الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروفُ العلة

أحمد زكارنه

2014 / 5 / 6
الادب والفن


هنا كحروفِ العلةِ ولدنا
مثلَ لُجةٍ تَفتحُ بلا حدٍ كلَ حد
لتُرَتِّقَ ما قُدَّ من أرض.

من هنا مروا،
في بحرٍ ضُربَ بعصاً
فماجت الأرضُ بين صدقٍ ووهم
طالَ الغد، وما بعدَ بعدَ الغد.

هنا على شفا قاربٍ دونَ ماءٍ
لا مريمَ عذراءَ، قالوا
ولا عطرَ مومسٍ متزمتةٍ
لا بيتَ للطوافِ، ولا قربانَ
لا راعٍ على نايهِ يعزفُ نشيدَ الرب

هنا منحوا الوطن زوراً،
أُذناً، وقلباً، ومأوى
وعينانِ تذوبانِ دمعاً على خجلٍ
من شدةِ الزيف
جنى شوكاً

هنا حيث خُطانا
جثونا جميعا،
نُحصي فوارغَ رصاصٍ
ضل السبيلَ
كأرامل بشغفٍ ينتظرنَ
مَنَّ السماءِ بوِزرِ بكاءٍ
أعياهُ هَمَّ المثقلينَ بهمِّ الأرضِ
انسجمَ واستحالَ وفاض.

هنا أينما ولَّيتَ وجهَكَ
حيثُ رقصةُ الأمواتِ
في كفنِ الحياةِ، قلنا كيفما اتفق:
لا إنسانَ برتبةِ إلهٍ
ولا أصنامَ، ولا رُسلَ
وإنما مطرٌ عندَ منتصفِ الحقيقةِ صعدَ
كريحٍ إذ تعالت،
قُرعَ الحجرُ بالكأسِ
فتاهت في غياهبِ لُجةٍ
فتحت بلا حدٍ كلَ حد
لتُرتقَ ما قُدَّ من أرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد