الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المياه ........الحرب ألافتك في العراق

سعد عزت السعدي

2014 / 4 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد ويلات الحرب الطائفي حرب التهجير ألقسري ومسلسل السيارات المفخخة والاغتيالات والعبوات الناسفة وغيرها من وسائل القتل المجاني تظهر لنا كل يوم وسيلة او طريقة جديدة يتفنن بها القتلة في العراق .
فمنذ سقوط النظام العراقي السابق اتجهت بوصلة العراق إلى الموت والدمار بشتى أنواعه, فمع ضعف الحكومة المركزية في بغداد وعدم قدرتها على السيطرة على كامل التراب العراقي أن كانت سيطرة سياسة او أمنية بسبب الخلافات بين أقطاب النظام السياسي القائم , فالقيادات السياسية الحاكمة قد تخندقت وراء التكتلات الطائفية والحزبية والقومية مما شتت المجتمع العراقي إلى طوائف وملل متنازعة وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن .
قيل سابقا أن حروب القرن الواحد والعشرين هي (حروب المياه) بسبب ما يشهده العالم من انحسار للمياه الصالحة للشرب .إن احتكار المياه في المستقبل ستشعل معها الحروب الدولية والنزاعات بين الدول المشترك في الأنهار والبحيرات وغيرها .
فبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق وانهيار الدول العراقية بكافة أركانها استغلت دول الجوار الجغرافي للعراق هذا الانهيار لتقوم بخرق الاتفاقات الدولية فيما يخص تقاسم المياه والحصص المتفق عليها لتقوم تركيا بناء السدود على نهري دجلة والفرات وتقوم ايران بقطع بعض الأنهر الفرعية التي تنبع منها وتصب في محافظة ديالى وغيرها من التجاوزات على حصة العراق من المياه العذبة من نهري دجلة والفرات .
لم يستطع القائمون على السلطة في العراق من معالجة هذه المشاكل ولو بالطرق الدبلوماسية بسبب المشاكل الجمة التي تعاني منها العراق على الصعيد الداخلي والخارجي.
إما في العراق فيبدو أن مشكلة المياه التي كانت خارجية قبل سنوات قليلة أصبحت وبفعل التخلخل الأمني والنزاعات السياسية صارت مشكلة داخلية وورقة ابتزاز وضغط على المجتمع العراقي بأسره وليس على الحكومة في بغداد فقط قبل أشهر قليلة مع تصاعد الخلافات مع كردستان العراق بسبب تصدير النفط المنفرد من قبل حكومة الإقليم وتفسيرها لنصوص الدستور كما تشاء وتبرم اتفاقيات وعقود ثنائية فيما يخص منها الثروة الطبيعية في العراق إضافة إلى مشكلة الموازنة الاتحادية ألتي لم تقر ونحن في أواخر أيام الدورة التشريعية للبرلمان.
حيث قامت حكومة اربيل بإغلاق سد دوكان الذي يقع في محافظة دهوك مما تقطع المياه عن محافظة صلاح الدين وديالى امتدادا إلى وسط وجنوب خارطة العراق في محاولة منها للضغط وبشكل سلبي ومعيب من اجل تمرير الموازنة وكما يشتهيها الأكراد او السماح لهم بتصدير النفط إلى تركيا كما يشاءون .
حتى أثار هذا الإجراء امتعاض الرأي العام العراقي بكافة أطيافه إضافة إلى الضغط الأمريكي من اجل إعادة فتح بوابات السد التي فتحت بعد أيام من إغلاقه وبنسب اقرب إلى النصف منها إلى ما كان عليه تدفق المياه سابقا .
وعلى الجانب الغربي من العراق وتحديدا في محافظة الانبار التي تشهد عمليات عسكرية واسعة ينفذها الجيش العراقي في ملاحقة التنظيمات المسلحة في مناطق الانبار ومنها الرمادي والفلوجة التي مازالت محاصرة ولم يقوم الجيش باقتحامها لحد ألان .
حيث تعد الفلوجة واحدا من المعاقل الرئيسية للمسلحين في الانبار حيث قام هؤلاء المسلحين قبل أسابيع وكما أشارت الإنباء إلى قيامهم بإغلاق سد الفلوجة وبالتالي قطع وصول المياه إلى وسط وجنوب العراق مما ادخل مسالة المياه وبشكل جدي إلى قائمة الحروب المتعددة في العراق وقيل لاحقا أن عشائر الانبار قد فتحت بوابات السد وتناولت معلومات صحفية عن إغلاق سد حديثة والثرثار في صلاح الدين من قبل المسلحين أيضا .
إذن نحن إمام حرب شاملة مدمرة تدخل كل بيت عراقي ولا يستثنى احد منها فالمياه هي عصب الحياة ودونها يموت الشجر قبل البشر .
فلابد للحكومة العراقية او الحكومات القادمة على العراق أن تكون أكثر جدية وصرامة واشد حزما في اتخاذ المواقف السياسية والعسكرية أن تطلب الأمر من اجل عدم تكرار مثل هذه الأفعال التي تهدد الشعب العراقي بأكمله وان لا تكون الثروة المائية هي إحدى وسائل الحرب او النزاع او الضغط القائمة في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال