الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القاص ناصرقوطي

سعدون هليل

2014 / 5 / 14
الادب والفن


القاص ناصرقوطي
"الكتابة مناورة خاسرة في البحث عن ذاتنا المفقودة "
حاوره:سعدون هليل
ناصر قوطي قاص عراقي تولد نينوى "حمام علي"1959، عاش في بغداد، والبصرة، لم تخل قصة من قصصه دون ذكر الأنهار والطيور. صدرت له ثلاث مجاميع قصصية، كتب مقالات عدة في الصحف العراقية، والعربية، فاز بجوائز عدة منها: الجائزة الثالثة في القصة القصيرة جدا في مجلة ثقافة بلا حدود من بين 400 قاص وقاصة في الوطن العربي مناصفة مع القاص المغربي مصطفى لغتيري، الجائزة الاولى في القصة في جريدة العشار مناصفة مع القاص باسم القطراني، جائزة القصة من الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، جائزة القصة من جريدة الزمان، ونال شهادات تقديرية عدة في القصة القصيرة.وهو عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين،وعضو رابطة الأدباء العرب،ومحرر في جريدة "الطريق الثقافي" في حوارنا معه حاولنا أن نسلط الضوء على كيفية تناوله أو كيف تتكون القصة ومن ثم تأثيرها على المتلقي فكانت لنا معه وقفة في هذا الحوار.
* أبتدىء معك بسؤال طالما أثار جدلا في شأن الابداع الا وهو..لماذا نكتب؟
هذا السؤال المحير لم يجد له أحد جوابا مقنعا.. تبقى التنظيرات والتصريحات قاصرة عن الاجابة بشأن ماهية الكتابة.ربما تكون الكتابة في جانب منها تعويضاً عن خسارات وأحلام وأمان محبطة. وربما تكون تماهياً مع انفعالات لايقدر المرء على تفريغ شحنتها بأي طريقة، سواء بالضحك أم البكاء أم الصراخ، حينها ستكون الكلمة المكتوبة هي الأثر والدال والبصمة التي تؤرشف لانفعالاتنا، وربما هي طريقة مناورة في البحث عن ذاتنا المفقودة التي تشظت وضاعت بين التفاصيل الصغيرة التافهة، نحن نكتب لنملأ الفراغ الشاسع الذي يحتوينا ويقودنا لتحدي العدم.هكذا الكتابة انجذابات نحو قيعان سحيقة وبحث ولهاث لتجد نفسك تلملم شظاياك وترمم نفسك وأيقونتك.
• كتبت مقالات عدة عن مجاميع قصصية وروايات كما كتبت بعض القصائد ويقال انك بدأت رساما.ألا ترى أن هذه الاهتمامات تربك وصولك الى ماتبتغي وأقصد هنا طموحك في القصة القصيرة.؟

هذا صحيح في جانب منه. كتبت قراءات وانطباعات نقدية عن مجموعات قصصية وروايات رأيتها مهمة من وجهة نظري على الأقل كمتلق في ظل غياب النقد المنهجي والموضوعي، حين شهدت ذلك أجبرت نفسي على الكتابة في مضمار مايسمى بالنقد، وكتبت عن أعمال عراقية لم يلتفت لها أحد بالرغم من أهميتها، وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر: المجموعة القصصية " خمار دزدمونة" للقاص فاروق السامر. رواية "خضر قد والعصر الزيتوني"لنصيف فلك. رواية "شلومو الكردي وأنا والزمن" لسمير نقاش. رواية "عندما خرجت من الحلم" لعلي عباس خفيف. وغير ذلك الكثير. أما فيما يتعلق بكتابة الشعر فأنا لست شاعراً بقدر ماينفلت مني النص القصصي بإيقاعه ليغدو تلقائيا نصا شعريا فأحيله الى قصيدة دون افتعال. النص الحقيقي هو الذي يقودك الى مفازاته وعوالمه.فيما يتعلق بالرسم وكذلك الموسيقى فلا أعتقد أن هنالك فارقا كبيرا بين أن ترسم بالكلمات أو تكتب بالألوان، وهذه بديهية فكل الفنون تصبو الى غاية معروفة تنتهي الى الجمال وتقارع القبح بشتى صوره.

*كتبت القصة القصيرة وأصدرت ثلاث مجاميع كان آخرها قصص "وهم الطائر" التي كتب عنها الكثير من النقاد بينما بدأت مشروعك الكتابي على حد علمي بمجموعة قصص قصيرة جدا كانت تحت عنوان "عمق" هل تخليت عن كتابة الـ ق.ق .ج..ولماذا؟

أعتقد أن جنس الـ.ق.ق.ج. من أصعب الأجناس السردية،يصفها"أريك بيرغر"(قصة تصل إلى هدفها دون اهدار للكلمات)).فهي أقرب الى خاتم الذهب،غير ان الكثير ممن كتب في هذا الجنس وهو لم يتمتع بأية موهبة فجاءت نصوصهم أقرب الى الخاطرة،أو قصيدة ناقصة.فغياب الحكائية عن الـ.ق.ق.ج.هو من أسباب فشلها.فالقصة القصيرة جدا تشير ولاتصرح وتشرك المتلقي في نمو وتصعيد الحدث حتى الذروة التي غالبا ماتكون صادمة وتكسر أفق توقع القارىء.ولغتها موجزة وايحائية ومرمزة.وهي استجابة لسرعة العصر ومانشهده من طفرات سريعة في وسائل الاتصال. أما فيما يتعلق بابتعادي عنها.
فأنا لم أتخل عن كتابتها انما هي التي تتخلى عني فالـ. ق. ق. ج. لاتسعفك احيانا على البوح بكل التراكمات، والاحداث المخيفة التي تراها، أو تحدث من حولك.أن هول مايحدث في عالمنا، وما حدث من ويلات لما نزل نجتر مراراتها، وخيباتها، وهزائمها. تلك الخسارات والمعاناة تحتاج الى أطنان من الورق لتؤرشف "فنيا".حقب الضيم، تلك بحاجة الى اعادة قراءتها مثلما تجب اعادة قراءة التاريخ لنتجنب السقوط والعثرات مرة أخرى.

* ألا تعتقد معي أن للتجربة الشخصية، تأثيرها وبصمتها الخاصة على النتاج الابداعي، وحتى على اختيار المفردة، والجملة، التي يتعاطى معها الكاتب؟
بالتأكيد، أنا معك فيما ذهبت اليه فبدون التجربة الحياتية والجلوس في قصر عاجي لايمكن أن يُنتَج أدب وفن مفارق واذا مانظرنا الى طبيعة حياة الكتاب والمبدعين منهم خصوصا محليا وعالميا سنرى ان تلك الذوات انصهرت في آتون المعاناة والتجربة المريرة، فتمخضت حياتهم عن أعمال ابداعية ونصوص لاتضاهى، ظلت خالدة عبر الزمن لأنها جاءت عن مماحكة مع الواقع.والكثير من الأعمال الأدبية الخالدة فيها الكثير من سيرة الكتاب التي عاشوها فجاءت ، صادقة،وضاءة،ومؤثرة.

• أهم ثلاثة أسماء قصصية تاثرت بها وتركت بصمتها على كتابتك، أو ظلت عالقة في الذاكرة؟

عربيا أم محليا؟
• وعالميا أيضا ؟

بدءا أميل الى القاص الذي يخاطب الروح الطفلية ،أميل الى القصص والروايات والفن، عموما تلك الأعمال التي تعري القبح وتتعاطى الوحشة عالميا "ادغار الان بو" " وليم سارويان" "أو هنري" عربياً "زكريا تامر"صالح مرسي""نجيب محفوظ" محلياً "محمد خضير" محمود جنداري" وفهد الأسدي" لكن هذا لايعني أن هناك أسماء كبيرة تركت أثرها العميق على السردية العراقية، وأذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر: فؤاد التكرلي،عبدالإله عبد الرزاق" حنون مجيد"أحمد خلف" محمود عبد الوهاب،طاهر عبدالله،مجيد جاسم العلي،زهير بهنام بردى، حسن مطلك،والكثير غيرهم.
• ماذا ترى في المشهد الثقافي الحالي هل ترى أن للثقافة دورا فاعلا في المجتمع العراقي؟

ان كان هناك مشهد ثقافي، فهو يتمثل بنشاطات نخبوية، محصورة على ثلل من المثقفين والكتاب، وفي مؤسسات نشأت بعد التغيير، وتخطت بفعالياتها دور مؤسسات الدولة الثقافية. أما مدى تأثير الثقافة على المجتمع فأنا اشك بأن مجتمعا ما غيرته الثقافة، وعلى حد علمي أن الشعوب ترتقي نتيجة لمخاضات، وانعطافات تاريخية على مدى أعوام وقرون. ولكن يبدو اننا لانتعلم من الدروس والعبر التي مرت بها شعوب العالم قبلنا، ونحن نجتر عذاباتنا واخفاقاتنا حتى اللحظة.

• أغلب نصوصك القصصية يطغى عليها الاحساس بالمرارة واحيانا الهزيمة كيف تفسر ذلك؟

انها نتيجة طبيعية لما مررنا به من اضطهاد وقهر، سؤالك هذا يشير الى أنك نسيت تلك الحقبة المريرة وأنت الذي خرجت من السجن والتعذيب بكلية واحدة.نحن حتى اللحظة لم نستنفد مخزوننا في التعبير عما عانيناه.فجراحنا لم تندمل بعد،ومن عاش في ظل الطاغية المقبور يحتاج الى مجلدات من القصص والروايات، والكثير من الفنون لتؤرشف مرحلة الضيم تلك.

• لم أنس إنما علينا أن نكبر على جراحنا ونحن مطالبون أن نتعامل مع المرحلة الجديدة بطرق مختلفة وان نرى بمنظار آخر.

أعتقد ان المرحلة الحالية سيئة كذلك، في مرحلة الطاغية المقبور كنا نعرف عدونا، أما الآن فحدث ولا حرج. صحيح ان هناك الكثير من التحولات الإيجابية التي جرت، الا أنك لا ترى ضوءا في نهاية النفق. فالصراع الطائفي الذي تغذيه دول الجوار، وبعض الأجندات الخارجية يلقى صدى واضحاً عند الكتل السياسية المتناحرة، والتي لايهمها ما سيؤول اليه البلد..وما يعانيه أفراد الشعب.فهمها الوحيد هو احتفاظها بالكرسي.وهذه طامة كبرى لا أعتقد بأننا سنتخلص منها بسهولة،أعتقد أن الحل الوحيد والأمثل للأزمات الراهنة،هو انتخاب حكومة تكنوقراط ، حكومة علمانية، ديمقراطية، تنظر بعين الواقع لمعاناة الناس، ولا تفرق بين مسلم، ومسيحي،وأيزيدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ