الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجية

حسين عوض

2014 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الاستراتيجية

الاستراتيجية (Strategy)مشتقة من الكلمة اليونانية Strato وتعني جيش او حشد, ومن مشتقات هذه الكلمة
Strategoتعني فن القيادة ومن مشتقاتها كذلك Stratagem وتعني الخدعة الحربية, ولم تكن كلمة ستراتيجية مستخدمة حتى نهاية القرن الثامن عشر تقريبا, وكان اللفظ المستخدم لوصف ادارة الحرب هو فن الفروسية وفيما بعد اصبح المشاهير وعلى رأسهم (ميكافلي) يستخدمون وصف فن الحرب.
اول من استخدم لفظ استراتيجية الكاتب الفرنسي المختص في الشؤون العسكرية (جولي دي ميزروا) قبل الثورة الفرنسية عام 1789.
القرار السياسي او الاقتصادي المهم يوصف بأنه استراتيجي, ويطلق كذلك على الاسلحة المتطورة, وتوصف الموارد والسلع الاقتصادية بأنها استراتيجية كالنفط, وكذلك نمط من التفكير او الدراسات المتخصصة يوصف بأنه تفكير استراتيجي او دراسات استراتيجية, وتعتبر الاستراتيجية ذو اصل عسكري.
قام ميكافيلي بتأليف كتاب بعنوان (فن الحرب) وقد عرف كلاوزفيتز الاستراتيجية بأنها (نظرية استخدام الاشتباك للوصول إلى هدف الحرب) وهذا يعني أن الاستراتيجية تضع خطة الحرب وهدفها, وعرفها (ريمون أرون) بأنها قيادة مجمل العمليات العسكرية, وبذلك تعتبر الاستراتيجية ذو اصل عسكري .
لقد حقق الصهاينة نصرا عسكريا على ثلاث جبهات عربية (السورية والمصرية والاردنية) وذلك في الخامس من حزيران عام 1967 إلا أن هذه الانتصارات لم تمكن اسرائيل في فرض ارادتها على العرب, ومنعهم من مواصلة القتال واجبارهم على قبول اسرائيل والاعتراف بها, أما حرب عام 1973 كانت حرب تحريك وليست حرب تحرير كما تدعي الأنظمة العربية الشمولية لأنها لم تحقق المطلب القومي استراتيجيا, وهو تحرير كامل التراب العربي الفلسطيني ويعتبر الهدف الاستراتيجي على الصعيد القومي العربي, كما أن العمليات العسكرية الأمريكية في فيتنام لم تحقق الغرض السياسي للولايات المتحدة الأمريكية.
إن التعريفات التي سبقت لا تمثل إلا جانبا واحدا من جوانب الاستراتيجية, ومن ابرز من عرف الاستراتيجية تعريفا يقترب إلى ما تعنيه الحقيقة هو الجنرال (اندريه بوفر) وعرف بوفر الاستراتيجية هي فن استخدام القوة للوصول إلى الهدف السياسي .
إن ربط الاستراتيجية بالنشاط الحربي يعبر عن واقع المجتمعات حيث كانت تعيش اوروبا حروبا طاحنة لتحقيق اهدافها السياسية, وبناء الدول لايقوم على قاعدتها العسكرية فقط وانما على قوة بنيان القاعدة الاقتصادية والاجتماعية, واصبحت الاستراتيجية ذات طبيعة شمولية عندما اصبحت الاستراتيجية قومية بالمعنى والمضمون, وبذلك ارتبطت الاستراتيجية بالسياسة العليا للدولة, وتجمع بين الهدف والوسيلة من خلال التخطيط أي أن التخطيط هو الذي يربط بين الهدف والوسيلة, فالاهداف تبقى معطلة ما لم تتوفر القدرة على توظيف الوسائل لبلوغ الأهداف المراد تحقيقها, وتنطوي القدرة على فن استخدام الوسيلة أي المهارة وبذلك تكون الاستراتيجية عبارة عن خطة شاملة تنطوي على فن استخدام الوسائل لبلوغ الأهداف.
لذلك فان الاستراتيجية تابعة للسياسة ونابعة منها, فالسياسة هي الوسيط الذي ينشأ فيه الفعل الاستراتيجي هدفا وتخطيطا ووسيلة, يحدد ريمين أرون العلاقة بين السياسي والاستراتيجي بقوله (إن الفكر الاستراتيجي يتحدد بالمشكلات السياسية) وتهتم الاستراتيجية بالوسائل وليس فقط بالأهداف فتحديد الأهداف وان كانت الاستراتيجية مسؤولة عن انجازها إلا انها وظيفة السياسي أي أن تحديدها يدخل في صلب اختصاصه.
تنطلق الاستراتيجية من قوانين التطور الاجتماعي والسياسي, وتختلف عن كافة العلوم لأن بامكانها الاستفادة من جميع العلوم, وهي بحاجة للعلوم التجريبية من أجل تطوير وتقييم قاعدتها التقنية وبحاجة للاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم التاريخ.
لقد تطورت الاستراتيجية في الحياة المعاصرة, وضمن تطور النظرية الاستراتيجية لم يرفض مصدرها القديم.
إن علم الاستراتيجية بحاجة إلى علم التكتيك, وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر تم تطوير فكر تكتيكي مستقل. ونخلص إلى القول:- (لابد من تبني رؤية متطورة من العلم العسكري للوصول إلى علم الاستراتيجية) وهناك عالمية لعلم الاستراتيجية, فالاستراتيجية بحاجة إلى تعميق معرفي وتاريخي مع ضرورة استجابه الفكر الاستراتيجي رغم الاختلاف الكبير بين الحضارات يوجد عوامل متشابهة, وجرت المقارنة للنظرية العسكرية في اليونان القديم وفي الصين, ويستوجب ذلك أن يستفيد الفكرالاستراتيجي من مختلف الخبرات.
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة