الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمى للروبوت

مجدى زكريا

2014 / 5 / 1
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


لفت نظرى كلمات بخط عريض تتصدر موقع الحوارعبارة مكتوبة بخط عريض وفى مكان بارز تقول : عاش الاول من ايار - ماى عيد العمال العالمى. ابتسمت وسألت نفسى منذ متى يا ترى سمعت هذا الهتاف الذى يصم الاذان ويستهوى الجماهير الحاشدة, وهل نطلب الحياة ليوم العمال ام العامل نفسه , وماذا لو اختفى العامل وبقى عيده. بطبعى كأنسان مثقف ومستنير فأاننى انفر من الشعارات الرنانة ومن مبدعيها , فهى تذكرنى بأيام الناصرية والقومية العربية وكافة النكسات الى مرت بها اوطاننا البائسة, اليس من الافضل ان يقال , تحية للعمال فى عيدهم , لكن المبدع الحنجورى الذى يتوق الى الهتاف والى زمن الشعارات الفارغة قصد بوعى او دون وعى ان يربط هتافه او شعاره بالشيوعية , على اساس ان النظام الشيوعى هو جنة العمال وحاضنتهم الاصيلة
وبعدما انتهى مولد السيدة المرأة واحتفال الحوار به , بدأ مباشرة مولد العامل والكتابة عنه والمكافأة هى كالعادة , ان يتصدر مقالك الصفحة الرئيسية , واللى مزنوق تحت وعايز يشم الهوا فوق يكتب , يكتب اى حاجة وكل سنة وانت طيب , وفتح عينك تاكل ملبن.
كل ما ادركه واستوعبه , ان هذه الشعارات التى اكل عليها الدهر وشرب كانت من مصادر تخدير امتنا العربية ومصائبها التى لم تتوقف حتى الآن.
ومن ضمن الشعارات التى تذهلنى هو الشعار اعلى الصفحة ويقول عن تعريف جريدة الحوار المتمدن : " يسارية ,, علمانية , ديموقراطية , من اجل مجتمع مدنى علمانى ديموقراطى حديث يضمن الحرية والعدالة للجميع " انتهى. واتساءل ايضا بطيبة قلب اين شعار الحوار بالتباين مع ممارساته الفعلية , سوف اعدد بعضها : يحذف المقالات بدون سبب ولا يعطى تبريرا , يحذف تعليقا بلا سبب وايضا لا يعطى تبريرا , يميز بين كتابه وكتاباته بحيث يفرض على القارئ كتابه المفضلين ( درجة اولى ) وآخرين يأتون فى قعر القفة . اذا اين الحوار وشعاره الملهم , اين الديموقراطية ؟ اين العدالة الاجتماعية ؟ اين المبادىئ الماركسية ؟ اين التمدن ؟ ام كل هذه شعارات فارغة جوفاء للضحك على العقول.
ولا يفتأ الحوار من تذكيرنا بأنه حاصل على جائزة ابن رشد , واحيانا اتصور ان مركز ابن رشد تأسس لهدف واحد وهو اعطاء جائزته لموقع الحوار المتمدن ثم اغلق ابوابه , لم اسمع برغم متابعتى عن وسيلة اعلام مرموقة حصلت على هذه الجائزة. ودعنى اتساءل بغباء وطيبة قلب هل يستطيع مركز ابن خلد ان يسحب جائزته من الموقع اذا اخل الموقع بالشروط التى على اساسها حصل على الجائزة.
والآن سوف ارجع للعمال واكلم بصراحة واذكر ان من افسد الحياة النيابية فى مصر ليس سوى نسبة الخمسين بالمائة التى اعطيت للعمال والفلاحين والتى جعلت الاشخاص غير المؤهلين يتصدرون المشهد السياسى. وعلينا ان نتذكر ان نظام الكوتة معمول به فى جريدة اللحوار المتمدن فهناك نسبة للمرأة ونسبة للعمال اليساريين او الماركسيين , ولان مقالاتهم لا تقرأ , اضطروا ان يقحموا بعض الكتاب الآخرين.
والسؤال الهام الذى تسأله جريدة الحوار وتطلب من الكتاب الاجابة عليه عن تأثير الربيع العربى على الحركة العمالية وتطورها ؟
والجواب بكل بساطة ان هناك خللا اصاب الحركات العمالية وسوف ابدأ من بلدى مصر , فتقدير العمل نفسه والاجادة فيه لم يعد من اولويات العامل , فهو يريد الراتب الجيد والامتيازات والحوافز , و الاجازات , وفى نفس الوقت لا تهمه الشركة او المنشأة التى يعمل بها , بل يعمل على تخريبها بكل الطرق , وهو يعارض خصخصتها , ويخرج للاحتجاجات وقطع الطريق وتخريب الدولة , ببساطة شديدة العامل لا يرغب فى العمل والفلاح هجر حقله
ومن هو العامل بالظبط , هل هو كل من يعمل عملا , ام الشخص الذى يلبس بدلة العمل التى يطلق عليها المصريون " العفريتة " , وانا اتساءل بدورى هل صار من يلبسها عفريتا ايضا, اى غير منظور للاعين البشرية , هل العامل فى طريقه للانقراض ليصبح شيئا من الماضى , ربما , فمعروف لدينا ان الشركات العالمية تطور روبوتات سوف تحل محل العامل , والمستقبل القريب ليس فى جانب العامل الذى نحتفل اليوم بعيده.
كل منا مدين للعامل بطريقة او بأخرى , ونتمنى له الرفاهية والازدهار ولكن نتمنى له ايضا ان يعمل بجد ويتقن عمله , حتى يستطيع ان يتغلب على الآلة التى تهدده بأن يذهب الى متاحف التاريخ ويعامل على انه انسان منقرض من الماضى
اتخيل ان هيئة الحوار المتمدن قد اجتمعت للاحتفال بعيد العمال سواء فى احد المطاعم المشهور او فى مكان ما , وقد تحلقوا حول مائدة كبيرة , عليها مالذ وطاب من مأكولات شهية ومشروبات روحية فاخرة , , ومن ثم وقف مدير الحوار حاملا كأسه وهو يقول : لنشرب نخب العمال المسحوقين ثم هتف بصوت قوى , عاش الاول من آيار عاش عاش , فرد عليه كل الحاضرين يعيش يعيش يعبش , ثم يطلب مدير الحوار من ساعده الايمن ان كان يرغب فى الهتاف , فوقف وقال : مدير موقع الحوار يعيش يعيش يعيش , فردد الحاضرين هتاف يعيش يعيش يعيش , واخيرا وقفت سيدة مميزة وقالت الاكل الشرقى الشهى والمشروبات الغربية الممتازة بعيش يعيش يعيش ثم انطلقت ضحكات الحضور وهم يهتفون يعيش يعيش يعيش , كانت ضحكات عراقية صافية وغير ماركسية مؤدلجة.
وفى لحظة تفكير جنونية تخيلتهم فى المستقبل القريب وهم يهتفون للروبوت , يعيش الاول من ايار عيد الروبوت العالمى يعيش يعيش يعيش , وذهب تفكيرى الى ابعد من هذا وانا اتخيل القائمين على موقع الحوار روبوتات لديها احساس متفوق بالعدالة والديموقرطية وعدم التمييز.وعدم التفرقة بين الناس وايذائهم وهم فى نفس الوقت ينادون بشعارا مضللة. وفكرت ايضا ابعد من هذا وتمنيت ان يحكم الجنس البشرى مجموعة عاقلة من الروبوتات الذكية والتى لا ترتكب الاخطاء ولا تطلق شعارات , وتكون اكثر انسانية من المدعو كذبا وبهتالنا انسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل