الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقل من الورد فوق اشلاء الملائكة

عمار علي

2005 / 7 / 20
حقوق الاطفال والشبيبة


صورتان
1 الوجع...

لقد عانى الطفل العراقي مأساة كبيرة ,اهمال وضياع وأنحدار , وتعرض في حقبة العقوبات الاقتصادية والحصار على العراق لابشع صور الفتك .ألأمراض , الموت, الابادة, والتشويه في كل نواحي الحياة.ألامية والفقر والجوع والتشرد وأليتم والانحرافات الخطيرة في سلوكه اليومي.و تحول هذا المخلوق الذي يشبه الفراشات الى كائن مشوه بلا أفق أو مستقبل أو حتى ملاذ آمن في ظل الضغط المسلط على المجتمع و على روحه البسيطة وكيانه الضعيف الذي لم يتشكل بعد.
الطفل العراق هو لايشبه أطفال العالم. فهو لايتمتع بطفولة عادية ومستقرة ولا على أخلية تداعب خياله ولا على صورا نقية تشكل وجدانه الصغير الابيض ولا على قصص الجدات في سالف الزمن . قصص لازالت عالقة بذاكرتنا الطفلية المتوهجة بعالم الجن والاماني. بل اصبح يفكر على شاكلة الكبار لان الانسحاق شملهم كلهم صغارا ورجال ونساء ,وهو جزء من تكوين أجتماعي تعرض لهزات عنيفة, مثل باقي شرائح المجتمع الأخرى يعانون من نفس دورة العذابات و الازمات المتلاحقة التي شوهت بنية المجمتع ,ولكنها اشد فتكا عليه لانه اكثر عرضة وتاثرا بهذه المتغيرات.فهي ترمي به الى فضاءات الضياع والجريمة وممارسة كل صنوف القهر وألثأرمن محيطه القاسي الموغل بالعذاب والتنكيل وتحطم روحه الهشة بماكنتها العنيفة. فيصبح كائن بلا ضوابط وحدود. وتنعدم بداخله قيم كانت في يوما تنستد على الرحمة والحب والفضيلة وتنهض قيم ومفاهيم تتأسس في فضاء غير محكوم بأليات تحد من انغماره بممارسة الرذيلة والخطيئة.
وألان وبعد سقوط الصنم لم تتغير حالة هذا الطفل وربما ازدادات تعقيدا وأهمال ونسيان لحالته المزرية.
فلازال الطفل العراقي أسير ألأزقة والكاراجات والحدائق وتأثيراتها الخطيرة في توجيه مسار حياته الفارغة من كل مدلول ايجابي , فتمارس عليه بهذه الاماكن اسوء اساليب الانحرافات. وكذلك يتعرض نتيجة الفاقه والحاجة الى الاعمال الشاقة التي تفوق طاقاته الجسدية والعقلية وهو يتعرض لآبشع وسائل الاستغلال والاهانة. أسير الفقر وألأوجاع والضياع وألأنتهاكات والتحرشات.
فلامدارس تتوفر على وسائل وأدوات الدراسة الاساسية ولابرامج تربوية حديثة ولامؤسسات تنظم وترعى وتصون حياته وتنتشلها من غياهاب التفسخ وتكون بعيدة عن تأثيرات السياسة والايدلوجيا, ولا أساليب تنشط قدراته التعليمية والعقلية ولخياله العامر بمختلف الصور والافاق.
وفوق كل هذا النسيان وألأهمال وفقدان المستقبل يتعرض الطفل العراقي الى الاعمال الارهابية القذرة وبطريقة وحشية مشبعة بروح الحقد والكراهية.
من اجل طفل موهوب ومسالم ومطئمن ينبغي توفير كل مايحتاجه من اجل تحسين افق مستقلبه وحياته. ومن اجل طفل يحلم ويفكر وبعيدا عن كل التأ ثيرات التي لاعلاقه لها بمؤسسة التعليم والطفولة .ينبغي ان ننشئ فضاء المدرسة المستقلة (الفضاء التعليمي) وفضاء الامن والمحبة
فعلى الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية المتنورة والاحزاب الوطنية ورجال الاعمال الشرفاء تقع مسؤلية أنقاذ الطفل العراقي وبمختلف الوسائل والامكانيات المتاحة ولكن العاجلة . أنقاذه من براثين الضياع والموت والانحدار الى عالم الجريمة والانحلال. انه وجعنا جميعا


2 الورد فوق اضرحة الملائكة.....

بدم بارد وبخيال مرضي متوحش محتشد بصور الجثث المحترقة و سيول الدم المراق و الاشلاء المتناثرة.وبصور الرعب المتأصل القابع بثناياه وعلى ايقاع صوت الانفجارات المدوية وعويل النساء المفجوعات بالفقدان.تنتشي هذه البهمية المتحركة بفعل التنويم الفقهي الممهور بالدم الذي مسخ اخر قلعة صامدة في بنائه ألآدمي الهش. وقطع آخر خيط يربطه بهذه الفانية القذرة الذي يكرهونها(الحياة). ليذهب على جناح الملائكة الى عالم النور والطهارة مشفوعا بآيات تقدس جريمته وعمله الارعن,و ينهض برايات السلفيين ناشرا الفزع والخوف والخراب فوق أرض الرافدين الذي شوهه اسمها حين نقشوه فوق راياتهم التي تشبه رايارات القراصنة . وفي تلك الظهيرة الضاجة بصخب الاطفال ومرحهم وضحاكتهم البريئة . وبين مجموعات الاطفال الفرحة العائدة الى بيوتها أو المنتظرة لعوائلها خوفا من اي مكروه او حدث ما, يتسلل هذا المسخ المزنر بالديناميت ليفجر جسده العفن بهذه الملائكة المسالمة التي تعيش بعيدا عن دهاليزالمصالح المتنافرة والمؤامرات البغبضة والسياسة الرعناء وتداعياتها. ليحيلها الى حطام و رماد ودخان وأشلاء معلقة على الجدران والاشجار وحطام السيارات وأعمدة الكهرباء , منتشيا هذا الحيوان المسلح بالموت والخواء بهذا المشهد الدموي المرعب.
وينتصر لروح البهيمة التي تحرك عوالمه الفاسدة , المعطلة والمعطوبة. الموعودة بعالم ألآخرة الابدي لكي يعيش بسلام مسورا بسواقي الخمر وحوريات الجنة التي تنتظره على ابوابها بمواكب الغار والمجد وبأحتفال رباني تحضره أرواح من سبقوه اليها ,لانه نفذ حكم الله بتلك الارواح البريئة الطاهرة. وترتوي بهذا المشهد النازف روح فقهاء الموت (الخفافيش) المجللة بالعار و العطشى لدم العزل بهذا النصر المقدس على عملاء الاحتلال (أطفال بغدادة الجديدة) . آه انهم اطفال العذابات و الرغبات الصغيرة والاحلام الموؤدة والنسيان .
واخيرا حقل من الورد لشهداء بغداد الجديدة وكل شهداء التفجيرات اللعينة.
حقلا من الورد فوق اشلاء الملائكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا