الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز التمسك بالأسد.. جرائم العلويين والشيعة و-انتخابات الإرهاب- (الحلقة الثالثة)

بلول عماد

2014 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كانت السلطة ومازالت أداة بأيدي قوى إقليمية ودولية تحركها وفق مصالحها وسياستها، في ظل سيطرة وتوجيه للفصائل المسلحة على الأرض من قبل قوى إقليمية ودولية تناقض حلفاء السلطة في المصالح. من أراد الحفاظ على بقاء الأسد (ميزان القوى) سعياً لتدمير سورية حجراً وبشراً، يحتاج بلا شك لقوتين تواجهان الموت ببسالة، حيث يتم رهن حاضر العلويين ومستقبلهم بالسلطة، بعد ذلك يتم الزج بباقي الأقليات كلما احتاجت المعركة، في وجه "أكثرية سنية" هي الثائرة فقط.
بعض وسائل الإعلام الخليجية، عملت كل ما بوسعها لتكريس صيغة الصراع بشكله السابق، فجاءت برجال دين ثم سياسيين إسلاميين ومعارضين سوريين ليحرضوا ضد العلويين والشيعة، مع تمريرها لتحريض ضد الأقليات حسب متطلبات المرحلة. بالمقابل من ذلك أسهمت وسائل إعلام ما يسمى "المقاومة والممانعة" بتكريس الصيغة السابقة، وفي حين ابتعدت في خطابها عن البعد الطائفي- المذهبي، كان سلوك أنصارها على الأرض طائفياً مذهبياً حسب ما ظهر للطرف الآخر في محطات كثيرة. على سبيل المثال ما ظهر عبر تسجيلات الفيديو كان كفيلاً بتكريس ما قدمه إعلام التحريض بعد أن تم تهيئة المشاهد ليكون وحشاً بشرياً في تلقيه للمعلومة. - سنرصد بعض تمظهرات البعد المذهبي- الطائفي لدى محاربي "المقاومة والممانعة" في حلقات مقبلة-.
في إطار متغيرات المصالح بين المحورين السابقين، ظهر ما يشبه التوافق في الخطاب الإعلامي لاسيما في مسألة محاربة الإرهاب، لكنه توافق المتناقضين، القواعد والأدوار تغيرت لكن لا شيء تغير فعلياً على أرض الواقع، إلا مزيداً من استنزاف سورية وشعبها. (محاربو المصالح) مستمرون في معركتهم للأسف، ولكل طرف ممن يتمسك بالأسد أو يطالب برحيله مشروع أكبر من قدرة وطاقة سورية والسوريين على احتماله أكثر.
في إطار توثيقنا لآراء ومواقف تدلل على ما يجري خلف الكواليس نقرأ رأياً ساخطاً يظهر الإشكالية العقدية التي باتت عنوان الحرب بين السوريين. عنوان رفض كثيرون منذ البداية ومازالوا يرفضون الاعتراف فيه. الرأي لعلوي معارض آمن ويؤمن لليوم (بالثورة وآليات دفاعها العسكرية عن نفسها حتى الانتصار)، على الرغم من خيبة أمل أصابته في الآونة الأخيرة. يقول الكاتب الدرامي فؤاد حميرة في إطار شرحه لمفهوم الحاضنة الاجتماعية التي لو توفرت للعلويين لكان 80 بالمئة منهم ضد بشار الأسد، يقول فؤاد: (1- منذ عام ونصف تقريباً جمعت عدداً من الشبان والصبايا من كافة الأقليات في سورية لنذهب إلى الغوطة في يوم عيد الفصح، ونقدم الهدايا للجيش الحر، ونشدد على أنه جيش الوطن الحقيقي الذي نعتمد عليه في انتصار ثورتنا، طبعا مضى العيد ومر ولم نستطع القيام برحلتنا تلك، والجهة التي أتعامل معها تماطل وتزيد في المماطلة، وحين ألحيت في معرفة سبب تفويت هذه الفرصة جاءني الجواب التالي: }لم نستطع أن نؤمن لكم هويات تحمل أسماء أشخاص من الطائفة السنية{ ، والذي قال لي هذا الكلام هو عضو في سفارة الائتلاف في قطر وشاهد على كلامي. 2- اتصل بي أحد الأصدقاء لتأمين انشقاق ضابط برتبة عميد في الحرس الجمهوري لا يريد أن يشارك في القتل، تواصلت مع أصدقائنا في الجيش الحر فكان جوابهم: }نخاف أن ينكشف أمره بأنه علوي فتتم تصفيته{ 3- اتفقت مع إحدى فصائل المعارضة ومنذ سنة ونصف على تأسيس لواء للجيش الحر من الطائفة العلوية واستطعنا تجميع 132 شخصا ليكونوا عماد اللواء، وعند اللحظة الحقيقية للتنفيذ لم نتلق قرشاً واحداً، علما أنه تم الاتفاق على كل شيء بما في ذلك، مجال تحرك عمليات هذا اللواء ومهماته، 4- اتفقنا في التجمع على القيام بمظاهرة في مدينة اللاذقية، وحددنا موعدها والقائمين على تنظيمها واتصلت بجهة معارضة لتأمين ملاذ للشباب الهاربين إذا تعرضت المظاهرة لهجوم من الشبيحة أو الأمن، وجاء الجواب بالرفض بحجج واهية لن أصدقها). انتهى الاقتباس. صفحة الكاتب على فيسبوك معقباً على لقائه مع وكالة الأناضول التركية.
قناعة فؤاد حميرة السابقة وخياره الثوري يتفق مع الخط العام لمنهج المعارضة المسلحة، لكنه يختلف عن حقيقة الخط العلوي المعارض، فالمعارضة العلوية الصحيحة ينبغي أن تكون ضد الطرفين "السلطة والمعارضة المسلحة" لأنها لم ترَ منهما إلا الاستغلال والإلغاء والإقصاء والقتل، وإن كان للعلويين ألا ينتظروا جديداً من الخطاب الطائفي للمعارضة المسلحة، فهم مطالبون حتى الساعة بإعلاء الصوت ضد خطاب السلطة وإعلامها الذين يمثلان الوجه الآخر لمفاعيل الخطاب الطائفي المسلح ضدهم. إن استعادة العلويين لهويتهم الوطنية تاريخياً وسياسياً كجزء من الهوية السورية الكلية، وتقديم وصف دقيق وواقعي لأسباب انحراف بوصلتها، لاسيما خلال أصعب مرحلة بتاريخ سورية الحديث، يختصر تقريباً ملامح المشهدية العلوية على مدار خمسة عقود، ويرصد التحول الخطير والمتعمّد للمسار الوطني العلوي من (صانع استقلال ثم مانع تقسيم على يد صالح العلي إلى رهينة وأداة أمنية وعسكرية في إطار توطيد حكم عائلة الأسد بوجهها الظاهر ثم حماية بنية السلطة بوجهها الخفي). الفكر النقدي العلوي لم يعد يكفي بنظر (من يتهم العلويين أو من يتعاطف معهم ويدحض الاتهامات تلك) ما لم ينتهِ إلى نتائج وخلاصات عملية تجسد فعل انتفاضة بنّاء واقعياً، حتى لو استدعى الأمر تضحيات فردية وأحياناً جماعية، ودون ذلك يظل الحديث عن التحول القسري والطارئ استعراضاً مستكيناً وتوصيفاً جامداً بلا جدوى. هذه الرؤية حقيقة علينا الاعتراف فيها ومواجهتها.
حاول كثير من مثقفي النخبة وكتّاب الرأي العلويين الصراخ ضد الظلم المتعمّد بحق بيئتهم خصوصاً وبحق انتمائهم السوري ككل، لكن خطابهم اصطدم بعائق التناقض لاتفاقه بشكل أو بآخر مع خطاب السلطة واشتماله على نفس مخرجات قراءتها لما يجري في البلاد. العلويون صادقون في تناقضاتهم لكن السلطة لم ولن تكون يوماً صادقة. هذا الأمر كان ومازال إشكالية عصية على فهم البعض، لذا تحتاج إلى مراجعات وطنية كبرى. أنا هنا لا أبرئ المواطن العلوي من عدم تحمل مسؤولية غيابه التنويري والسياسي، بل أحاول أن أمسك العصا من المنتصف بشكل (يدعو لصحوة الغائبين، ويعرّي الانتهازيين من مثقفي "سيد الوطن" وأبواقه من علويين وغيرهم). في هذا الإطار نلاحظ أن نسبة كبيرة من النخب العلوية لم تزل تتجاهل الحديث عن تعمّد تغييب السلطة للعلويين سياسياً والتجارة بدماء أبنائهم عسكرياً، بنفس الصيغة التي يواجهون فيها طائفية المعارضة المسلحة التي تربط نصرها بإبادة العلويين. النخب العلوية لم تزل لليوم تتجاهل دورها التنويري مجتمعياً وتمتنع عن إدانة السلطة ورموزها (الأسد مثلاً) من باب الموقع والمهمة التي يشغلها والسلطات التي تجبره على اتخاذ موقف واضح تجاه الظلم الذي يلحق بالعلويين كالمواقف التي يتخذها حيال أي ظلم يحيق بمكون سوري آخر. نعود بالذاكرة إلى بداية الحراك الشعبي، فمثلاً: تجنبت النخب العلوية الحديث عن (مسؤولية وغاية وأسباب) انتشار شائعات في مدن وقرى الساحل منذ اليوم الأول للاحتجاجات تحذر من تحضيرات مكثفة لاستهداف العلويين وقتلهم، ومن يقف وراء تلك الشائعات؟ لماذا لم تستهدف بعض الحوادث الإجرامية في أغلبها إلا علويين سواء عسكريين أو مدنيين - ذكرت بعض الحوادث في الحلقة السابقة-؟ أنا لا أبرئ بعض فصائل المعارضة الطائفية من نيتها المسبقة ارتكاب جرائم ضد العلويين وباقي الأقليات وحتى ضد السنة الذين لا يتفقون ومنهج تلك الفصائل، لكن مقابل ذلك لا يمكنني تبرئة سلطة مستبدة فاسدة من فعل أي شيء مقابل استمرارها، وعندما لا تكون رواية السلطة عن براءتها من جرائم ارتكبت بحق العلويين مقنعة، فهذا يعني أنها متهمة بالتواطؤ في الجريمة إن لم تكن منفذة لها. لو جاز واقتنعنا بتبريرات السلطة التي سوّقتها عبر قنواتها الشعبية والأمنية عن وجود (خيانات وبيع ذمم وضمائر) أدت لاستشهاد أولئك المواطنين، فهذا يتطلب في الحد الأدنى قيام العلويين لو بمظاهرة واحدة فقط، أو تبني نهج معارض (تحت سقف الوطن كما يطيب لأنصار السلطة القول)، نهج يرفض أفعال الطرفين "متطرفو المعارضة من جهة، وخائنو السلطة الذين تسببوا باستشهاد أولئك من جهة أخرى" لكن حتى هذا لم يحدث، ولا حتى حدثت أية مظاهرة تطالب بالتنمية ضمن محافظات ومناطق العلويين شبه المعدمة، وظل الغياب الكلي عن المشهد السياسي مستمراً، والحضور فقط عبر وسائل إعلام السلطة خلال "مسيرات التأييد لسيد الوطن، جنازات أبناء استشهدوا فداء سيد الوطن". المدهش المبكي أنه وخلال تشييع الضحايا كان هناك عبارات تعصف بجنازات العسكريين كالرعد بعد أن يطلقها عنصر أمن بين المشيعين مثل "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، أو "شهيد ورا شهيد.. غير الأسد ما بنريد"، فيختفي صوت "الله أكبر" وفق طقوس التشييع لدى المسلمين عامة، ويطغى صوت المخابرات التي لم تستثنِ من سمومها حتى براءة الأطفال، وإلى جانب ما سبق اقتصر الحضور العلوي لاحقاً على أشرطة فيديو يمارس فيها "مندوبو المخابرات باللباس العسكري" جرائم بأبشع الصور. ستثبت الأيام أن من سرب تلك الأشرطة هي السلطة وأذرعها الأمنية ليزيد الشرخ بين العلويين وأقرانهم السوريين إلى جانب استثارة الغريزة المذهبية لدى الطرف الآخر، وهذا ما حدث إذ ظهرت بالمقابل أشرطة إجرامية بأبشع الصور. -النقد الاستنكاري السابق لحال العلويين لا يعني اتهاماً لهم أو تشكيكاً بوطنيتهم، العلويون قدموا تضحيات كبيرة خلال المحنة التي تمر فيها سورية حالياً ومن الظلم أن يصور البعض تلك التضحيات على أنها ثمن تمسكهم بالسلطة أو حتى بقاء الأسد في سدة الحكم-.
غضب الساحل لن ينفجر
ما تحمله العلويون من جرائم وتهميش وإقصاء من قبل السلطة والمعارضة المسلحة لا يمكن لأي مكون سوري أو حتى في العالم كله أن يتحمله. أعتقد أن العلويين يخشون مستقبلاً أسوأ مما عانوه إن رحل الأسد على أيدي "الثورة الإسلامية" لاسيما في ظل خطابها الإبادي ضدهم. أن يموت من الأسرة العلوية فرد أو اثنان لهو أفضل من أن تفنى الأسرة كلها عن بكرة أبيها. هذه هي القناعة العلوية تقريبياً. وأراهم محقين فيها. السلطة ورأسها الأسد يعرفان جيداً كيف يحاكم العلويون قدرهم الحالي والمنتظر، لذلك تتمرس في إهانتهم وتعتبرهم حرساً لبقائها مثلما تعتبر كل السوريين عمالاً بالأجرة في مزرعتها. أتباع المعارضة المسلحة يربطون انتصارهم بإبادة العلويين. "الثورة الإسلامية" عززت القناعة العلوية تلك كما عززت من بقاء السلطة وحمتها لأنها جعلت الحق باطلاً والباطل حق. السلطة في زمن "الأمن والأمان البعثي" لم يكن فيها خير للشعب ولا للبلد فكيف سيكون فيها خير لهما في زمن الجريمة والفوضى والدجل والتزوير. قال لي "معارض معتكف" عن "الثورة" منذ منتصف العام 2012: (لم أرَ في حياتي أناساً يقتلون أنفسهم بأيديهم كالعلويين. جزء بسيط من العلويين هم المستفيدون من السلطة، أما باقي العلويين فيموتون فداء لهم. -يضيف-: أنا أفهم موقف 10 في المئة من العلويين الموالي للسلطة لأنهم جزء منهم، لكن لا أفهم موقف النسبة الغالبة الرافضة معارضة تلك السلطة).
مازالت موجات الغضب لدى العلويين مؤجلة رغم تعامل السلطة اللاأخلاقي مع المجازر التي ارتكبت بحقهم في أكثر من مكان، وبينما تحدث العالم كله عن تلك المجازر والانتهاكات، كانت السلطة تمارس الدناءة والخسة الإعلامية في تعاملها مع واقع ما يجري لدرجة أنكرت أحياناً وقوع مجزرة. السلطة تأكدت أن العلويين لم ولن يكون لهم رد فعل على أي مجزرة ترتكب ضدهم، فوصلت بذلك إلى أقصى درجات السقوط الإنساني في التعامل مع كرامتهم ودمائهم. لو كان ما جرى مع العلويين في ريف اللاذقية تحديداً بعد ما أسمته "الثورة الإسلامية" بـ "معركة أحفاد أم المؤمنين عائشة لتحرير الساحل"، قد جرى مع أي مكون سوري آخر لكانوا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها. نأخذ مثلاً: رواية "أطفال درعا" التي تم ترويجها وتبنيها لقتل الحراك الشعبي البريء، وتحديداً ما يخص رد رئيس فرع الأمن السياسي آنذاك عاطف نجيب على زائريه (اجلبوا لنا نساءكم فننجب لكم أطفالاً غير هؤلاء إن كنتم عاجزين عن ذلك). هذه الرواية رغم أنها -كاذبة كما أكد لي كثيرون من أهل المحافظة- استطاعت أن تشعل الأرض تحت أقدام السلطة. لكن اختطاف نساء وصبايا أبرياء لمدة تزيد عن 9 أشهر لم تستطع أن تجعل العلويين يتحركوا خطوة واحدة في وجه السلطة. رواية "أطفال درعا" كانت مجرد نقل شفهي يحتمل الكذب والصدق، أما ما حدث في اللاذقية فكان فعل إجرامي مصور عن سبق إصرار وترصد وتعاملت معه السلطة بإنكار وقوعه أساساً ثم نامت عن معالجته 9 أشهر، أليست هذه المفارقة كارثة؟ أياَ تكن مقاصد أتباع "الثورة الإسلامية" من فعلتهم الإجرامية تلك بحق المخطوفين والرهائن لديها فلا يمكن التعامل معها كما تعامل العلويون معها. يسخّف البعض القضية مختصراً إياها بالحفاظ على الوحدة الوطنية وأن دوافع "الثوار الإسلاميين" كان ضرب تلك الوحدة وإحداث فتنة طائفية، ألم تثبت تسعة أشهر من اختطافهم أن السلطة هي الوجه الآخر "للثورة الإسلامية" في تعاملها مع العلويين. إن رد الاعتبار للشرف العلوي المختطف كان ينبغي أن يتم بالبصاق في وجه السلطة وإجبارها على فعل المستحيل لتحرير أولئك الأبرياء رغماً عن أنفها. السلطة ذاهبة مهما استمرت أما التاريخ فباقٍ. سيسجل التاريخ لكل الأطراف -بمن فيهم العلويون- تعامله مع ما جرى إزاء تلك الحادثة وأشباهها. "صفقة حمص القديمة" التي تمت منذ أيام ببنود وشروط كثيرة، وتم بناءً عليها إطلاق سراح بعض مختطفي الريف اللاذقاني، الصفقة تلك إلى جانب كل ما جرى قبلها من صفقات ومصالحات بإشراف السلطة خلال الأشهر السابقة في عموم البلاد، ليست إلا حلقة في برنامج الحملة الانتخابية للأسد. للأسف دفع العلويون وسيدفعون غالياً في المستقبل ثمن صمتهم عن إجرام السلطة بحقهم.
شهدت المرحلة التي تلت المعركة السابقة لعشر قرى في ريف اللاذقية آب/ أغسطس العام الماضي 2013، إنجاز صفقة تحرير راهبات معلولا، وقبلها تحرير أسرى لبنانيين وإيرانيين بمساعدة من قطر، يقول (أ.ك) -مواطن علوي فقد أحد أقربائه في تلك الغزوة-: بالأمس عاد إلينا قسم من المختطفين، لكن هل كان الأمر يحتمل قرابة تسعة أشهر، هل كان علينا أن نستنجد بقطر وإيران و"حزب الله" ليعيدوا لنا أهلنا وأولادنا؟ كيف تقوم (الحكومة) بإطلاق الإرهابيين من السجون لأن أيديهم لم تتلطخ بالدماء، ونحن متأكدون أنهم مجرمون، يضيف (أ.ك): هؤلاء تسببوا بفقدان أعز الناس إلينا ودمروا البلد، هل لدى (الحكومة) وقت لتفكر في المجرمين وليس لديها وقت لتفكر في مصيرنا؟ ولماذا لم تقوموا بمظاهرة أو اعتصام لتلبية مطالبكم بتحرير المعتقلين؟ سألته، فأجاب: قمنا بتجمع تحدثنا فيه لبعض وسائل الإعلام وبعثنا رسائل عبر تلك الوسائل إلى (الرئيس) لكن دون فائدة، للأسف وصل صوتنا إلى آخر الأرض، ولم يصل إلى المسؤولين، إننا عاجزون تماماً عن فعل شيء وليس بيدنا حيلة. ينهي (أ.ك) كلامه.
كيف ينظر الأسد إلى "علويته" أو إسلامه، وكيف تعامل ويتعامل مع الخطاب المذهبي- الطائفي الذي أفرزته الحرب، هل تمسك بالسلطة ورفض الرحيل أو التنازل عن صلاحياته من أجل السلطة ذاتها أم من أجل سورية؟ كيف تعامل مع شكاوى ضيوفه خلال الجلسات التي عقدها معهم إبان انطلاق الاحتجاجات، وكيف استقبل شكاوى العلويين والأقليات تحديداً وبماذا رد عليه؟ هذا ما سنعالجه في الحلقة الرابعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن