الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف الخدمات في بورصة التجاذبات السياسية

جمال المظفر

2014 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



يخضع ملف الخدمات مثل كل الملفات الاخرى الى المزايدات السياسية والتي باتت صفة ملازمه للعملية السياسية في العراق ، اذ تسعى كل كتلة للاطاحة بأي انجاز يحسب لكتلة اخرى حتى لو كان ذلك يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة للشعب ..
فمنذ الاحتلال الامريكي للعراق والشعب يعاني الامرين من قطع متواصل للطاقة الكهربائية ولفترات طويلة افقدت الشعب صبره وخصوصا في فصل الصيف الذي تتجاوز حرارته الخمسين درجه وشحة المياه الصالحة للشرب وتراكم النفايات واستفحال ظاهرة البطالة بين الشباب وسوء توزيع مفردات البطاقة التموينية حتى اصبح المواطن لايعرف ماذا يستلم من مواد غذائية رغم رداءتها بل صار توزيع تلك المواد موسميا تبعا للمزاج السياسي ، ومن المعيب جدا ان نقارن بين النظام السابق الذي كان يوزع البطاقة التموينية بانتظام بل تسلم ثلاث حصص للمواطنين في حال اي تهديد امريكي بضرب العراق ومايجري اليوم من تذبذب كبير في توزيعها.
لم يحرز ملف الخدمات اي تقدم بل من سئ الى اسوأ ، لاكهرباء ولاماء ولامواد غذائية ولاوظائف الابعد دفع مبالغ عاليه اما الامن فتلك مصيبة كبرى ، عشرات السيارات المفخخه تفجر يوميا وتحصد ارواح الابرياء وسط تبريرات غير مقنعه حول تلك الخروقات بل وصل الامر الى احتلال مؤسسات مهمة وتهريب سجناء خطرين من سجون ومعتقلات محصنه ..
العراق كل العراق اصبح اسير الصراعات والمزايدات السياسية لايهم دماء الشعب المهم الحفاظ على مصالح الكتل السياسية والشخصيات التي باتت تتحكم في مصائرنا ، مايجري في العراق فوضى سياسية قائمة على خراب شامل للبنى التحتية والمؤسساتية ، بل كل مايجيده ساسة العراق هو افتعال الازمات والخطب التحريضية التي تشعل الشارع وتزيد من التوترات الطائفية ..
العراق بحاجة الى كفاءات وقياديين حقيقيين يديرون دفة البلد بالشكل الصحيح والى مخططين واقتصاديين لاالى ساسة مازالوا يؤدون دور المعارضة الى حد هذه اللحظة بل تقمصوا هذه الصفة رغم انهم في دفة الحكم ، وللاسف الشديد ان البعض منهم لايعرف سوى التوقيع هذا ان اجاده بالشكل الصحيح فمن يكتب (لطفن ) على انها لطفاً لااعتقد انه يستحق ان يكون بموقع القيادة ليقود شعبا مثقفا انجب القامات العاليه التي يشهد لها العالم بل موقعه الحقيقي هو محو الامية ايا كان مسماها الامية القرائية او الامية السياسية ..
الاحتلال الامريكي للعراق اوجد ساسة الصدفة وهو يعرف بانهم غير قادرين على القيادة ، يريد ان يبقى العراق في حالة فوضى وخراب ودمار شامل لايريد الصهاينة عراقا قويا موحدا يهدد مصيرهم .. العراق بالنسبة الى امريكا ومن والاها كان قلعة من القلاع الحصينة في الشرق الاوسط لولا الخيانات العربية والداخلية وتهور قيادته انذاك ودخولها في حروب ونزاعات مع دول مجاوره بعضها لها حضوة لدى العمة امريكا ..
العراق يفتقد الى الكفاءات والمعارضة الحقيقية ، المعارضة التي تقود من الداخل لاالتي تجلس في الحدائق الخلفية بانتظار تهيئة السلطة لها مثلما حدث قبل سقوط النظام وتفرجها انذاك على الام الشعب عن بعد بل ومتاجرتهم بمصائبهم ، فكل الشعوب العربية غيرت انظمتها الدكتاتورية التي كانت قابعة على صدورها بارادتها الا المعارضة العراقية كانت تنتظر المخلص ليهيئ لها الاجواء المناسبة للانقضاض على السلطة وتلك هي اسوأ انواع المعارضة ..
ثورات كبيرة لم تكن لتقاد من الخارج وانما من الداخل ثمنها دماء الشعوب التواقة للحرية لاالرفاهية في فنادق الخمس نجوم وغرف المخابرات الاجنبية ..
للاسف الشديد انتظر الشعب الخلاص من الدكتاتورية لسنين طويلة لكنه وقع في كماشة دكتاتورية اخرى ولكن تحت عباءة الديمقراطية المقنعه ، الديمقراطية التي لم نحصد منها غير فقدان الامن والخراب والفوضى والتفتت الداخلي والصراعات الحزبية والطائفية وعلو شأن نظام القبيلة والفتاوى التي اصبحت اعلى من سلطة القضاء بل قوضتها ، فبامكان عشيرة ان تقطع طريقا واصلا بين محافظة واخرى..
ختام القول ان العراق بحاجة الى قيادات وهذا المصطلح يعني الكثير، لانريد خطباء منابر او روزخونية يمررون علينا الاحاديث والايات بل نريد قيادات فعالة تجيد الادارة والبناء ولاتقرب الاخوة واولاد العمومة بحيث اصبحت الوزارات ملكا صرفا للعوائل والعشائر ، فمن يكثر الخطب لايجيد القيادة ولاالادارة والبناء لانه رجل خطابة لاسياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س