

الشاعر الفرنسي ستيفان باتيو والشاعر الإيراني گاروس عبد المالكان والشاعرة الإسرائيلية هاداسا تال.

ولد برينو دوسيه في 1961 في Le Jura، وهو شاعر وناشر وله مؤلفات عديدة في الشعر والقصة والمقالة . وبعد أن كان مديراً لدار النشر Seghers- سَجير لسنوات طويلة، قرر في 2010 إنشاء دار نشر خاصة به،
هدفها الأول معاضدة الشعراء في فرنسا وفي العالم، وفي هذا الصدد يقول برينو:

‹‹ الشعر هو خيط، والنشر هو نسج الخيوط، وحبي للشعر والنشر جعلني أترك عملي كأستاذ للتربية الوطنية وأكرس حياتي للشعر والنشر››. ثم يضيف: ‹‹ دخل الشعر إلى قلبي عندما كنت صغيراً، حين جاء الشعر ليكون علاجاً شافياً لتعاستي بعد أن فقدتُ أَحبة لي.... هكذا كانت البداية ››.

نشر برينو خصيصاً للدورة اﻟ-;---;-- 16 لربيع الشعراء كتاباً ” أنتولوجيا “ بعنوان: الشعر في قلب الفنون.

تضمن هذا الكتاب 80 شاعراَ وفناناً من ضمنهم علي الأميري، آﭙ-;---;--ولينير، جنين بود، بودلير، ماكس جاكوب، صلاح الحمداني، روني سوميك وغيرهم.

شعراء وفنانو هذا الكتاب يدعوننا لرؤية العالَم مِن خِلال نافذة مفتوحة على مختلف الإبداعات.

بدأ برينو بقراءة بعض قصائدهِ وأغلبها موجهة إلى الحبيبة: قصيدة أَكتبُ لكِ:

اكتبُ لكِ كَناقلٍ لأشعار العالَم
راكباً حصان وعلى إيقاعٍ
مُنتَصباً على سدِ أُغنيةٍ للمقاومة
مُتَمدِداً ما بينَ السطور
برغبةٍ جامحةٍ في الحياة

شمسكِ، شاعر،
يمسكُ الدياجير بيدهِ

وقصيدة أُخرى أَهداها إلى صباح الدفء والحنان :

في إحدى الصباحات تحطُّ
فراشة على شفتيكِ
صَفقُ أجنحتها الطفيف
يُحرر أجنحة الليل

طفولة صغيرتي
أينَ تُصارعُ طفولتكِ

صغيرة باسماء الفاكهة
والموجات الغامضة

غناؤكِ الشرقي يُطلقُ المحيط
ويُدحرجُ إيقاعاتهِ الى مَعبَر الحنان .

وختم قصائدهِ بقصيدة عنوانها ‹‹ أُغنية عشقٍ ›› هذهِ مقاطع منها:

ماذا يعني النهار دونَ وجودكِ ؟
قفصُ طيورٍ
بابٌ مُغلقة
وطائرٌ في الفضاء

ماذا يعني الليل بوجودكِ ؟
مجموعةُ أغصانٍ
متشابكة
تحتَ ملاءاتٍ من الثلج

ويعطي برينو دوسيه رأيهُ في الشعر قائلاً ” الشعرُ هو أُغنية للحياة، مثل اليد التي تمنع النجمة مِنَ السقوط “ .

بعد الانتهاء من قراءة أشعاره ، بدأ برينو دوسيه بتقديم الشعراء الواحد بعد الآخر مُبتدأً بالشاعر الفرنسي ستيفان باتيو - Stephane Bataillon .

ستيفان باتيو شاعر وصحفي ولد في سنة 1975، له ثلاث مجموعات شعرية، آخرها نشِرت من قبل دار نشر برينو في عام 2013، وهي بعنوان ” الأراضي النادرة “، قرأ من هذهِ المجموعة عدة قصائد وكان أغلبها مُهدى إلى زوجته الراحلة وإلى ولدهِ. من هذه القصائد:

مَن بينَنا قد انتصَر ؟
مَن استطاعَ جَمع
الكافي من القوى الحية
لإحداث التغيير
ولأجلِ إبطاء الأكسدة ؟

وهذه قصيدة أُخرى له:

اعلم أنه مهما حَدَث
هذهِ القصائد المودَعة
تُشَكلُ رقعة من الأرض
كُتبَت لكي تحتفظَ انتَ
بشيءٍ منَ الرمال
مما تبقى من الصخر
على الرغمِ من التآكًل

قد يحدث احياناً
بأن ينتصر التمرد
بأن تتحطم الخطوط
وتصبحُ فجأةً منزوعة الكلس

أرح نفسكَ عندئذٍ
لا تتوقف عن الحُب
لا تستَمع للآخرين
ولا تصغي لي

يوماً ما يعودُ الغناء
لكَ من جَديد
ويصبحُ أرضاً نادرة

بعد ستيفان جاء دور الشاعرة الإسرائيلية هاداسا تال - Hadassa Tal .

ولدت الشاعرة في اسرائيل وتعيش الى الآن هناك. نشرت مجموعتها الشعرية الأُولى- Dans un fracas de plumes من قِبَل دار نشر برينو دوسيه - في 2014.

تقول هاداسا: ” كانَ والدي رساماً واغلب رسوماته عن الطيور والعصافير والتي كانت تجعلني خرساء من الدهشةِ والانبهار، وقد حاولتُ أن أرسم ولكنني لم أفلح، لذا اتخذتُ من الشعر وسيلة للتعبير “.

قالَ برينو دوسيه في تقديمه للشاعرة: ‹‹ كِتابها لا يتحدث إِلا عن العصافير، وعندما قرأته شعرتُ بارتعاشات في جسدي....››.

قرأت هاداسا تال قصائدها باللغة العبرية، وصاحبها برينو بقراءة الترجمة الفرنسية :

عصفور كوليبري
يوقِد الظِلال الزرقاء في السر
لم يَصفِر إلا مَرَةً واحدة
وانقلبَ على أعقابهِ أمامي
في داخلِ كُل عصفور هُناكَ عصفور يُغَرِد
العصفور الأوَل ليسَ لهُ اسم

وقرأت أيضاً :

” بينَ زهرَتي ماغنوليا متوَهجتيىن، وفي صباحٍ هادئٍ مُتَمدد. عصفورٌ منحَني، الفمً مفتوحاً-هذا الآخر أمامَهُ، ينهضُ مُنصَرِفاً وَربما الى الأبد. أيةُ قوَة تقودُ شِفاهي لمعرِفةِ لهجَته - وكيفَ السبيل اليها “. ..وخَتَمَت قراءاتِها ﺑ-;-ِ :

أنا كذلكَ أُريدُ أن أرسمَ، أضفرُ القطع الخضراء، أرشُ الأحمر، وأن أتحرَك داخِلَ أجنِحَةٍ حليبية، أهزُّ وأغلِقُ إحدى الريَّش، وأُخرى أيضاً في طَفَرات.

لا أستَطيع ذلك، لي ستة أعوام. لا يزال عليَّ أن أختَلِف - على العكسِ من رقةِ لوحة قماش الرسم المُتَفانية، لا تَزِن، والتي تَنتَظر.

تَطَلَبَ هذا حياة كاملة.

ثم جاءَ دور الشاعر الإيراني گاروس عبد الماليكان - Garous Abdolmalekian الذي اصطحبَ معهُ فريدة - مترجمة أشعاره من اللغة الفارسية الى الفرنسية.

ولد الشاعر گاروس في طهران – إيران - عام 1980، نشرَ مجموعتهِ الشعرية الأُولى بعنوان ” الطائر المختَفي“ وهوَ في عمر 23 عاماً، وقد حازت هذه المجموعة على جائزة الأدب في إيران. له مجاميع شعرية عديدة آخرها نشر في دار نشر برينو دوسيه بعنوان ‹‹ قَبضاُتنا تحتَ الطاولة ››.


قرأ گاروس أشعارهِ باللغة الفارسية وصاحبه برينو دوسيه بقراءة الترجمة الفرنسية. في إحدى قصائده يقول:

ثوبكِ يتحركُ في مهب الريح
إنهُ، العَلمُ الوحيد الذي أحب

وفي قصيدة أُخرى يقول:

إرتداد
ليسَ لنا المزيدَ منَ الزمن
هَلُمي بينَ ذراعيَّ
غداً سوفَ أغْتالكِ
أو سَتغسلينَ السكينَ بالماء

لا شئَ غيرَ هذهِ الأسطر
هل يُختَصَر العالَم بهذهِ الأسطر القليلة ؟
أليسَ منَ الأفضل للإنسان
أن يبقى طفلاً
لا يكبر أبداً ؟

ألأفضلَ مِن ذلك
عودي الى الخلف حولَ هذا الفلم
حتى يَعودُ مِعطف الفراء في الواجهة الزجاجية
فهداً واثباً في السهول البعيدة
حتى يعودَ الخيزران
ماشياً في الغابات
وتعود العصافير
من جديدٍ نحوَ الأرض ...
لا !
الى الوراء من جديد

حتى يأخذ اللهَ الوقتَ
بغسلِ يديهِ
ويرى وجهه في المرآة
لرُبَما عندَ ذاك
سيأخُذُ قراراً آخر

انتَهَت الأُمسية اللذيذة بعدَ نقاشات طويلة حولَ اللُغات وحولَ الشعر وعلاقته بالإبداعات الأُخرى. أما الأُمسية الثانية التي نظمها بيت الشعر لهذهِ المناسبة، فهيَ اللقاء معَ الشاعرة الإيطالية ﭬ-;-يﭬ-;-يان سيامـﭙ-;-ي - Viviane CIAMPI - في يوم السبت المصادف 22 آذار.

ولدت الشاعرة في مدينة ليون الفرنسية، وهي من أبٍ إيطالي وأُم فرنسية، لذا هي تتقن اللغتين الإيطالية والفرنسية لكنها في الغالب تكتُب باللغة الايطالية.

تُدير الشاعرة والمترجمة ﭬ-;---;--ـيـﭬ-;---;--ـيان سيامـﭙ-;---;--ـي العديد من المجلات الفرنسية والأورﭙ-;---;--ية. قصائدها تتحدث بشكلٍ خاص عن الإنسانية، تطرح أسئلة، بل تطرح الكثير من التساؤلات التي تنتَظِرُ الأجوبة والحلول.

في إحدى قصائدها تُخاطبُ الكاتب والفيلسوف الفرنسي ﭬ-;-ولتير - 1778 – 1694:

إمتِلاء اللحظة

عِندَما أرقُص، فأنا أرقُص
ﭬ-;-ولتير
لأني عندَما أرقُص
أنا أرقص
لا، أنا لا أبقى مُنبَطِحة
بلا حراكٍ في غُرفَتي

وَحينَ أنام
أكونُ نائمة
لا أتَحدَث إلى القمر
ولا أغير الغُرفة

وفي مكانٍ آخر تتَساءَل :

” ما مِن أحد يسعى الى مَخرَج. هناكَ دوار منَ الغُبار في الشوارِع حيثُ تُموَّه كل خديعة. موضوعات وَلَعَنات تُطارِدُ الشاشات كل نهار، كل ليل. يُقال: الحياة في الشعر. وَيُقال: كل شيء ينبَغي العودة بهِ الى عالَمٍ شِعري. وَيُقالُ كذلِكَ: شَمس، حظ، إضاءات. سحرُ هذا العالَم الجَميل ! إغاثة خفقان القلب بِسَياراتِ إسعافٍ لا تَصل الى أيّ مَكان. ذُبابٌ من نوعٍ غريب يَتَضاعف، نحلٌ لم يَعد يمنَحُ عَسَلاً. إلى أينَ تَقودُ هذهِ المآزِق، الطرُق المسدودة المملوءَة بالأنقاض “.

هكذا أنهى بيت الشعر لمدينة ﭙ-;---;--واتيه برنامجه الخاص بهذه المناسبة لهذا العام، ليواصلَ من جديد مسيرته الشعرية من أجلِ تجسيد أهدافهِ التي دأبَ على تحقيقها منذُ تأسيسه في عام 2006: التأكيد على أهمية الشعر ومكانته ودوره في المجتمع ونشرهِ على أوسع نطاق ممكن والتعريف بالشعراء على النطاق الإقليمي والوطني والعالمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير