الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الرابعة لرحيله.. محمد بوكرين مدرسة للكفاح تأبى النسيان

ابراهيم أحنصال

2014 / 4 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تخليدا للذكرى الرابعة لرحيل الفقيد محمد بوكرين، نظم رفاقه زيارة جماعية لقبره يوم الأحد 06 أبريل 2014 لتأكيد الوفاء والاخلاص للقيم النضالية التي ضحى وكرس حياته من أجلها، ولتجديد العهد للسير على نهج الشهداء والمكافحين حتى تحرير الأرض وتحرر الإنسان. إن استحضار هذه الذكرى ليس من باب اجترار الماضي بل لاستلهام الدروس وحفظ الذاكرة الكفاحية، وصيانة الارث النضالي للرفيق بوكرين وكل الشهداء من أي استغلال أو توظيف انتهازي كما حصل ولا زال يحصل من طرف أحزاب البرجوازية الصغيرة وملحقاتها النقابية والجمعوية، التي تبخس وتهين كل تلك التضحيات الغالية وتمارس الاغتيال السياسي في حق هؤلاء الشهداء.

إن ذكرى رحيل بوكرين تبقى مناسبة لأخذ العبر من صموده الأسطوري في وجه القمع بشتى أنواعه، منذ الحقبة الاستعمارية التي تصدى لها كمقاوم في إطار "المنظمة السرية"، ثم مواجهته المبكرة للاستعمار الجديد ووكلائه دون أن ينخدع لصيغة الاستقلال الشكلي ولشعارات الحكم التضليلية. ومرجع ذلك قناعاته الاديولوجية والسياسية المبنية على أسس الفكر الاشتراكي العلمي، وربطه لتلك القناعات بالممارسة العملية على أرض الواقع وعلى كافة المستويات. ومن هنا وجب التذكير بتعرضه للاعتقال على إثر انتفاضة 17 مارس 1960 التي قضى بشأنها 7 سنوات ليتكرر اعتقاله وتعذيبه بمراكز سرية وإخضاعه لمحاكمات صورية: (1973، 1980، 1982، 1983، 2007)، ليستفرد بلقب معتقل الملوك الثلاثة بما يؤكد استمرارية النظام السياسي اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.

كما يستفاد من السيرة النضالية للرفيق بوكرين رفضه الحاسم لأي شكل من التعايش مع الانتهازية بمختلف تلاوينها سواء كانت في صيغ: أنصاف حلول، التحريفية، التصفوية، الخيانة. ويتجلى ذلك في خوضه للصراع التنظيمي والسياسي والاديولوجي سواء في نقابة الاتحاد المغربي للشغل أم في نقابة كـ.د.ش التي تعرض فيها لكل ضروب الحصار من جانب زمرة الارتزاق والانحراف النقابي وعلى رأسها (الأموي محمد)؛ وكذلك في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية إلى أن شارك في قرارات يوليوز 1972، ثم الاتحاد الاشتراكي الذي ستقوم قيادته بالزج به في السجن خدمة لمخطط نظام الحكم. ويستمر نفس الصراع داخل حزب الطليعة ليحتدم مباشرة بعد المؤتمر الوطني الرابع في دجنبر 1993، مما اضطره مغادرت الكتابة الوطنية قسرا ليفك الارتباط نهائيا بهذا الحزب في 2003، وعَبَّرَ عن ذلك بمرارة في قولته الشهيرة: "راكم كاتصمرو في البغل مَيّت!" ورغم ذلك لم تتورع هذه الانتهازية اليمينية المتأصلة في استدعاء تاريخ الرفيق بوكرين لاستغلاله واستثماره في الحملة الانتخابية لصيف 2007، في الوقت الذي كان فيه معتقلا بسجن بني ملال تحت ذريعة "إهانة المقدسات" محكوما عليه بثلاث سنوات نافذا.

رغم الشعور بفداحة الخسارة في رحيل الفقيد بوكرين لاسيما والجماهير ما تزال تئن تحت شراسة القمع، إلا أن مثله وأحلامه وتطلعاته لن تموت ستبقى خالدة. فقد ظل في نضاله الدؤوب وكفاحه المرير واضحا في اختياره الأيديولوجي الاشتراكي العلمي وحاسما في الخط السياسي ذي الإستراتيجية الثورية. وكان يؤكد دوما على خوض الصراع الطبقي في أبعاده الاقتصادية -الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية، تلك الأبعاد المرتبطة ارتباطا وثيقا والتي كان دوما يقول بشأنها: أن التفريط في أحدها يفقد المناضل الوضوح في الرؤية. وتبقى السيرة الثورية للمناضل محمد بوكرين مفتوحة للقراءة لاستلهام الدروس وأخذ العبر. ولا يسعنا إلا أن نردد مع الفقيد قولته: «لكل عصر خونته ومنبطحوه كما له أبطاله ورجاله، لكل ثورة ثورة مضادة، وأن التناقض هو ضامن من حركية التاريخ».

رفاق بوكرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار