الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروليتارية الأممية و المسألة القومية(1)

شوكت جميل

2014 / 5 / 3
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


المقال محاولة لبحث مفهوم المسألة القومية من وجهة نظر البروليتارية الأممية و الفكر الماركسي،و كذلك من وجهة نظر الفكر الرأسمالي،و الذي تبنى مفهوم الإنسان العالمي كتزوير لمفهوم البروليتاري العالمي.

أحسب أن مسألة القومية من أكثر ما يدور حوله الجدل في عصرنا الراهن.و تتباين الرؤى و المواقف منها تبايناً كبيراً،من الدعوة للتبني إلى النبذ الكامل،و لما كان حديثنا عن الحركة العمالية الأممية،أو النزعة العالمية البروليتارية،و التي تم مسخها من البعض كعدوٍ للقومية؛بات لزاماً علينا،إلقاء طرفاً يسيراً من الضوء على تناقضات كلٍ من الفكر اليساري بطوائفه و الفكر الرأسمالي،إزاء قضية القومية،و محاولة الكشف عمّا كان مفتعلاً و عمّا كان جوهرياً من هذه التناقضات في فكر أي من الفريقين.

أما موقف تيارات اليسار الماركسي إزاءها فأكثره بين طائفتين: طائفة لا ترى بأساً،بل وتراه واجباً،أن ترتدي الحركات الاشتراكية الرداء القومي،أو ما نسميه البروليتارية الوطنية،بينما تزعم طائفةٌ أخرى،أن الماركسية هي العدو الطبيعي للقومية،و عند الحديث عن البروليتارية العالمية،فلا مسمحة للحديث عن الانتماء القومي،إنما وجب أن يكون الانتماء انتماءً طبقياً،فالبروليتاري المصري،مثلاً،يتآزر مع البروليتاري الأمريكي،في مواجهة الرأسمالي المصري و الذي يشاركه ذات القومية..و لطالما استخدموا مصطلح"القومجية"،كلونٍ من السخرية من الطائفة الأولى.

و إذا كان هذا هو حال التناقض في موقف اليسار،و الذي أراه تناقضاً مفتعلاً إن لم يكن تشويهاً للماركسية_و سيأتي ذكره في حينه_،فالتناقض في الفكر الرأسمالي من القومية تناقض جوهري،تحمله الرأسمالية في أحشائها.

فمن ناحية تحاول الرأسمالية إخفاء حقيقة الصراع و الحروب بين الأمم و الذي هو في حقيقته،صراعٌ طبقي بين طبقات مستغَلة و طبقات مستغِلة على المستوى العالمي،و سببه الجوهري هو وجود الطبقات لا وجود الأمم، فتوهم الناس أن الصراع و الحروب مرده إلى نزاع الأمم و القوميات،فيكون وجود الأمم هو علة الحروب إذن،و بناءً على هذه الرؤية المشوهة ، جعلت وكدها أن تتبنى ما نسميه بالنزعة العالمية"cosmopolitisme"،و المواطن العالمي،أو العولمي،أو ما شئت من أسماء،و الذي هو تزوير و سرقة مباشرة من الفكر الماركسي،لمصطلح البروليتاري العالمي،و النزعة البروليتارية العالمية،و الذي لم يظهر في القاموس الرأسمالي_فيما أعلم_إلا فيما بعد الماركسية،و تسعى الرأسمالية حثيثاً في هذا المضمار،نحو طمس القوميات تحت هذا الدعاوى،لضرب الحركات البروليتاريا الوطنية،و إقناعها أن النجع في القضاء على القوميات،و التنكر للأوطان،و في تقديري أن هذا الفكر يعيد نفسه في أقنعة عدة،و ما أرى الحديث عن صراع الحضارات أو الثقافات،سوى اجترار لهذه الحيلة و الطبخة الرأسمالية البائتة...أنما هو صراع طبقي لا صراعاً بين أمم و حضارات.

و من ناحية أخرى،تناقض الرأسمالية ذاتها،و تتمسح بالقومية،إذْ شجعت قديماً وتتشجع الآن النزعات القومية!فبينما تدعو أمريكا بشركاتها الاحتكارية إلى النزعة العالمية،ما برحت تصب في آذان شعبها،ما يصور المواطن الأمريكي "كسوبر مان"،و أنه شعب الله المختار الذي أرسلته عناية السماء للساكنين في الأرض لقيادتهم،و نرى كيانات اقتصادية رأسمالية قومية تظهر"كالإتحاد الأوربي"،و قبلاً ،في حقبة لاستعمارية،كان تجعل الاستعمار يقتات على الكرامة القومية ،لتضليل شعوبها،و كسب تأيدهم:فكانت تضع القومية البريطانية المستعمرة في مواجهة القومية المصرية،و القومية الفرنسية المستعمرة في مواجهة القومية الجزائرية،...إلى أخره.بينما يقول كارل ماركس:(لا يمكن للشعب الذي يضطهد شعوباً أخرى أن يكون حراً)..و لعل هذا العبارة تكشف عن لباب الموقف الماركسي من القومية.

و مما تقدم،يتضح لنا أن الأمر في حاجة إلى المزيد من التبيان،لنضع أيدينا على جذور هذا التناقض في الجانين،و سنحاول أن نضع الأسئلة"الصائبة"،و يقولون أن السؤال الصحيح فيه نصف الإجابة:

أولا:ما هو مفهوم القومية،و ما هي الحقيقة و جوهر الصراع؟

ثانياً:ما السر وراء تناقض الرأسمالية من مسألة القومية؟

ثالثاً:ما هو الموقف الماركسي الأصيل و موقف البروليتاريا العالمية،من مسألة القومية؟
رابعاً:هل يتخذ الصراع البروليتاري لباس الصراع القومي أحيانا؟

خامساً:هل تسعى حقاً النزعة البروليتارية الأممية،إلى محو القومية ؟
يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا