الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العنف الطلابي، والحلول البئيسة التي تغذيه..

وديع السرغيني

2014 / 4 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في إطار الرد على ما تعرض له طالبين محسوبين على فصيل "اليسار التقدمي"، أقدم حزب "النهج الديمقراطي" باعتبار انتماء الطالبين لصفوفه، على خطوة خطيرة، أثارت النقاش والجدل في صفوف الحركة الطلابية وعموم الحركة الديمقراطية والتقدمية.. حيث التجأت قياداته للجهات الرسمية وطرقت أبواب الحكومة مراسلة كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير العدل ووزير التعليم العالي، محملة إياها مسؤولية ما تعرض له طلبة الحزب من اختطاف واستنطاق.. الشيء الذي عبّرت عنه الرسالة بوضوح حين طالبت "باتخاذ المتعيّن" في حق من أسمتهم بالعصابة الإجرامية المدججة بالسيوف والسكاكين.. متهمة الأجهزة الأمنية بالتلكؤ وبإهمال شكايات الضحايا المتراكمة، ودعوتها لتدخل هذه الأجهزة لتصحيح الأوضاع وبالتالي حماية أرواح مناضلي الحزب..الخ
أمام هذا الحدث الخطير والذي لا يقل خطورة عن اختطاف طالبين، قبل أن يكونا مناضلين، من طرف ما سمّي بالعصابة وهي في الحقيقة مجموعة طلابية أخرى لها أفكارها ومواقفها السياسية وممارستها النضالية في الجامعة التي قد تروق أو لا تروق للعديد من الفصائل الطلابية أو السياسية في الجامعة وخارجها.. وبالتالي، وفي رأيي المتواضع، "فالنهج الديمقراطي" باعتباره مكون من مكونات الحركة الديمقراطية التقدمية، كذلك الشأن بالنسبة لفصيله الطلابي "اليسار التقدمي"، لزمه التريث وعدم الانزلاق لهذا المستنقع بإعمال العقل وعدم الانسياق وراء ردود الأفعال.
فمبدئيا يجب على جميع الفصائل التقدمية نبذ هذا الأسلوب الشنيع والإرهابي الذي يعمد بجميع الوسائل إلى إسكات الأصوات المخالفة للرأي السائد في جامعة أو كلية من الكليات، هذا الوضع الذي ينسحب على غالبية الجامعات ولا تنفرد به جامعة وجدة أو سلوان، فهو موجود ومنذ سنوات بكل من فاس ومكناس وتازة والراشيدية ومراكش وأكادير.. وإن كان متفاوت الحدة والانتشار فذلك راجع إلى المراجعة التي قامت بها بعض المجموعات والفرق الطلابية المناضلة والتي تآزرت فيما بينها ونظّمت ندوة طلابية تاريخية 23 مارس لهذا الغرض مترقبة أوضاعا أخطر مما وقع للطالبين بموقع وجدة.
فلم يكن شعار نبذ العنف بين الفصائل الطلابية التقدمية، شعارا للاستهلاك والتميز فقط، بل كان شعارا معبّرا على تدني الأوضاع الديمقراطية والرفاقية فيما بين الفصائل المعوّل عليها لاستنهاض الفعل الطلابي الجماهيري، دفاعا عن الحق في التعليم وحماية لحركة الجامعة.. كان وما زال شعارا مرحليا في اتجاه النضال وبدون هوادة، من أجل القضاء على جميع أشكال العنف في صفوف الطلبة، واعتماد النقاش الفكري والسياسي ليس في صفوف الحركة التقدمية والديمقراطية وفقط، بل حتى لمقارعة الأفكار الرجعية والمحافظة واللبرالية والظلامية.. حتى.
فلا يجب، وتحت أي مرر كان، المقامرة بحركة الجامعة عبر الدعوة لاستتباب الأمن، فذلك الذي أريد به باطل هو ما تشبث به وما زال بنكيران ومن معه لتصفية الفصائل الطلابية المناضلة.. فلا يمكن القبول بفكرة انعدام الخيارات وصعوبة الحوار والتواصل مع بعض المجموعات الطلابية، التي اختارت هذا الأسلوب لفرض سيطرتها على بعض المواقع الجامعية، هناك أساليب كثيرة ومتنوعة علينا اختيار الأقل ضررا منها، دون اللجوء للأجهزة القمعية أو للدولة ومؤسساتها، ودون اللجوء كذلك لردود الفعل الانتقامية والعنيفة.
هذا لا يعني أننا نطالب "النهج الديمقراطي" بالتنازل على حقه وحق رفاقه المعنّفين، بل هي فرصة من ضمن فرص عديدة أهملها "النهج الديمقراطي" والجمعية الحقوقية الموالية له، والتي سقطت فيها أرواح وشوّهت فيها أجساد بالسواطير والسيوف وعبر الإحراق، ومنع فيها الطلبة من التسجيل ومن اجتياز الامتحانات.. من طرف جهات طلابية معروفة "للنهج" وتيارات سياسية تقاسم "النهج" "النضال الحقوقي والإنساني" وتدعم العنف بالجامعة بكل وقاحة.
وفي نظري المتواضع، يجب فتح نقاش واسع وخارج الجامعة بين جميع الفصائل التقدمية والديمقراطية جمعها ودون إقصاء أي كان، حول الأوضاع الجامعية وآفاق النضال الطلابي، يجب كذلك فتح الحوار واعتماد جميع سبل التواصل مع هذه المجموعات التي ما زالت متشبثة بخيار العنف داخل الجامعة لتصفية الخلافات و"لتحصين المواقع"، يجب الدفاع وبدون هوادة، عن حرمة الجامعة والنضال ضد أي تدخل قمعي، يجب ضد جميع الدعوات التي تشرعن تدخل القمع بمبررات بلهاء ـ كاستتباب الأمن ـ يجب توسيع مجال نشاط لجنة متابعة خلاصات ندوة 23 مارس، يجب الإشادة بالتطور الملموس الذي حققته فصائل هذه اللجنة، حيث تراجع العنف بشكل كبير وملموس، وحيث تطور النقاش داخل الفضاء الجامعي بشكل خاص داخل الحلقيات التي أصبحت تجمع أكثر من فصيل طلابي.. وبالتالي فهذه اقتراحاتي في الموضوع انسجاما مع دعواتي لنبذ العنف ومنذ سنوات في إطار متابعتي للشأن الطلابي ولنضال الحركة الطلابية، لأذكـّر الرفاق في "النهج الديمقراطي" بأن السبق في ممارسة العنف والتشويه الجسدي للمناضلين المخالفين لم ينشأ مع هذه المجموعة المنتمية صراحة لحركة "البرنامج المرحلي" ـ سميتها بالحركة بعد ان انشطر الفصيل لمجموعات، مجموعة الشرق ومجموعتي فاس ألف وباء، ومجموعتي مكناس الراشيدية ألف وباء، دون الإشارة لمن قطعوا صلاتهم نهائيا "بالبرنامج" ـ بل برز لأول مرة سنة 86 وبمدينة وجدة بالذات، حين كان تيار "النهج الديمقراطي" ما زال قيد التشكل وحين كان مناصرا حينها لوثيقة "الكراس" الشهيرة، والتي استلزمت منذ ذلك الوقت السلاسل الحديدية والسكاكين المشحوذة لمواجهة المعارضين للهيكلة الفوقية وللتحالف مع القوى الإصلاحية والمتخاذلة ـ الاتحاد الاشتراكي ومنظمة العمل وحزب التقدم والاشتراكية ـ من أجل استرجاع شرعية اتحاد الطلبة إوطم وهيكلته وعقد مؤتمره الاستثنائي.. فكانت أو من هنا ابتدأت حكاية البرنامج المرحلي وما تلاها من إنجازات وإخفاقات، وجب النظر إليها وتقييمها بكل موضوعية وتمعن.
مناشدتي في الأخير لجميع الرفاق الذين يتخذون من العنف وسيلة لحل الخلافات الطلابية والفصائلية، بأن يراجعوا مواقفهم وممارساتهم، فالأيادي ما زالت ممدودة وباب النقاش والحوار والتنسيق، مفتوح في وجهكم كما في وجه الجميع لكي تعبّروا عن آرائكم وتصوراتكم لتنظيم العمل الطلابي الإوطمي، وللنهوض بالنضال الطلابي بما يخدم مصلحة الجماهير الطلابية والنضال التحرري المغربي. فإن كنتم تعتقدون أن العنف مبدأ من مبادئ الاتحاد فإنكم مخطئون، وإن كنتم تعتقدون أن العنف ممارسة من صميم مبادئ "الطلبة القاعديين" فإنكم مخطئون، وإن كنتم تعتقدون أن العنف ممارسة ثورية أو ماركسية لينينية فمرة أخرى مخطئون. فالفضاء الجامعي يجب أن يبقى مفتوحا لجميع التعبيرات الطلابية عامة، وإذا كان هناك من طموح لاسترجاع إوطم كاتحاد للطلبة إوطم الجماهيري والديمقراطي، فيجب الشروع فورا في بناء لبناته حجر على حجر، بما يضمن التجسيد الفعلي لمبادئه الأربعة الجماهيرية والديمقراطية والتقدمية والاستقلالية.
وديع السرغيني

12 أبريل 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة