الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لن أنتخب السيسى

داود روفائيل خشبة

2014 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



أبدأ بالتوضيح الذى أحرص على تكراره وتوكيده دائما/ أنا لا أقترب من السياسة مدّعيا علما أو معرفة أو خبرة، فليس لى نصيب من ذلك، قأنا لست حتى متابعا لمجريات عالم السياسة، إنما أنا إنسان مهموم بهم الإنسان من حيث هو إنسان، وبشكل خاص بالطبع بهَمّ الإنسان الذى هو أقرب إلى، إنسان بلدى الذى يرزح تحت أثقال ثقال. فإذا كتبت فى الشأن السياسى فإنما أعبر عن موقف شخصى تمليه علىّ انطباعات تـُقحِم نفسها على وعيى وفكرى رغما عنى.
لماذا إذن لن أنتخب السيد عبد الفتاح السيسى ولا أتمنى أن يفوز فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة؟ قبل أن أجيب على هذا السؤال أقرر أنى لا أنكر فضل السيسى فى تأييد ودعم الحركة الشعبية التى هبّت فى وجه الحكم الطاغى العاجز البليد الذى ابتلينا به حين تمكـّن الإخوان المسلمون أو مُكـِّنوا من الاستيلاء على السلطة. ذلك فضل للسيسى لا ينكره عاقل أو منصف. ولقد عبّرنا عن شكرنا وامتناننا للسيسى على قياه بذلك. فهل نحن مطالبون بأن نكافئه بالتسليم له برئاسة البلاد؟ إنه حين فعل ذلك – ومع افتراض حسن النية ودود النبش فى الدوافع والغايات المكنونة – كان يؤدّى واجبه وله الشكر، وإن قيل لا شكر على واجب. إنما الاختيار لرئاسة الجمهورية فله حسابات أخرى.
يقول مؤيّدو السيسى إنهم يريدونه رئيسلا لقدراته التى أثبتها فى موقعه كقاثد عام للقوات المسلحة. أنا لست مؤهلا للحديث عن قدراته العسكرية، لكن نجاحه فى القيادة العسكرية، إن سلـّمنا له بذلك النجاح، شىء، والنجاح فى تسيير شئون الدولة شىء آخر. كان حسنى مبارك، على حدّ علمنا، قائدا عسكريا ناجحا، قام بدور محمود فى حرب 1973، لكنه كرئيس للدولة أوقعنا فى مساتقع التخلف ورجع بنا فرناوربما فرونا للوراء فى مجالات عديدة.
إن عبد الفتاح السيسى فى كل ما سمعناه منه فى أحاديثه وخطبه العامة يخاطبنا بلغة عاطفية، يخاطب عواطفنا ولا يخاطب عقولنا، وما كنا لنحاسبه على ذلك لو أنه أتبعه بخطاب يحدد فيه أوّلا المشاكل التى سيوليعا أولوية خاصة إذا ما تولى مقاليد الأمور، ثم، وهو الأهم، يحدد المستهدفات والوسائل والآليات لتحقيق تلك المستهدفات. وفى تحديد تلك الوسائل والآليات يجب أن بكون واضحا دون لبس فى تحديد مَن سيتحمل عبء تكلفة كل ذلك؟ هل هم أصحاب المال والأعمال، أم يخفـَّف العبء عن هؤلاء بزعم الحرص على اجنذاب الاستثمارات؟ هل يتحمّل العبء الفقراء ومتوسطو الدخل الذين لا يكادون أن يجدوا ما يفى بحاجات العيش الأساسية؟ لماذا أتوجّس من أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة مخيّبة للآمال؟ لأن السيسى حتى الآن على ما يبدو يتجنب الإفصاح عن موقفه منها.
بالإضلفة لذلك هناك أسئلة، قد تكون محرِجة، لكن بغير أن نلقى عنها إجابات وافية، فإننا لا يمكن أن نطمئن إلى أن السيسى يصلح لرئاسة الجمهورية.
لقد كان السيسى فى موقع مسئولية من قبل يناير 2011 وطوال فترة تولى المجلس العسكرى ثم فى عام حكم مرسى، وعلى امنداد تلك السنوات حدث ظلم كثير وقمع واتهاكات لأيسط حقوق الإنسان، فماذا كان نصيب السيسى فى كل ذلك؟ ما موقفه منها؟ ما تفسيره وما تبريره؟ من واحبه أن يجيب فإنه لا يستطيع لا أن ينكر ولا أن يتجاهل كل ذلك؟
طوال تلك السنوات أيضا التى كان فيها السيسى فى موقع مسئولية حدثت اختراقات خطيرة لحدودنا الشرقية والغربية وتفـّقت إلى داخل البلاد أسلحة ودخل مسلحون. ما مسئولية السيسى عن ذلك؟ ما تفسيره لعجز فوى الأمن عن صدّ أو وقف ذلك التدفـّق الرهيب؟
منذ 3 يولية 2013 علا صوت أحزاب الإسلام السياسى (باستثتاء الإخوان بالطبع)، وكلها أحزاب تأسست بالتحيل على الفانون الذى يرفض قيام الأحزاب على أساس دينى. ما دور السيسى فى ذلك وما موقفه منه وماذا هو فاعل إزاءه إن تولى رئاسة الجمهورية؟
طوال تلك السنوات وحتى الآن، بل ربما بشكل أخصّ الآن، تتوالى حالان الاعتقال العشوائى والحبس الذى يتجاوز الحدود التى يرسمعا القانون. كلنا نغرف أن الكثير من الأبرياء يعتقلون عشوائيا، وأكذوبة أن ليس هناك معتقلون بل محبوسون على ذمة التحقيق أكذوبة مفضوحة، فكانا نعلم أن قوائم التهم الجاهزة تستخدم لاختلاق ستار قانونى يزيّف الحقيقة. ما موقف السيسى من كل ذلك وماذا سيفعل إزاءم إذا ما تولى رئاسة الجمهورية؟
هذه تساؤلات إن لم نجد لها إجابات مقنعة فإنى أكون مذنبا فى حق الوطن وحق المواطنين وحق نفسى إن انتخبت السيسى.
القاهرة، 10 أبريل 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حان الوقت لنبذ الطرق التقليدية في تقديم المرشح نف
يوحنا ( 2014 / 4 / 11 - 04:08 )
انتقاء الجمل والشعارات المعسولة وبذل أموال أكثر من إمكانيات البلد وإمكانيات المرشح وشراء أصوات الناخبين وخطابات حماسية وبرامج ووعود بربيع عربي وسلام وحقوق الإنسان وحرية وديمقراطية ومقولة باراك اوباما نعم نستطيع. يجب أن لانعول عليها بل علينا أن نرفضها نهائياً ونرفض من يتاجر بالكلام والوعود بالجنة والأزاهير والمعجزات وحل المشاكل التي ستهبط على الشعب مع نجاح المرشح الذي ليس فقط لايتحقق منه شيء بل يكون التنفيذ على أرض الواقع محسوبية أكبر وضغوط أكبر وعجز أكبر وكذب ودجل وهدر وسرقات بالعلن والخفاء. التجارب أثبتت أن دجل ووعود المرشح في كل دول العالم من أعلاها إلى أدناها تذهب أدراج الرياح مع انتهاء الإنتخابات وحلول الجد ولايُعتمَد عليها في تقييم المرشح . وبرأيي تقييم المرشح يجب أن يعتمد ليس على تقديم المرشح لنفسه في فترة الإنتخابات كسلعة تشترى وتباع بل سيرته ماقبل الإنتخابات بكثير. سيرة حياته من مراحل دراسته وعمله وعلاقاته وتعامله في حياته. هي الحقيقة التي ترسم طريق المستقبل
يتبع


2 - حان الوقت لنبذ الطرق التقليدية في تقديم المرشح نفس
يوحنا ( 2014 / 4 / 11 - 04:12 )
تابع
السيسي ليس رجل كلام وقد قالها وكررها بأنه جندي يدافع عن الوطن وأثبت ذلك بالفعل وتحدى العالم كله وعرَّض نفسه للخطر وهو أهم ماتحتاجه مصر في أخطر مرحلة تمر بها ويمر بها مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي خفاياه أخطر بكثير من المعلن منه. السيسي هو رجل المرحلة الفعلي وليس تاجر كلام الذي يبهر كالوردة التي تتفتح ثم تذبل. السيسي صادق عملي متواضع لايريد أن يعد بأكثر مما يستطيع أي إنسان بمفرده مالم يأخذ كل فرد على عاتقه مسؤولية أن يكون جندياً يقوم بما تملي عليه مؤهلاته من عمل وليس الإنتظار من رئيس الجمهورية وتحميله كل هذا العبء الخطير. مصر في خطر لايقل عما يجري في سوريا ودول الربيع العبري وأهم عمل هو الكشف عن العملاء الخونة والإرهاب المدعوم من الخارج والداخل. وهذا لايمكن إنجازه إلا بقيام كل بيت بدوره كجندي متطوع لتطهير البلد من الجواسيس والخونة والإرهابيين. هذا هو أهم عمل حتى تهدأ مصر وتفكر أن تبدأ بالبناء


3 - الرئيس المؤمن
باسم ( 2014 / 4 / 16 - 16:26 )
السيسى قام بتقبيل كتاب الله على التلفاز فى بث حى على القناة الثانية. اعتقد ان دى رسالة واضحة لكل من -اختصه- الله بشئ من الفهم. و اللى مفهمش عنه مفهم.

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو