الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقطة نظام: فرع -الاتحاد الاشتراكي- بآسفي : تجديد بنكهة غير شرعية

رشيد عوبدة

2014 / 4 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



دي توكفيل " إن الناس لا تفسُد بممارسة السلطة ولا تفسُد بالخضوع للسلطة، وإنما تفسُد بممارسة سلطة غير شرعية وبالخضوع لسلطة غير شرعية "
في ركن محتشم من الذاكرة، انزوت لحظات بئيسة كان المأمول ألا يعيدها التاريخ من جديد، تجاوزنا الشهرين و النصف على الحدث، الذي أحدث رَجَّة قوية داخل فرع "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بآسفي، و العملية التنظيمية بهذا الفرع لم تتم بعد، إذ لا زال المتتبع للشأن الحزبي المحلي يتذكر يوم 16 فبراير 2014 بالمسبح البلدي، والذي عاش فيه الاتحاديون على وَقْع تبخيس لذكائهم وكبريائهم، بعدما عرفت لحظة تجديد فرع المدينة عدة خروقات كنا قد اشرنا لها في مقال سابق، خلال تلك اللحظة المفصلية توقف كل شيء على مستوى الفرع بانتخاب تحيط به عدة "شبهات" _ حسب عدة مصادر اتحادية _ للسيدة "لطيفة الزيواني"، و التي فشلت لحد الان في لم شمل الفرع الحزبي و رأب تصدعاته البنيوية، بل أدى الحدث الأخير الى تفكيكه و زعزعة "روحه" الشكلية على الاقل .
إن عدم استكمال هيكلة الفرع بعد مرور اكثر من شهرين على انتخاب كاتبه له دلالتين : الاولى أخلاقية تتلخص في أن عدم قبول المناضلين الاتحاديين بممارسات "الأحد البئيس"، و توقف الأجهزة الساهرة على عملية التجديد، يوحي أن هناك اعتراف ضمني بالخروقات و إلا ما الداعي الى توقيف العملية في عرس تنظيمي يشهد له الطرف الاخر بالاحتفالية، و الدلالة الثانية سياسية بحكم ان عدم القدرة على خلق توافق سياسي حول المنتخبة لقيادة الفرع معناه في عرف الاحزاب التي تحترم مناضليها و تحمل مشعل الديمقراطية ، الانسحاب بشرف أو الاستقالة.
و بالرجوع الى الوضع التنظيمي للكتابة الاقليمية التي اشرفت على العملية برمتها بما فيها تجديد الفروع التابعة للإقليم يتضح أنها من حيث المبدأ لم تعد شرعية بحكم تجاوزها للمدة القانونية، فهي منتخبة منذ المؤتمر الاقليمي الخامس الذي مر عليه أكثر من اثنا عشرة سنة، بل ان أعضاءها منهم من غادر ووقع مع المنسحبين، ومنهم من قاطع أشغال التجديد، ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا...، وحسب تصريحات بعض الاتحاديين فقد دعا السيد الكاتب الاقليمي الاعضاء المنسحبين أكثر من مرة بغرض تدارك الخلل و انقاد الحزب على مستوى مدينة آسفي و تم بلورة مقترحين حينها أحلاهما مر إما المشاركة في تشكيلة مكتب الفرع أو إعادة العملية برمتها.
وقد كان الاتحاديون المنسحبون منتصرين للحل الأخير رافضين لكل حل يتجاوز الشرعية و يتغاضى عما وقع من خروقات استهدفت الفرع في الصميم و يتناسى التجييش الذي تساهل معه البعض من قبل الحزب الاشتراكي المندمج، و الذي يرى فيه العديد من الاتحاديين المنسحبين سبب هذه الازمة التنظيمية، بحكم تواطئه مع بعض أعضاء الكتابة الاقليمية و مكتب الفرع السابق .
و تجدر الاشارة الى ان بعض قياديي الاتحاد الاشتراكي بإقليم اسفي كانوا يعلنون عن ارادتهم في تجديد فرع المدينة منذ مدة ليست بوجيزة، حتى قبل انعقاد مجلس فرعهم الاخير ، و كانوا يبحثون عن الية لتجديد المكتب نزولا عند رغبة الاتحاديين لكن شرطهم المعلن عنه "مجازا" كان هو ضرورة توفر "أيادي أمينة" تتسلم الفرع بعد مرحلة التجديد، الا ان المُصَرِّح بهذا الامر لم يترك الفرصة تمر دون ان يعمل على اعادة انتاج نفس النكسة التنظيمية، و قد كانت الفرصة سانحة للبحث عن هذه "الايادي الامينة" مع التحاق "الجيوش المناضلة" للحزب الاشتراكي المندمج، والتي كانت على ما يبدو متهيئة لاكتساب وزن اضافي استعدادا لتحقيق الاكتساح و هذا ما جعل اثر النعمة يظهر عليها.
عجيب ... ان يرى البعض نفسه متعاليا عن الاخرين، و ان يصنع لنفسه "كاريزما بلورية" لا يجوز لأحد أن يخدشها أو يكسرها و أن الاخرين مجرد حَقَدَة وحَسَدَة لأنهم مجرد رعاع وُجِدُوا لخدمة نزواته وتنفيذ أوامره، فمن يمارس السياسة هو من الناس و الى الناس، وان عهد الكاريزما انتهى مع الانبياء والرسل و الديماغوجيين الكبار، و انتهى ايضا بنهاية مرحلة القيادة التاريخية، و ان الكاريزما معطى فطري وهبة طبيعية و ليست متصنعا مكتسبا، فالبعض تحول في زاماننا الى "سيبرمان" قادر على الجمع و التوليف ما بين عدة مهام و مسؤوليات من المفروض فيها انها تطوعية اضافة الى مهام وظيفية من الواجب القيام بها حتى نعطي معنى للنضال الحقيقي، فالبعض اصبح يختزل التنظيم فيه: "فهو التنظيم والتنظيم هو" و الكل خلق لكي يكون في خدمته و تلبية رغباته و كانه "الشيخ" و الاخر مجرد "مريد" ، و الاخطر من كل ذلك ان يتحول الانسان الى مهندس يرسم مكونات الاجهزة قبل ان تعرض على سبورة الاقتراع ...عجيبة هذه الديمقراطية التي ننهل منها ما يخدمنا و نتزايد بها على الاخرين الذين يختلفون معنا في الراي ، بل ان البعض يعتبر ان من كسر الزجاج و كشف الفراغ بانه خط احمر و لا امان له وكانه فانوس السلطة ...فما معنى ان يكون الفرد عضوا في الكتابة الاقليمية لمدة تفوق 12 سنة و عضوا بالكتابة الجهوية لما يفوق 8 سنوات و ان يتحمل مسؤوليات حزبية منذ 1992، بل ان يصير كائنا انتخابيا بامتياز، مشاركا في جميع المحطات الانتخابية الجماعية من 1992 إلى 2009 مرورا بانتخابات 1997و 2002، و ربما لن توقفه صفعة الجماهير الشعبية التي تلقاها الحزب بسببه في الانتخابات الجماعية الاخيرة،و مشاركا ايضا في الانتخابات التشريعية 2003، و هو في كل مرة يقسم بأغلظ الأيمان بأنه لن يترشح لكنه ما يلبث أن يحنث و يخلف وعده.
انه فاعل جمعوي، سياسي، حقوقي، اعلامي و سياسي، إنه يعزز ثقافة الولاء داخل تنظيم حزبي من شعاراته التحديث و الحداثة يُخَوِّنُ خصومه و ينعتهم بالتبعية للسلطة، و كأن هذه الاخيرة اصبحت "سُبَّة"، فعلى الأقل السلطة كما يراها ليست كما يراها الشعب الذي يدرك انها تضمن أمان الناس اذا ما استنجدوا، و تحميه هو حتى وهي تعلم انه يتزايد عليها و يمارس انفصامية سياسية و قيمية مفرطة.
ان المنتوج الحزبي لم يعد مغريا بحكم ان الفرع الحزبي بآسفي هو قطب رحى الحزب اقليميا، ولئن كانت الكتابة الاقليمية على الاقل قد فتحت نقاشا في شخص كاتبها الاقليمي مع المنسحبين بغرض معرفة مطالبهم، و الاستماع لمؤاخذاتهم، فان الجهاز الذي من المفروض فيه التدخل بعد فشلها، هو الكتابة الجهوية لكن حسب بعض المصادر فلم يتم ولو استفسار من الكتابة الجهوية عن سبب الانسحاب، علما أن الكاتب الجهوي للحزب كان حاضرا ابان مهزلة التجديد، بل دافع بقوة عن أحقية الحزب الاشتراكي وعن هويته آنذاك، بل لوحظ آنذاك و هو يصول و يجول في القاعة مترافعا عن "الحق" و رافضا "للباطل"، و الأدهى من كل ذلك أن حتى المكلف من قبل المكتب السياسي بالجهة و بالإقليم لم يتدخل لتحليل الواقع و اقرار حل للمشكل، بل لوحظ شبه اختفاء له في هذه اللحظة المصيرية و كان لسان حاله يقول "السكوت علامة الرضى و القبول".
قبل تلك المرحلة كان بعض اعضاء مكتب الفرع يؤكدون ان التصويت سيكون بالانخراط والمشاهرة فاذا به أصبح "هَمْزَة" أمكن للجميع معها التصويت و إعادة التصويت، ومن غير تدقيق في هوية المصوتين، و تروج اخبار موثوقة الآن أن الحزب المندمج يقترح اتباع "حمية" قاسية جدا يهدف من خلالها تخفيض وزنه من 168 عضوا الى 30 عضوا فقط، و أن مشاركته في عملية التصويت ستكون بأوراق بيضاء لاغية حتى لا يتدخل في عملية تحديد وجهة مكتب الفرع، الا ان الاخطر من كل ذلك هو لماذا اقصاء أطراف دون أخرى، أليس حريا التعامل مع الجميع على قدم المساواة باعتبارهم مناضلين، ثم ماهي المعايير المعتمدة في عملية اقصاء البعض و الاحتفاظ بالبعض الاخر، اليس لمناضلي الحزب المندمج نفس الوزن النضالي؟ !
تجدر الاشارة في الختام الى ان اعضاء مجلس الفرع الفوا ان تفتح مجالسهم و لا تغلق ابدا، فبعد فتح مجلس الفرع 2009 الذي خصص لجلد الذات و التعبير عن حميمية الارتباط بالحزب والتنديد بالحقد و الحسد الذي يحمله البعض في حق البعض الاخر ،ظل المجلس مفتوحا دون ان ينتبه احد الى ضرورة اغلاقه قبل فتح مجلس اخر ، و الان يفتح مجلس فرع لانتخاب قيادة فرع المدينة و ها هي الايام و الاسابيع تمر، و الريح تهب، و ربما تكسر المزيد من زجاج البيت، و تتلف أثاثه، وتملا جنباته بالغبار المتناثر، و لا أحد يريد إغلاقه على الأقل سترا لعوراته، و تكميما لأفواه منتقديه...و البدء في تصريف برنامج المستشارة البرلمانية المنتخبة التي وعدت بعقد مجلس فرع كل شهرين و هاهي الشهرين تمر و بوادر الانهاك بدت على الوجوه و ربما تنجح في عقد مجلس من اجل اتمام الهيكلة و التحقق من هوية أهل الدار، لا من اجل تقويم حصيلة ما وقع خلال الفترة السابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على