الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبابنا.. احلام ضائعة بين فرص العمل والبطالة المزيفة..

تضامن عبدالمحسن

2014 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تأتي مطالب الشباب الدائمة في ايجاد فرص عمل مع كل دفعة تخرج لطلبة الكليات والجامعات العراقية. فينظمون التظاهرات والاعتصامات ويرفعون شعارات تعبر عن رفضهم لما يتعرضون له من تهميش وينادون بحتمية مشاركتهم في البناء والتطور لبلدهم.
كما كانت لهم مطالب في سنوات سابقة بخفض السن القانونية للترشيح إلى البرلمان في سن الـ25 وهو السن الذي يتمكن عبره شريحة كبيرة من شبابنا الواعي على تحقيق التغيير المرجو في خارطة العمل السياسي القادمة.
عمل الشبيبة هو لتطبيق الدراسة في مجالات الحياة العملية ورسم واقع اكثر اشراقا لما عانوه من ويلات وخسارات وهدر للطاقات، والا اصبح المال الذي بذله ذويهم على تعليمهم نوعا من الهدر، وسنوات دراستهم مجرد تمشية وقت وضياع شبابهم ومالهم وما من حكومة تعوض.
ففي دول العالم المتقدمة يتم استقطاب الشباب كونهم يحملون بذرة الابداع وروحا حماسية للمشاركة وتفعيل طموحاتهم واحلامهم وتحويلها إلى عمل.
من هنا يبرر الانسان وجوده في الحياة ودخوله اليها وخلوده فيها من خلال اعماله.
اما شبابنا اليوم يطالبون بقوة بفرص وميادين للافادة من طاقاتهم وتسجيل ابداعهم ليثبتوا امكانياتهم في التغيير، وحتى يتحقق مانقول لابد من تأشير اصل المشكلة.
ففي كل سنة مالية جديدة يتم تعيين المئات من الشباب في دوائر الدولة، من خلال تصريح وزارة المالية عن توفر درجات وظيفية، ويحصل البعض منهم فعلا على الوظيفة ليمارسوا اعمالهم، وما إن تمر عدة شهور حتى يكتشفوا بطالتهم المزيفة، لانهم لايقدمون انجازا بل مجرد تمضية وقت وتمرير بعض الاوراق والتوقيعات، بلا ناتج ملموس ولا بارقة امل في تحقيق ذاتهم التي حلموا بها.
ولتأهيل الشباب يفترض أن تُعاد الحياة إلى القطاع العام وتأهيل المصانع المتوقفة، كمصانع النسيج والخياطة والتعليب والالبان والصناعات الكيمياوية وغيرها، اضافة إلى الاهتمام بالقطاع الخاص ومساهمته في انعاش الاقتصاد، ولهم الحق في الحصول على اراض زراعية للإستثمار مع تقديم قروض مالية للزراعة وتزويد السوق بالمنتوج العراقي من الخضر والفواكه بدل استيراده.
وبالامكان التفكير جديا بإعادة الحركة السياحية للمناطق الآثارية والمرافق السياحية التي يزخر بها العراق، اضافة إلى السياحة الدينية، وتخصيص ريعها بشكل شفاف ومعلن لتنمية الخطط الاستثمارية كما في كل بلدان العالم، وبذلك يصير لزاماً على الدولة امرا اكثر اهمية وهو تنشيط الاستثمار الصناعي والانشائي والخدمي، ودعم الشباب لإقامة شركات صغيرة تقدم خدماتها لفئات من الناس، تدر عليهم المال ويزدهر الوارد المالي من خلال الضرائب والفوائد. كل هذه الوسائل وسواها هي السبيل الوحيد للقضاء على البطالة.
اما استقدام الايدي العاملة الاسيوية من قبل الشركات الخاصة والتجار تعتبر خطوة تنافسية للأيدي العاملة العراقية لا لشيء سوى لرخص ثمنها، وتوجيههم للعمل في المستشفيات والمطاعم والمحال التجارية الكبيرة (المولات) وشركات التنظيف فتضيع فرص عمل فئة من الشباب من الذين لايملكون الشهادات. وهذا يعد تخبط واضح في السياسات الاقتصادية للبلاد واستهزاء بقدرات ابنائها ويزيد دروب الجوع والفقر تعقيداً .. ذلك الجوع الذي قال عنه الامام علي (عليه السلام) قبل الف واربعمائة سنة ((لو كان الفقر رجلا لقتلته))!!.
واليوم وقد اصبح الفقر رجلا، اذن لابد من ايقافه ومنعه دخول بيوت الناس وتحويلهم إلى فقراء، وردع المتسبب في غلق تلك المصانع والمعامل وتحويل المزارع إلى عقارات سكنية على مدى اكثر من عشر سنوات من عمر التغيير في البلاد، فاين احلام النهضة والاعمار التي يتحدثون عنها؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا