الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعرة العمال، ﭙ-;---;--اتريسيا كوترون دوبينه

رابحة مجيد الناشئ

2014 / 5 / 2
الادب والفن


شاعرة العمال، ﭙ-;-اتريسيا كوترون ـــ دوبينه
د.رابحة مجيد الناشئ

استضافَ بيت الشعر لمدينة ﭙ-;-واتيه ــــ La maison de la poésie de Poitiers
شاعرة العمال Patricia Cottron-Daubigné ، في أُمسية شعرية، تحدثت فيها عن
عن انحيازها التام للقضايا العمالية التي كرسَت لها العديد من كتبها وَ دَواوينها الشعرية.
ولدت هذه الكاتبة والشاعرة الفرنسية في إقليم ” ﭘ-;-واتو- شارونت “، وهيَ للآن تعيشُ وَتعمَل فيه.

بدأت في نشرِ مؤَلفاتها في عام 1996، وكانت البداية كتابها الموسوم” ﭘ-;-ورتريهات لأَجلِ ذاكِرَتي“ ، تَروي فيهِ، كيفَ يفقد الناس أعمالهم، والتأثير الذي يحدثه هذا الفقدان على عوائلهم وعلى مستقبل أَطفالهم وعلى ما يمكن أن يحفره هذا الفقدان في نفوسهم من قلقٍ وَخوفٍ وانتظار. وهي تتحدث عن العمال بأسلوبٍ شيقٍ وَبموَدةٍ تجعل القارئ يَنغمسُ في عالَم العمل وَيتفاعل معه.

بعدَ صدور هذا الكتاب، نشَرَت العديد من الكُتب والدواوين الشعرية، ومنها: ” مُخطَط إجمالي للهدمِ والتقويض “ ، في عام 2011. وهي قصة تُظهر التدهور والهدم المتواصل يوماً بعدَ آخر في حياة مجموعة من العاملات والعمال العاطلين عن العمل. في كتابها هذا تبين كيف يدفع العمال كغيرهم من الكادحين فاتورة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها العالم اليوم.

الكاتبة والشاعرة ﭘ-;-اتريسيا كوترون ـــ دوبينه، هيَ ابنة عامِل وَرَفيقة دربٍ لعامل، فليسَ منَ الغريب أن تَكونَ في حياتها وَفي كتاباتِها، ناطقة باسم العمال ولِسانَ حالٍ لهم. تستخدم
الشاعرة في كتاباتها، كلام العمال وَذاكرَتهم، بل وَحتى شعاراتِهم، ثمَ تعرض نصوصها الأدبية في سلسلة مَشاهد مُتَعاقبة، جذابة وَمؤَثِرة. كما لا يغيب عنها التحدث عن تصرفات اصحاب العمل وعن الخطابات التي يرددونَها.

في حديثٍ لها عن إغلاق مصنع تروي لنا:‹‹ قررَ العمال وضع بدلات عملهم الزرقاء على الأرض بشكل بساطٍ لكي يسير عليه رب العمل ( اﻟ-;-ﭘ-;-اترون ) عند وصوله مِن أَجل الإعلان رسمياً عن غلق المصنع الذي يعملون فيه. كانوا هُنا مصطفينَ مُتراصينَ في طريقِ مَسارهِ بسيارةٍ كبيرةٍ سوداء ››.

ثُمَ تُواصِل حديثها: ‹‹ رب العمل، نعم، هكذا رأيناه، ناظراً لِحذائيه، أَحذية واقية وثقيلة، بَقيَّ الرأسُ مُنخَفضاً، الأَقدام حائرة وتحك بالأرض وكان علينا أَن نبقى صامتين...كان هذا اختياراً ” بينقابي “، بدون عنف.

عندما خرجَ من سيارته الفارهة، كان أبيضاً ولم تكن له سُحنة جيدة.... كان ممكناً أن يكون هذا مؤثراً، هذا السياج الإنساني الطويل في طريق مروره الضيّق. هذا البساط الأزرق، سار عليه رب العمل.....كان عليه السير على قمصان العمل الزرقاء....سائراً، ساحِقاً العمال تحتَ أنظارهم.

هل توجد نشوة باذخة تمكِّنُ من نسيان حالة السير على أَجساد البشر؟!

بعدَ أن أَعلن مُقترحاته، تَغيَّر جداً. اﻟ-;-باترون الكبير، بدا مُتعَجرفاً، مُتَغطرساً وبالنسبة له لم نكن مَوجودين، تطلّعَ إلينا مُنتصباً وَواثقاً، وكأننا لم نكن بالنسبة له بشراً.

أَيتها الإنسانية الجميلة، إنه تقريباً رجلٌ مِثلنا....رُبما لم يكن سهلاً عليه أَن يُعلِنَ إغلاق المعمل ” ذات المردودية العالية “ وتسريح العمال، في التفافٍ كبيرٍ على الحقائق وعلى قوانين العمل ››.

في قصيدة لها تشجع العمال وتحثهم على مواصلة النضال واستمرار المواجهة لانتزاع الحقوق تقول:

مُؤَخراً هيَ كَلِمتك
الآنَ على الطريق
نَتَعلَمُ المشيَ مِن جديد
لم تَستَطِع السنون أن تفعلَ شيئاً
نَتَعلَمُ المشيَ مِن جديد
لكننا في الخطوات المتعثِرة
نكتَشِفُ مَعارِفَ كثيرة
مُخبأة ، مَطمورة بعيدة عن التفكير
مُؤَخراً هيَ كَلِمَتك
في مرآة الشعر
إنَكَ تموضعها ، تمسكها بيدٍ وَجَسَد
أكتاف عريضة رغمَ أنَكَ
تًعطيها الحيزَ كله
مًؤَخراً هيَ كَلِمتك
تُكَلِفُ ساعات طويلة
ساعات بطيئة مُوحِشة
تُصدِّعُ الزمن
أنتَ تَسيرُ الآنَ على الطريق
لا تترك شيئاً
للَذينَ سَرَقوكَ
مُؤَخراً هيَ كَلِمتك
لك آراء مُعارِضة
إنَها خُطوة الى الأمام

في قصائِد أُخَرى، تُدخل شاعرتنا القراء في عالمها الثاني، عالم الرغبة والوجد. من هذهِ القصائد، قصيدة الحلم - Le rêve :

الحلم
يَقولُ بأنَه يرسم وَيحلم
هيَ لا تلتَمِسُ أجوبة
هذا في السابق
قبلَ أن يُمحي البحر
الخُطى، هيَ تعلَم
لم يكن لهم زمناً إلا
ركام طيور النسيان
زمن غناء عصافير الدُخلة
هو يرسم وهيَ حالمة
إنها تحلم داخل الرسم
هيَ تحلم تحتَ يده
تتَكلمُ أحياناً عن الدانتيل
وعن الضوء
الذي يلهو فيه

Pierre Rosin – هذهِ القصيدة رُسمَت من قِبَل الرسام الفرنسي الرقمي ﭘ-;-يَّر روزا - Pierre Rosin

في قصيدة أخرى تتغنى الشاعرة باللون الأحمر:

الأحمر بذاتهِ بهيج
عاطفة كرزٍ حولَ الشفاه
الألوان ستَفي بوعودها
سننطَلِقُ في الصباح
بسَماءٍ سائرة
معَ قَصائِدَ ظَفرتها
في شعرك
ومعَ ما تُردِدهُ من كلمات الآلهة
يجبُ أن يكونَ الحب بشَغَف
يجبُ أن يكونَ الحُب بِلا تَرَوٍّ
وَبجَذَلٍ

ﭙ-;-اتريسيا كوترون ـــ دوبينه، تمتلك نظرة إنسانية دافئة، وروحية مُمتلِئة بمشاعر الثورة على المظالم، لكنها في نفس الوقت مملوءة بالعواطف الجياشة والجامحة في حب الحياة والبحث عن السعادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81