الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيه والانتخابات

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2005 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في كل حين نسمع ونشاهد ونشارك في حملات انتخابيه مختلفه ابتداء من انتخابات الجمعيات الخيريه واتحاد طلاب الجامعات والانديه والمنتديات الثقافيه مرورا بالنقابات والاحزاب السياسيه الدينية منها والعلمانيه والوسطيه وصولا الى انتخاب مجالس الشعب والبرلمانات والحكومات وحتى رئيس الدوله000
يطرح كل مرشح لمنصب من هذه المناصب برنامجه الانتخابي مزين بالشعارات المبهره والتي تستعصي معظمها على فهم الشعب المتلقي والذي يقع على عاتقه نجاح او رسوب المرشح0
كما تمتليء هذه البرامج والتصريحات على مفردات ومصطلحات يستعصي فهمها واستيعابها على المتلقي الذي يطلب منه ان يتاثر وينفعل بهذه الشعارات دون علمه بمحتواها وفهم وتحليل رموزها التي يعجز في معظم الاحيان ان يكون المرشح نفسه عالما بها000مثل الديمقراطيه والدكتاتوريه ودولة الشعب وغيرها من المفردات الشائعه في مثل هذه المواقف والتي يكون مؤداها عادة العدالة والحرية والمساوة واحترام حقوق المواطن وتأمين احتياجاته بدون استجداء او عطف من ولي النعم0
الديمقراطيه:
وقد عرفها وفهمها الشعب اليوناني على انها سلطة الشعب او حكم الشعب وهي شكل من اشكال السلطه وتعني خضوع الاقليه لارادة الاغلبيه والاعتراف بحرية المواطنين والمساوة بينهم0
اما الديمقراطيه في المجتمع البرجوازي الراسمالي فهي شكل من اشكال السيطره الطبقيه من جانب البرجوازيه وان تكون اداة لحكمها السياسي فهي تضع دستورا وتشكل برلمانا وغير ذلك من الاجهزه النيابيه وتدخل تحت ضغط الشعب حق الانتخاب العام والحريات السياسيه الشكليه .
ولكن امكانيات الجماهير الشعبيه للاستفاده من كل هذه الحقوق والمؤسسات الديمقراطيه تنتقص بشتى الطرق المعلنه رسميا0
وقد انشغل الجميع عبر العصور بالديمقراطيه والشغف بالحريه وتأثره بها حيث انها قلبت حياة شعوب رأسا على عقب سواء تأثيرها كان سلبا او ايجابا مع مصلحة الشعب او ضده وجعلت ليلهم نهارا ونهارهم عبارة عن خلية نحل دائمة الحركه والعمل فدفعت الاغنياء والوجهاء الى تملق الفقراء واضطرت من اشتهر بالتعالي والتفاخر والتكبر الى اصطناع التواضع والمسامحه وارغمت الكثير من العشائر والعائلات الكبيره الى مصانعة العشائر الصغيره وتملقها لكسب ولائها0
ويكيد المرشحين بعضهم لبعض ويمكر احدهم بالآخر لتروى فيهم النوادر والحكايات حتى يقال ان من بين المرشحين من يحب ان يأكل لحم منافسه ميتا اذ ينشر صحيفة ماضيه وحاضره ليعيب ما يعيب من اعماله وينقد من ينقد من اقواله وتصريحاته وشعاراته ويثبت تهافت مزاعمه وآراءه وحجته في هذا انه ينبغي مصارحة الجماهير ويجب وضع الحقائق الخالصه بين يدي جماهير الشعب متناسيا في الوقت نفسه انه في مكان ماء وبنفس الوقت يوجد مرشح منافس له ومن على منبر مساو لمنبر صاحبنا هذا ينشر هو الاخر سفحة ماض وحاضر هذا المرشح في الوقت الذي كان فيه عليهم جميعا ان يأكلوا لحم بعضهم بعضا حيا لا ميتا وذلك بمجابهة بعضهم البعض ومحاوراتهم ومناظراتهم لا استغابة بعضهم لبعض والطعن في بعضهم غيبا من خلال الندوات التي ينبغي ان تعقد في اثناء المناظرات
عندها يتيقن المرشحون ان لا مناص لهم ولا مهرب من الاشتراك في ندوات ومناظرات ساخنه حقيقيه تشهدها الجماهير الغفيره وتنقلها الاذاعات ومحطات التلفزه وفضائيات البرتقاله والباذنجانه مع احترامي وتقديري لكل الخضروات والحمضيات ليكون الشعب الحكم الفصل فيها عند ذلك يدرك المرشح ان الترشيح جد لا لعب ولهو وان شخصياتهم فيه معرضة لامتحان واي امتحان يكرم المرء فيه او يهان 0
وهنا لاثر اكثرهم السلامه منذ البدايه ولقنع اغلبهم من الغنيمة بالاياب 0
ولوسئل مرشح مثلا عن معنى الديمقراطيه التي سمعوه يرددها كثيرا في القاءه عليهم ويثبتها في لافتاته فاذا هو يفسرها على غير معناها الحقيقي ولا يفقه معناها الفقه الدقيق ولو عرفها لسائليه سنجده يخرقها في مكان اخر حتى في بيته ونفس الحال يقع لعامة الشعب فأنهم من البساطه حيث يتقبلون تفسيرا وتحليلا للمعنى في لحظة وفي لحظة اخرى يغيروا ما اقتنعوا به امام مرشح اخر اكثر ذكاء في اجتماع لاحق مثلما حدث للاديب والسياسي الممصري المعروف احمد لطفي السيد الذي تولى منصب وزارة المعارف المصريه في الثلاثينات من القرن الماضي عندما خاض معركة انتخابات مجلس الشعب المصري وكان ينادي بالديمقراطيه والمساواه استغلها منافسيه واذاعوا بين جماهير الشعب ان لطفي السيد ينادي بحرية المرأه ومساواتها بالرجل دون مراعاة لحرمة المرأه المسلمه وكرامتها فكانت النتيجه ان خسر لطفي السيد معركته الانتخابيه00!!!


وعلى الرغم من ان الشعب لا يجب ان يلتفت الى الشعارات البراقه ولا الى اقوال المرشح ولا ان ينظر الى جيوب المرشحين لعله يتفضل بصدقة على هذا او ذاك لشراء ولاءه وذمته وانما يجب ان ينظر الى صحيفة ماضيه واعماله وخدماته ثم يتأملها ويزنها جيدا فأما من ثقلت موازينه بجلائل الاعمال فهو يستحق الانتخاب واما من خفت موازينه برذائل الافعال فقد حان وقت عقابه مثلما كثرة الكلام عن العسل لا تجلب الى الافواه حلاوة0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا