الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يكرم الشهيد يتبع خطاه

الحسن عصادي

2014 / 4 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


من يكرم الشهيد يتبع خطاه

بدء كانت الحرية و انتهاء ستكون و في زمان قلب الأوراق و الوجوه , زمان قلب الأدوار و الشخوص: هل التنكر للشهداء و لخطهم انتهى بانتهاء ارتماء اليسار الإنتهازي المغربي في أحضان المخزن ؟
سؤال أجد له بعض المسوغات في ضل حصر كل إشكالات المغرب وقضاياه بالدخول في جدبة جماعية ضد حكومة رجعية يمينية ظلامية, لم و لن تكون إلا تعبيرا و وجها آخر لنظام لم يعد يهمه سوى التكشير عن أنيابه, أو على حد قول القائد سيدي موح بوكرين (تبديل قبضة المنجل ) مادامت كل الدكاكين الحزبية الإنتخابية وقفت في الطابور منتظرة دورها للتآمر على هذا الشعب الأبي , فهي التي أجهضت حركة " 20 فبراير" بالتسلط عليها بداية و المغازلة ثانيا فالتقرب تم التسلط حين جاءتها التعليمات لتلجيمها و توجيهها بدخولها باسم "هيئة دعم" شيء لم ترده أصلا , و التي لم تكن سوى جهاز للتحكم و الضبط , تحالف تم بتقارب لامبدئي جمع الباطرونا و ما يسمى باليسار و الظلاميين, تحالف مشبوه غير واضح و لا خط ناظم بين مكوناته, قيدوا الحركة في حدود الملكية البرلمانية و ارتضوا المشاركة بأكذوبة الدستور و لجنتيه لتنتهي الملهاة بدستور يقول اللاشيء: جعل المغرب ملكية برلمانية ديمقراطية إجتماعية "أليس هذا ما تريدون؟", و ينتهي بانتخابات قاطعها أغلب المواطنين و بلغت الاوراق الملغاة أرقاما غير مسبوقة.
إن العقوق الذي أبانته بعض قوى اليسار الإنتهازي لذكرى وفاة الرفيق محمد بوكرين , يستمد بعض إجاباته: لكون هاته المكونات لا تريد أن تسلط و لو قليل من الضوء على فراغات و أماكن مظلمة من زماننا المغربي , فعديدة هي الأسئلة التي ظلت و ستظل معلقة و تبحث عن إجابات, فالمتتبع لحال هذا اليسار الإنتهازي يرى كيف أنه ارتضى أن يلعب على كل الحبال , فهو لجم كل نضالات الشعب المغربي بل و تصالح مع الجلادين و أدخل كل أدوات الصراع إلى الثلاجة , فحشرت دور النقابات في نضال أقل من الخبزوي إلى تبييض سجل الباطرونا, و لنتأمل كيف ارتفعت التسريحات و المحاكمات الصورية بل و العقاب الجماعي لمناطق بأكملها (ميضر, خنيفرة.... ) و لنا في ملف الأساتدة الغير المدمجين ألف عبرة بصيغة السؤال عن أي دور أصبحت النقابات المغربية تلعبه اليوم؟ مقابل شراء ذمم المتسلطين على الاجهزة النقابية عبر التفرغ النقابي و التكليف بمهام و و.... أما باقي الحقول الجماهيرية فلم تسلم من هذا التهافت, و لم تسلم من أمراض هذا اليسار الإنتهازي بالتسلط على الأجهزة و الدفع بها لتبني طروحات النقيض الطبقي , من خلال الدفاع عن ثقافة أو تربية لا تختلف وشعارات العام زين , بل وحتى العمل الحقوقي عزلته في زاوية تعداد الخروقات و الإنشغال بالتكوينات التي لا تنتهي ,من تربية على حقوق الإنسان إلى الحق في كل شيء إلى... مقابل القمع و التنكيل الذي لا تسلم منه أية حركة جماهيرية, كما أصبح ما يهمها إلا الإنصراف إلى خدمة قضايا و توجيهات الممولين بالتحرك و فق مخططاتهم و صياغة التقارير حسب الطلب . و مقابل هذا التوجه إنبرت لتواجه من تسميهم بالمشوشين و الشعبويين ممن لم يريدوا أن ينخرطوا في التفكير بعقلية المريد, الذي تلازم كل تنظيمات اليسار الإنتهازي المغربي, و هي تسميات و إن كان أصحابها يبررونها بمنطق يدعونه معرفي إلا أنهم يتسلحون بمنطق اللامواجهة في أية مواجهة فكرية , فيلتجؤون إلى بوليميك و تشهير مجاني لا يستر عورات إنتهازيتهم, فهي تعتبر نفسها الوجوه "المناضلة" التي تسمو للعلياء , و كل ما عداها ينبغي أن يتوارى إلى الخلف , إنه عقل يصادر العقل و يلغيه لحساب ما تراه هي عينا للعقل, و ستكتمل الصورة إن ردد الجميع وراءها كل ما تردده مفكرين على شاكلتها و بلغتها, أي بمنطق ببغاوي لا يعمل عقلا و لا نقدا و لا يتسلح بأدواته.
و اليوم و نحن نحتفل بذكرى رحيل الرفيق سيدي موح , و إن كان البعض قد ارتضى لنفسه لعب دور خبير التجميل و "النكافة" فليسمح لنا أن نمارس بعض حقنا في التعبير و السؤال. * لم يكن الحديث عن المقدسات و الخوف عليها بمثل هاته الصورة التي نعيشه اليوم , إذ تعددت المقدسات حتى أصبحنا أمام أحزاب مقدسة و مجاهدين قديسين , و لعمري أين يمضي بنا هؤلاء بمثل هاته التحليلات, فقد نجد أنفسنا أمام كتاب و نقابيين من سلالة القداسة، و من مفارقات هذا الزمان أن الشهيد سيدي موح أدخل السجن و حوكم صوريا باسم المس بالمقدسات, بل حتى زعيم التحريفية النقابية بالمغرب القديس الجديد تآمر على الشهيد و رفاقه ممن لم تسو وضعيتهم. * التماثل و التفكير بمنطق شمولي واحد, خاصية الزوايا و الأحزاب الشوفينية و الطوائف الدينية التي لا ترى إلا بعين الزعيم الهمام و القائد المغوار , و هو قتل مادي و معرفي لأي إعمال للعقل, لأننا تعلمنا أن النقد و النقد الذاتي تربية تقدمية بامتياز تروم التجاوز و البناء بل أن رفضهما منطق أصولي ظلامي لا يرى الحقيقة إلا حقيقته. وهنا لا بد من التوقف على مآل الحركة الإنتهازية التي تدعي اليسارية, و كيف أصبح هذا النوع من التفكير هو صمام أمانها أمام أي إعمال للنقد بل و حتى مجرد ذكره فبالأحرى ممارسته , بل أن أي مريد يرمى خارج حضيرة الزعيم لمجرد فتح فمه بالسؤال. إنها التطبيقات المتجددة لشعار الإنتهازية الخالد "أرض الله الواسعة" . * المنطق التبريري و المتهرب لا يعدم إجابات وكليشيات جاهزة للإجابة عن إنبطاحه, فبالأمس القريب رفعت شعارات طي صفحة الماضي, أرادت مصالحة الجلاد مع هذا الشعب , تحولت إلى "أن العهد الجديد لا يستقيم و مطاردة الساحرات" إلى عفا الله عما سلف و"احنا اولاد اليوم" إلى عودة ظهور العفاريت و التساميح و جيوب المقاومة و مناهضي التغيير , و هي شعارات تدعي التوجه نحو التغيير لكن دون تحديد في اي اتجاه,بل إنها لا تعدو أن تكون شعارات للإستهلاك اليومي لتبرير الخط الإنتهازي الذي إختارته,و هو تعبير منطقي و تتويج عملي لحدودها السياسية و التنظيمية, إنه ضيق أفق معرفي و فكري لا يجد الشجاعة الأدبية لإعلان فشله. وهو بهذا الموقف يصر على خدمة النقيض الطبقي راضيا بالدور المختار له بعناية و الجلوس في قاعة الإنتظار الكبرى كي ينعم عليه (بالضم) بإكراميات أو عطايا قد تكون دورا أو مسؤولية في مؤسسة ما.
و في إنتظار ذلك فليعش بيننا الرفيق سيدي موح القائد العمالي و الأممي و لكل رفاقه المخلصين بات السؤال الجديد المتجدد ما العمل. الشهيد بمعتقله الأخير لخص الإجابة في قولته الشهيرة " أنتم الأمل" فلنكن ذلك الأمل , المجد و الخلود لكل شهداء الوطن و لكل المهرولين المنبطحين نردد مع الشهيد لن تمروا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا