الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش الأول من آيار يوم النضال العالمي ضد النظام الرأسمالي

اتحاد الشيوعيين في العراق

2014 / 4 / 30
الحركة العمالية والنقابية


عاش الأول من آيار يوم النضال العالمي ضد النظام الرأسمالي
لايكاد يمر يوم الأول من أيار من كل عام دون أن يهتز قلب الرأسمالية بصوت واحتجاج الطبقة العاملة في المعامل والمصانع والمزارع وفي أعماق المناجم تحت الأرض، ففي مثل هذا اليوم تتوحد فيه تلك الأصوات ويتحول العالم إلى ساحة واحدة للتعبيرعن السخط والاحتجاج ضد النظام الرأسمالي العالمي. هذه هي عظمة يوم الأول من أيار يوم التضامن العالمي للطبقة العاملة.
وفي العراق بات الاحتفال بالأول من أيار تقليدا عماليا واشتراكيا راسخا في قلب وعقل الطبقة العاملة، ففيه يحتج العمال ضد استمرار معاناتهم وظروف استغلالهم وما يتعرضون له في ظل هيمنة النظام الرأسمالي وفي ظل استمرار وتعمق أزماته البنيوية والهيكلية واستمرار مسلسل الدمار الاقتصادي والسياسي السائد جراء هيمنة القوى البرجوازية، فلم يطرأ أي تحسن في وضع ومعاش الطبقة العاملة طيلة السنوات الماضية بالرغم من زيادة عائدات العراق وتدفق الأموال والثروات جراء بيعه للنفط والغاز الطبيعي.
وإذا كان البعض يرى في وجود تحسن اقتصادي طفيف نتيجة بعض الاستثمارات في عدة مجالات، الا أن المستفيد الرئيسي من تلك الأموال والاستثمارات هم الطبقة البرجوازية وتحديدا الشرائح العليا منها والمتمثلة بالساسة ورجال الدولة والبرلمانيين وسماسرة النفط والتجار والمقاولين، إضافة لبعض شركات النفط العالمية الكبرى وحفنة من شركات السلاح، فما زال أكثر من ربع سكان العراق وحسب المعطيات الرسمية، تعيش تحت خط الفقر في بلد تجاوزت ميزانيته السنوية قرابة 130 مليار دولار لهذا العام! ولا شك بان الأكثرية العظمى من الفقراء هم من الطبقة العاملة، ومن أقسامها تلك التي تعيش في المناطق المتضررة بسبب الحروب الطائفية والمذهبية.
لقد أثبتت وقائع الحياة في العراق بأن العمال وعائلاتهم هم الأكثر تضررا جراء أعمال الحرب والتهجير وانعدام الأمن والأمان، كما وأنهم يعانون الأمرين بسبب من ممارسات القوى الإرهابية ", داعش والقاعدة وأخواتها " ومن المليشيات الطائفية المرتبطة بأحزاب السلطة الحاكمة في المناطق الآمنة نسبيا، على الرغم من أن الوضع فيها ليس بأحسن حالا من المناطق الأخرى حيث المعاناة مستمرة بسبب من الاستغلال المفرط وتدني معدلات الرواتب والأجور، وانعدام الضمان الاجتماعي وضمان البطالة، واستشراء الفساد وانعدام الأمن والأمان، و ارتفاع غير المسبوق في مستوى التضخم الاقتصادي وغلاء الأسعار، وحتى في صناعة النفط والغاز الطبيعي ومؤسساته العملاقة حيث يعاني العمال من تدني مستوى الأجور ومن الفساد وتأخر صرف المكافأة ومن كم الأفواه وقمع المظاهرات والاحتجاجات المتكررة للمطالبة بوضع حد لتلك الممارسات القمعية.
أما في إقليم كوردستان والذي يشهد ومنذ سنوات مستويات من النمو والازدهار الاقتصادي وبناء العديد من المعامل والمصانع الجديدة، الا أن العمال فيه يتحملون وحدهم وزر ذلك النمو والازدهار، حيث يعانون من تدني أجورهم ورواتبهم، فيما تستولي االمافيات الحكومية والحزبية ومازالت على كل الثروات نتيجة استحواذها على جميع الاستثمارات وفي شتى المجالات وفي جميع المحافظات، وفي وقت الشدة والأزمات يدفع العمال الضريبة قبل غيرهم جراء التأخر في صرف الرواتب والأجور ونتيجة للسياسات الخاطئة وصراع حكومة الإقليم مع الحكومة الاتحادية، وفي استمرار سياسة الطرد التعسفي والاستغلال البشع للعمالة الاسيوية الوافدة والعمال المهاجرين وتشديد إجراءات العمل وما صاحب ذلك من إرهاق وانعدام السلامة المهنية، وارتفاع غير مسبوق في معدلات إصابات العمل.
وعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة والفلتان الأمني والاحتقان والاحتراب الطائفي والمذهبي وهيمنة التيارات الرجعية على مؤسسات الدولة وفي القطاع الخدمي والخاص واستشراء الفساد، الا أنه لايكاد يمر يوم الا ويعبر العمال فيه عن احتجاجهم ضد الاستغلال والحرمان الذي يتعرضون له، على الرغم من أن تلك الاعتراضات لم تصل إلى مستويات أوسع في الاحتجاجات، بسبب من افتقارها إلى تنظيمات عمالية مستقلة ومستقرة، وأحزاب قادرة على ربط النضال المطلبي والاقتصادي مثل رفع الأجور والرواتب وتحديد الحد الأدنى لها وتوفير الضمان الاجتماعي الدائم و سن قانون عمل تقدمي يضمن للعمال حقوقهم وحرياتهم النقابية والمهنية و ....الخ بالنضال السياسي.
ومع إطلالة آيارهذا العام، حيث تجرى الانتخابات البرلمانية العامة في العراق، وحيث الدعوة من كل حدب وصوب للشعارات الطائفية والقومية والحزبية والرجعية وغيرها، في ظل الغياب التام لدعوات الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم ومطالبهم وما يعانون منه وما يتعرضون له من استغلال وحرمان وهضم للحقوق، فأن الأول من آيار هذا العام يشكل درسا آخر للطبقة العاملة العراقية وفرصة أخرى لها لتتعرف أكثر فأكثر على الجوهر الطبقي والبرجوازي للقوى السياسية المهيمنة، وفي كونها تقف وعلى نقيض من مصالح الطبقة العاملة وطموحاتها في التطلع إلى التغيير الحقيقي والتحرر من الظلم واللامساواة .
ان إتحاد الشيوعيين في العراق إذ يغتنم فرصة الأول من آيار ليتقدم بالتهنئة الحارة للطبقة العاملة العراقية بعيدها العالمي، فأنه يؤكد مرة أخرى وبهذه المناسبة على أهمية النضال الطبقي المستقل للعمال وضرورة فصل صفوفهم عن القوى البرجوازية السائدة ونشر الوعي العمالي والاشتراكي وبلورة المطالب العمالية الشاملة مع ضرورة وضع برنامج نضالي للأيار القادم لتحقيق تلك المطالب وتهيئة شروطها ومستلزماتها.
عاش الأول من آيار يوم التضامن الاممي للطبقة العاملة
عاشت الاشتراكية

إتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
29 نيسان 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس