الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الرئاسية .... خنادق القتل المعنوى على الهوية

سمير الأمير

2014 / 5 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



صدق الشاعر العامى حين قال أن ( التخلف مخلف فى كل حارة عيال) وتبيان ذلك أننا نتصرف نفس التصرفات فى نفس المواقف بغض النظر عن كوننا اسلاميين أو يساريين أو ليبراليين أو مدنيين أو عسكريين أو ما شئت من كل الكلمات التى تنتهى بحرفى الياء والنون ، ومرجع الأمر أننا أبناء ثقافة واحدة غلب عليها طابع القهر والاستبداد فجعلت كثيرا من المصرىين كما قال الشاعر العظيم صلاح جاهين بين أمرين لا ثالث لهما إما المذلة أو التجبر.
فالذين كانوا يرفعون صور السيد عبد الفتاح السيسى ويهتفون له با عتباره من خلص البلاد من التخلف ومن الحرب الأهلية أصبحوا بين يوم وليلة يرددون كلام الإخوان بالحرف ، والذين كانوا يرفعون صور السيد صباحى باعتباره مرشح الثورة فجأة اكتشفوا أن له أختا متزوجة من قيادة إخوانية كبيرة وأنه بطبيعة الحال (خال الجماعة) وقد سبق أن نجح على قوائمها فى الانتخابات البرلمانية ومن ثم فطبيعى جدا أنه إذا نجح فسوف يعيدهم للمشهد ولو من قبيل صلة الرحم!
المهم أنك تجد فى الجانبين نفس أحادية التفكير نفس الافتراء على الناس ونفس الانقلاب على الذات بلا أدنى إحساس بالتناقض ،
وكان من حظى للأسف أن أصبح ضحية لكلا النافذتين اللتين لا تتبادلان رسائلى فكونى قيدت نفسى بالانتماء لأحد الأحزاب التى نشأت بعد الثورة وأصبحت عضوا بلجنته المركزية ومكتبه السياسى فرض على أن أكون بين شرفاء يؤيدون المشير عبد الفتاح السيسى وشرفاء يؤيدون الأستاذ حمدين صباحى ولأننى أرى الإثنين -فى إطار ما بعد ثورة يونيه -ينتميان لأحلام المصريين ولنضالهم فقد قررت ألا أقبل الدعوة لأى مؤتمر جماهيرى يخص مرشحا بعينه ,وأن أقرر بكل ضمير وطنى أن قصة( مرشح الثورة) لا تجد عندى صدى كبير إذ أن كل من المرشحين ينتميان لتاريخ كفاح الشعب المصرى بنفس الدرجة وأنه لا يعيب السيد السيسى أنه عسكرى بنفس القدر الذى لا يعيب السيد حمدين أنه صحفى فليس فى المهنتين ما يوجب الشعور بالخجل على الإطلاق فالأول مهنته الدفاع عن الوطن حاملا سلاحه والثانى مهنته الدفاع عن الوطن حاملا قلمه ،ومدى علمى أننا لا نمارس القتل على الهوية ولا القتل على الوظيفة
ولكن ما ازعجنى أننى أتعرض منذ فترة لقدر كبير ابتزاز الجانبين بدعوى أن موقفى غير واضح فأى جلاء أوضح من أننى
أعلنت أننى لست ضد ترشح المواطن المصرى من أى خلفية و أننى أقف بكل ما أوتيت من وسائل ضد حملة التشويه التى يتعرض لها كل من المرشحين من جانب مؤيدى الآخر ،وما الذى يغضب البعض حين أقول أنه لا يمكننى فهم السلوك السياسى لمن رفعوا صور السيد عبد الفتاح السيسى حين كانت الإنتخابات البرلمانية أولا-- ثم جعلوا منه ابنا لمبارك حين قرروا الترشح ضده فى انتخابات الرئاسة؟
وأى غموض يكتنف موقفى السياسى وأنا أعبر عن مخاوفى حيال تحلق رجال الأعمال ومحطاتهم الفضائية حول السيد عبد الفتاح السيسى !
وبما أننى مشغول بالموضوع وليس بالأشخاص بغض النظر عن خلفياتهم فأننى أقرر بكل ما أوتيت من وضوح للمرة المليون أننى سأنحاز للنضال من أجل إرساء قواعد واضحة للعمل الديموقراطى وسأدعم انتخابات يتمكن فيها المواطن من التصويت بحرية ودون ابتزاز رخيص -- وأخيرا أقول للجانبين دخولكم الانتخابات يعنى احترامكم للجانب الآخر , لأن اتهامك لمنافسك بأنه فاسد أو خائن أو منحرف مردود عليك، إذ لماذا إذن تشرعن الانتخابات أصلا بدخولك فيها ؟
وخلاصة الأمر أنه لدينا مرشحان من مدرستين مصريتين عريقتين السيد حمدين قادم من تاريخ نضال القوى السياسية الوطنية والمشير السيسى قادم من جيشنا الوطنى العظيم و السيد حمدين كان فاعلا وحاضرا فى انتفاضة يناير ويونيه كما كان السيسى حاضرا،بل كان الجيش نفسه حاضرا- ناهيك عن كون الجيش المصرى ارتبط بالحركة الوطنية منذ نهوضها - ونذكركم فقط بدعوة عرابى لمجلس أمه وباتصاله بالمشايخ والأعيان فى حربه ضد الانجليز - فتوقفوا هداكم الله عن ادعاء امتلاك الحقائق المطلقة وكلمة لأصدقائى فى حملة السيد حمدين -- تعلموا من (حمدين) كيف تكسبوا الناس وكفوا عن ترديد كلمة الثورة ( فالثورة أصلا لا تدخل انتخابات) .

===========








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة