الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول مايو : كرنفال العمال

عقيل صالح

2014 / 5 / 1
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


مع اقتراب أوان عيد العمال العالمي في الأول من مايو لم أشأ أن أمتنع عن الحديث حول هذا اليوم. ولم أشأ أن أبدو ساذجاً كذلك، حيث أسرد تاريخ الحركة العمالية كأي درس تاريخي آخر, فهذه الورقة, على عكس الكثير من الورقات التي ستنشر في الأول من مايو, لن تتحدث عن تاريخ هذا اليوم, ولن تتحدث عن شيكاغو واستراليا, ولن تسرد ما حدث في العصر الذهبي للحركة الشيوعية عامةً.

فلنترك السرد للتاريخيين, ونتحدث عن الحاضر وأشكاله وتجلياته, فالحديث التاريخي لبطولات عديدة في كل العالم قد سمعنا عنها وأوشكنا أن نحفظها من كثر ترديدها على الدوام. فالذي يستحضر التاريخ ويسرده, من دون قراءة ومقارنة موضوعية للواقع المعاصر, فهو يستخدم أسلوباً تمويهياً ليعزز التاريخ الذي "هو" شخصياً يريد أن يراه ويريد أن يصدقه.

هكذا تحول عيد العمال السنوي إلى وعائظ زمرة من مثقفي الطبقة الوسطى إلى العمال الذين لا يريدون أن يثوروا, ويصبح الأول من مايو مثل صلاة الجمعة, حيث يخطب الأكثر متمكنا منهم لينصحهم بالعودة إلى الثورة لتحقيق النظام الاشتراكي الذي يحلمون به. وهكذا يتبادل الشيوعيون أرائهم في: لماذا لا يثور العمال وكيف يجب حثهم على الثورة والإنقلاب الاجتماعي.

ويقيموا مسيرتهم لمدة ساعات معينة مصحوبة بالأغاني والشعارات والصور الرمزية لإثبات هويتهم الحزبية أو الأيديولوجية. ناهيك عن الإستثناء المضحك لدينا في البحرين, حيث يعتزم كهلة الشيوعيين مشي خطوات بسيطة إلى وزارة العمل رافعين شعارات (( يا عمال العالم اتحدوا)) ( لا أدري إذا كانوا شيوعيين سُنة أم شيعة – وفقاً لتصنيفاتهم الأخيرة). فأصبح الأول من مايو لا يرمز للعمال أكثر مما يرمز لهويات الأحزاب الشيوعية الضائعة عن مجرى التاريخي السليم, كأنما تريد هذه الاحزاب ان تثبت بأنها لا تزال حية وممارسة عملها النضالي الموهوم.
أما الكتابات التي تنشر في فترة عيد العمال هي المصيبة الأكبر, حيث تبدو النشرات كمنشورات مستنسخة عن بعضها البعض, لا توجد ورقة لا تتحدث عن تاريخ هذا اليوم, كأنما تحول هذا اليوم إلى محاضرةٍ تاريخية تهدف إلى توعية الجماهير حول هذا اليوم. ألم تكتف الجماهير من هذه التكرارات السنوية لمثل السرد التاريخي الذي تطرحه الأحزاب ؟ أليس هناك أي واقع حالي ؟ هل اضمحل الواقع وبقي الماضي وحسب ؟

بذلك, يتحول عيد العمال إلى عيد يضلل العمال, وأحياناً يدخلهم في مغامرات يسبب في سجنهم أو حتى هلاكهم بسبب أوهام القيادات التي تطمح أن تثبت وجودهاً يوماً بعد يوم. تلك الأوهام التي تتبلور داخل القيادات الشيوعية ذاتها تنعكس على شعاراتهم واقاويلهم في المسيرات أو الندوات, حيث يريد أحدهم ((إصلاح الأوضاع)) وثانيهم يريد (( المدنية والتعددية)) وثالثهم يطالب بـ(( دولة ديموقراطية وطنية)) ويتحولون إلى معتنقي الايديولوجيا الانسانية غير الموضوعية في تحليل الواقع, وتتحول أقاويلهم إلى أقاويل رومانتيكية مستهلكة.

في الواقع, العمال لا يحتاجون إلى وعائظ كتلك, للعمال غريزة طبقية – على غرار أي طبقة اخرى- تحركهم بأشكال حتمية نحو خط معين وفقاً للواقع الموضوعي. الوعي بهذه الحركة هي التي تستدعي عملية تثقيفية لهذه الطبقة لكي تدرك جيداً خطها.

ولكن هذا الحديث (العملية التثقيفية) سيكون لها معنى لو كان هناك وجوداً كبيراً لهذه الطبقة, وجودها الهامشي في الولايات المتحدة لم يسمح لها أن تستولي على السلطة, كيف اذن الحديث عن العالم العربي ؟ الذي يفتقد لهذه الطبقة التي يدافع عنها, بل يأخذ, بوعي أو دونه, يدافع عن الفقراء, وعمال التنظيف والبناء, والعمال ذو الياقة البيضاء (عمال الطبقة الوسطى). فمسيراتهم تدافع عن طبقة غير متواجدة عن ساحاتهم, بل هي تدافع عن عمال آخرين ليسوا مدرجين في الأدبيات الشيوعية.

أما في الدول غير العربية, حيث تتواجد الطبقة العاملة في بلدانها بشكل هامشي, فإنها أيضاً ضحية خديعة تلك الأحزاب التي تقدم لهم افكارا مستهلكة ومؤدلجة, ويوهمونهم بثورة قادمة لا ريب فيها.

تعلو هذه الاحزاب شريحة نخبوية, حالمة, خارجة عن الواقع الحي, تُنظر وتفكر للطبقة العاملة وتملي عليها واجباتها تحت مسميات نظرية مختلفة, واصبحت هذه الاحزاب مجرد دوائر نخبوية للمثقفين بشتى أشكالهم.

تلك الدوائر, لنكن أكثر تحديداً, هي عبارة عن مجموعة من متثاقفين يتنفسون في هواء الأمل في أن يكونوا شيئاً في مجتمعاتهم, وأن يكسبوا, بالإضافة, صيتاً لأعمالهم البطولية والدفاعية عن الطبقات المظلومة والكادحة.

الصراع السياسي الكائن لا يعبر عن صراعات مجردة من محتواها الباطني, بل الصراعات السياسية التي يدخلها الشيوعيون (أو غيرهم) في أي مناسبة كانت, هي ليست سوى تعبيراً عن الصراع في الإستيلاء على الكعكة الوطنية, تحت مختلف التسميات النظرية, الشرائح المختلفة في الطبقة الوسطى تصارع من أجل الإستيلاء, ولهذا تختلف أيديولوجياتهم, ولهذا تظهر كل فترة وأخرى نظريات جديدة تحاول أن تفسر التاريخ وأن تحركه بإرادتها الحرة.

اهم ما اكتشفه الأنثربولوجيون والإثنوغرافيون, في هذه السنين الطويلة, مع إختلاف خلفياتهم الفكرية, هو أن المجتمعات تتحرك وفقاً لحتميات مؤكدة (الأيكولوجيا, البايولوجيا, الجغرافيا) وهذه الحتميات بالضرورة تحدد أساليب نمط انتاج هذا المكان او ذاك, والتاريخ لا يتحرك إلا من خارج إرادة البشر وليس من داخلهم. هذا ما حاول سبينوزا فهمه, حيث قام بتأويل الطبيعة في الكينونة الإلهية, التي تتصرف خارج عن إرادتها, وكذلك خارج إرادة البشر.

أن اكتشاف علم التاريخ (1) قد قام بتثوير (Revolutionize) علمي لجميع التصورات الخارجية للعالم, ومن ضمنها الأيديولوجيات, التي تتمثل بالنظرات الذاتية وليست الموضوعية في قراءة الحركة التاريخية. علم التاريخ, لن يكون علماً مادياً ديالكتيكياً, من دون الجزء العملي منه, وهو الحياة الواقعية المعاشة, جل النظريات والأفكار, لن يكون لها أي معنى, أو أي محتوى حقيقي, من دون واقعها التجريبي الحقيقي, أما الأفكار الطائشة التي تملي على الناس أفعالهم, ليقوموا بتحريك التاريخ مثل لعبة الشطرنج, فهي أفكار لا تبقى ولا تجد لها ديمومة حقيقية في العالم.

حقيقة أخرى يمكننا أن نستنتجها من خلال ذلك, هو أن في الأزمة الإنتقالية للإشتراكية, يتطوع الشيوعيون جميعهم بأن يكونوا كتبة ومفكرين وعالمين بالفكر الماركسي, فكل ماركسي أو نصير للماركسية تعلم حروف بسيطة منها, حاول أن يكون كاتباً لكي يثبت ذاته أمام جمهور القراء, ويدخل هؤلاء في دوامة هيستيرية جماعية للكتابة الفكرية, من دون الإستناد على الواقع المعاش. بهذا, يضمحل مفهوم لينين ((المهم)) – في أحزابهم الآنية- الثوري المحترف (2), أيّ, المفكر الحزبي صاحب المعرفة القوية لعلم التاريخ الديالكتيكي, أو على كلمات غرامشي المثقف العضوي (3), هذا المفهوم أصلاً لم يطبق لدى مجمل الأحزاب الشيوعية العربية, بل يتجلى اليوم, بأن شيوعيي العرب كانوا مجرد موظفين لدى السوفييت, حيث لم يحتجوا عندما الغي الحزب الشيوعي السوفيتي دولة البروليتاريا رسمياً في العام 1961, بل واصلوا الدفاع عن الزمرة العسكرية إلى حد إنهيارها في التسعينيات.

داخل هذه الاحزاب, لم تكن هناك شريحة ثورية عضوية محترفة تدافع عن اللينينية بشكل قوي, بل لأن مجمل القيادات الشيوعية العربية كانت من الطبقة الوسطى (ولا بد أن يكون كذلك) فأن غريزتهم الفكرية تميل نحو اتجاه مختلف عن السيرورة التاريخية الحقيقية. بل من كان ملما بالعلوم الماركسية جرى إستبعاده, أو تهميشة حزبياً, أو حتى طرده في الكثير من الأحايين بتهمة ((الستالينية)) و((الجمود العقائدي)).

كان لينين يرى في هذه الشريحة الحزبية الثورية المحترفة قوة حقيقية في تشكيل الوعي الماركسي الحقيقي ليكون العمل الشيوعي في طريقه الصحيح, إلا أن سرعان ما اكتشف ان حزبه لا يمتلك هذا القدر من الوعي ولهذا طالب بطرد الاعضاء بشكل دوري ليكون الحزب واعياً وسليماً.
نحن الآن بعد تسعة عقود نؤكد أهمية هذا الكلام الذي جرى طمسه تقريباً مع بدايات حركة التحرر الوطني.

لعل الاستثناء في الشرق الاوسط ( هذا لا ينفي استثناءات فردية او تنظيمية عربية أخرى) هو إيران حيث انشق شيوعيو توده بقيادة بيجان جزني والتحموا مع قادة آخرين من الجبهة الوطنية لتشكيل منظمة فدائيي خلق الإيرانية في الستينات بعد انحراف السوفييت, وبالرغم أنهم شكلوا صيتاً قوياً في إيران, إلا أن أعمالهم الثورية أصابها الخلل مع الإتجاه نحو الرومانتيكية وشيئاً من الفوضوية, ناهيك عن قسوة السافاك واختراقاتهم.

الدوغمائية كانت دائماً نتجية للبراءة في السياسة (4) وهذه الدوغمائية تسيطر اليوم على مجمل هذه الاحزاب التي تتحدث بإسم الطبقة العاملة. لا يعقل أن يكون جميعهم بهذا السوء ( إذا صح القول) فلا شك أن هناك نوايا حسنة من الناحية الإنسانية والتعاطفية مع الطبقات الأدنى. ولكن هذه مشكلة أخرى, كلمتي نوايا وإنسانية, لا تتماشى مع علم التاريخ, ولا يعرف التاريخ هذه المصطلحات, لكن زمرة الانسانيين, الذين يلحقون وراء الكرامة الإنسانية والعيش الكريم والمحبة والإخاء, هم ليسوا سوى مجموعة من حالمين يقطفون ويعتنقون من الافكار مما يشاؤون في سبيل تحرير البشرية.

هناك حقيقة ثالثة يجب أن ننظر إليها من خلال هذا الإستنتاج, هو أن لا يوجد أي أدنى علم بالماركسية لدى هؤلاء, ولهذا فالعالمون بالفكر الماركسي كانوا دائماً يقعون ضحايا لهم, لأنهم يمتلكون القيادات وبسبب عجز تفكيرهم يهمشون من يعرف ومن يفكر بشكل سليم.

مع التغيرات الفكرية الحاصلة في الاتحاد السوفيتي, أصبح من السهل جداً تركيب الفلسفة الإنسانية, الخالية من أي معنى, في علوم الديالكتيك وتنسيقها, فالمشاعر الوطنية, والكرامة الانسانية, والمحبة والمودة, هي ليست نتاج سذاجة سياسية أو فكرية وحسب, بل هي نتاج لعمليات تاريخية كبيرة أدت إلى تكوين هذا الفكر وتبلوره.

لا يتماشى المفهومان لأنهما نقيضين, مفهوم الإنسانية, هو مفهوم أيديولوجي بشكل أساسي, وبالضرورة, الإيديولوجيا لا يمكنها أن تتعايش جنباً بجنب مع العلم, الأيديولوجيا لها منظومة ذاتية خاصة للنظر إلى العالم, وهذه المنظومة ثابتة ستاتيكية, بينما العلم, على نقيض الايديولوجيا, ديناميكية, ومتحولة, ومتجددة على الدوام.

الباطن لا يظهر ملامحة في الظاهر, وفي سبيل معرفة الباطن, لا بد من الخوض في الساحة العملية لمعرفته, سواء كان في العلوم الفيزيقية أو الإجتماعية, في العلوم الفيزيقية يمكن معرفة الباطن من خلال المختبرات العلمية, أما في العلوم الاجتماعية, المختبر العلمي هو الساحة الاجتماعية ككل, ويجب تشريح المجتمع لمعرفة هذا الباطن.

بما أن ماركس فتح باب علم التاريخ, علم معرفة التاريخ وسيرورته وتناقضاته, يجب أن يكون كل فعل (تنظيري أو عملي) مستندا على هذا العلم وأشكاله. بهذا, علم التاريخ المادي, هو ليس علم ذو ثوابت وضوابط ايديولوجية معينة, بل يتصرف وفقاً للحالة ووفقاً للظرف.

علم التاريخ, وفقاً لهذا, علم لا يعني له المفاهيم البشرية الداخلية, أيّ, التاريخ لا يتحرك وفقاً للمحبة أو الإخاء, بل له ميكانيزما كامنة في حركة التناقض هي التي تجعله قابلاً للتحرك والتغير. الايديولوجيات, على العكس من العلوم, دائماً تعبر عن مواقع طبقية ثابته وتسعى هذه الايديولوجيات الى ديمومة نمط انتاجها الخاص.

يقول سبينوزا أن البشر يفسرون العالم بأشكال مختلفه لأنهم لا يعلمون علة أو مصدر هذا العالم (5) , وعصرنا الحالي لا يمتلك أي اسس منطقية لوجوده (6) لهذا, وبالضرورة, لا يتم تفسيره بشكل منطقي, أو على الأقل موحد, اي فرد في القرن الماضي, إبان حركة التحرر الوطني, يعلم من هو نقيضه, ويعلم يجب أن يصطف وراء أي قوة, لأن ملامح العالم, لم تحتاج إلى تفكير وتنظير لفهمه, بل احتاجت إلى رؤية وحسب, ولأنها مبنية على اسس تاريخية منطقية محددة فيسهل فهمها وهضمها, ولكن لأن, كما اسلفت, هذا العصر لا منطق له فأن البشر الذين يعيشون فيه يأولونه وفقاً للمنطق القديم. الأمر لا يتعلق بوعي الناس لهذا العصر وحسب, بل أيضاً يتعلق بإنتاج ظروف الإنتاج من حيث التغلغل إلى الفكر اليومي وعقلنة الوضع القائم من قبل المركز المهيمن, وهو في حالتنا, الولايات المتحدة.

اليوم لا تعتبر الولايات المتحدة مركزاً استهلاكياً مهيمناً ( هيمنة العملة) وحسب, بل مركزاً ثقافياً يعقلن لا عقلانية وضعها الانتاجي, في مختلف التسميات, الكوزموبولوتية أم العولمة أو النيوليبرالية, جميع هذه المفاهيم, تحاول حصراً, تعقلن الشكل الاستهلاكي الشاذ القائم.

فإعادة إنتاج ظروف الإنتاجية القائمة, أو على حد تعبير ماركس, عقلنة ظروف الانتاج, تجري من المركز المهيمن, وتجري هذه الهيمنة على مجمل العالم, ولا سيما دول العالم الثالث الواقعين ما بين القطب الاستهلاكي والقطب الانتاجي.

ويقع الشيوعيون ضحايا لهذه العملية اليومية من الإقناع بأن التناقضات القديمة لا تزال موجودة, وأن تم تحديثها وتغيرها وفقاً للواقع, ويقع العمال ضحية للشيوعيين الذين لا يقرؤون التاريخ بشكل صحيح, ويدخلون في مغامرات لا معنى لها, واحيانا يدخلون في احتفالات بمناسبة عيدهم ليفرحوا ( برعاية حزبهم الشيوعي) من دون معرفة واجبهم التاريخي في هذه المرحلة المفصلية.

الأول من مايو تحول من يوم عالمي بطولي إلى يوم كرنفالي لا تعرف الطبقة العاملة فيه واجبها التاريخي الحقيقي, والذنب يقع على كاهل حاملي الفكر الذي سينقذ البشرية من عصر الظلام.


الهوامش :
(1) : Science of History - المقصود المادية التاريخية
(2) Professional Revolutionaries – ذكر لينين هذا المصطلح كثيراً في كراساته وكتاباته النظرية.
(3) Organic Intellectuals - مصطلح صاغه أنطونيو غرامشي وهو قريب من مفهوم الثوريين المحترفين لدى لينين.
(4) استخدم لينين هذه العبارة في (( ما العمل ؟ ))
(5) راجع كتاب ((علم الأخلاق)) لسبينوزا
(6) اول من صاغ هذا المفهوم هو عالم الاجتماع الامريكي دانيل بيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز عقيل صالح
فؤاد النمري ( 2014 / 5 / 2 - 05:49 )
شكراً لك على هذا الخطاب التوعوي
لينين اعتبر الأحزاب الشيوعية في الأطراف ليس أكثر من مساعد للبورجوازية الوطنية حيث أكد أن هذه الأحزاب لن تقبل عضوة في الأممية الشيوعية ما لم تساعد بكل قواها البورجوازية الوطنية في ثورتها ضد الاستعمار
مشكلة العمل الشيوعي اليوم هو أن البورجوازية الوطنية وصلت إلى طريق مسدود بسبب انهيار مشروع لينين فظلت الأحزاب الشيوعية في الأطراف بلا عمل
استمعت إلى خطاب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني بالأمس وهو من يفقد الرشد في فورته العصابية في خطاب لا علاقة له بالماركسية وبالشيوعية وكأنه خطاب أحد مجندي حزب الله وقد دافع عن فقراء لبنان والمعلمين وليس عن العمال وملأ الفضاء زعيقاً مطالباً بتحسين أوضاع الفئات الأدنى من طبقية البورجوازية الوضيعة وبذلك يكون حزبه الشيوعي اللبناني هو جزب طبقة البورجوازية الوضيعة
أراده لينين مساعداً للبورجوازية الدينامية وانتهي ليكون حزب البورجوازية الوضيعة والفرق كبير وكبير جدا بين الحالتين، تقدمي في الأولى ورجعي في
الثانية
المشروع اللينيني تفكك فلماذا لا تتفكك هذه الأحزاب ؟
تفكيكها هو أكبر خدمة للعمل الشيوعي
وها أنت تسهم في ذلك
تحياتي


2 - إلى الرفيق العزيز فؤاد النمري
عقيل صالح ( 2014 / 5 / 5 - 20:23 )
أولاً أعتذر على تأخري في الرد على تعليقكم, فلم أكن منتبهاً للبريد الاكتروني مؤخراً.

الأحزاب تحولت إلى كتل من مثقفين دوغمائيين قاموا بأدلجة الفكر الماركسي ووضعه في قوالب معينة. لهذا لا نستغرب عندما نرى مثل الاحزاب التي كانت تساند مواقف الاتحاد السوفيتي في زمن لينين وستالين تحولت إلى أحزاب تعادي المبادئ التي كانوا يؤمنوا بها بحجة الانفتاح الفكري, ومثل هذه الاحزاب التي ساندت انقلاب خرتشوف ساندت فيما بعد انقلاب برجنيف تحت مختلف التسميات النظرية. تلك الأحزاب للأسف لم تمتلك شريحة كبيرة من المتمكنين من الماركسية وأسسياتها, بينما كان هذا الشرط الأساسي للحزب اللينيني وهو أن يتألف من ثوريين محترفين.

الاحزاب الشيوعية أنتهى دورها, وعلى غرار ما قلته في تعليقك, يجب أن تتفكك وأن تتأسس من جديد وفقاً للواقع المعاش.

تحياتي..

اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي