الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوليس التونسّي يصفّي حسابه مع الناشطين عزيز عمامي و صبري بن ملوكّة

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2014 / 5 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم تعد استعادة البوليس لقوتّه مسألة وقت بل لقد حسمت بالفعل ، اذ انّ وزارة الداخليّة التي كانت في وضع المهزوم بعد 14 جانفي الى غاية انتخابات المجلس التأسيسي في 23 اكتوبر 2011 و التي وصلت في بياناتها المتكررة و التي تجندت وسائل الاعلام لمناشدة شباب الثورة عدم مهاجمة مراكزها او اقاليمها القمعيّة بل حتّى مقرّ وزارة الداخليّة نفسها الكائنة في شارع الحبيب بورقيبة و روجت ان الامنيين هم بدورهم ضحايا لمنظومة 7 نوفمبر كما وازت الداخلية بالتحدث دائما عن محاسبة أفراد البوليس الذين عذّبوا و قتلوا المناضلين ، ذهنيّة المواطن التونسيّ بطبعها متسامحة و تميل عموما الى المؤسسات رغم انّه يعلم انّ البوليس "التونسي" من اكثر الاجهزة التي سلطت على رقبته مراقبة و قمعا ، و نجحت الدعاية بل الكثير من الناس تعاطفوا مع البوليس اثناء سقوط عدد من قتلاه في مواجهات مع تنظيمات ارهابيّة ، ثمّ اضحى التونسيّون يشاهدون في وسائل الاعلام عودة لإعلامي بن علي و من روجّوا لنظامه ، تواصل تسريب السموم في جسد الثورة ، ليظهر من كانوا الأداة القاسية و اليد الحديديّة لدى نظام السابع باسم "السكوب" و "الحوارات الحصريّة " و لعلّ الطعنة الأكثر قسوة و التي أثبتت انّه بات من المؤكدّ انّ النظام دولة البوليس الاعلامي و التفقير الثقافي و الاقتصادي الممنهج قد أعيد انتاجه من جديد بعد ان كان منذ زمن قريب يتداعى نحو الموت هو صدور الاحكام "القضائية" المخففّة جدّا المراوحة بين عدم سماع الدعوى و في الاقصى عقوبة السجن بخمس سنوات في حقّ القتلة من قيادات بوليسيةّ و اعضاد بن علي ...كلّ هذه التطوراّت واكبتها ملاحقات للناشطين و الزجّ بهم في السجون بتهم ملفقّة بل وصلت اليوم الى حدود اعتقال شباب الثورة الذي حرق مراكز البوليس في الفترة الممتدة بين 17 ديسمبر الى حدود اواخر فيفري من سنة 2011 و التي شهدت اثناءها البلاد ثورة شعبيّة عارمة انتقمت من مراكز القمع امّا بالحرق او اتلاف الوثائق و او من مراكز العائلة الحاكمة آنذاك حيث ابدى الشعب وعيا مرموقا كان ابرزها المحافظة على الاحتجاجات و الاعتصامات السلميّة مع تشكيل قوّة من الدفاع الشعبي ...
أمّا بعد وصلت دناءة اجهزة السلطة الى اعتقال المسرحيين و الفنّانين و الحقوقيين و الناشطين التونسيين و المدونين كان آخرهم عزيز عمامي الذي اعتقل في الليلة الفاصلة بين الاثنين 12 ماي و الثلاثاء 13 ماي من سنة 2014 ، عزيز عمامي اعتقل بتهمة تدخين مادة القنب الهندي و المعروفة بالزطلة رفقة صديقه صبري بن ملوكة بمنطقة قرطاج حيث تعرض عزيز عمامي حسب شهادة عائلته إلى الإعتداء بالعنف الأدبي و المادي ثم تمت إحلاتهما بقرار من وكيل الجمهورية لمركز الإيقاف ببشوشة ليمثلا أمام المحكمة يوم الخميس 15/05/2014 .
عزيز عمامي الذي كان أحد ابواق الثورة ، مساهما فيها امّا بالمشاركة او كتابة تغطيات صحفيّة على النات و اعتبر رفقة شباب آخرين مصدرا للمعلومة و تمّ القبض عليه في تلك الفترة من قبل قوات البوليس السياسي ثم اطلق سراحه بعد هروب الرئيس المخلوع. و قد لعب دورا متقدما في الاطاحة براس النظام النوفمبري و تتمّ الآن ملاحقته رفقة شباب آخرين بتهمة الثورة ، و اصبح من البارز الآن ان عزيز عمامي لم يعتقل لا بتدخين الزطلة او غيرها بل بسبب تصريحاته الاعلامية و تدويناته المطالبة بايقاف حملة التتبعات ضدّ الشباب المشارك في الثورة و تحركاته خاصة منها حملة #حتّى أنا حرقت مركز بوليس في ردّ على الهجمة القضائية الشرسة ضدّ شباب الثورة المتهمين بحرق مراكز البوليس علما انّ هذه الحملة لاقت صدى واسعا لدى الكثير من الشباب .
و قد لاق اعتقال عزيز عمامي و صبري بن ملوكة تنديدا واسعا من لدن الناشطين بل حتّى من كانوا مختلفين معهما اذ انتظم يوم الثلاثاء و في ردّ فوري على اعتقالهما في قاعة الحمراء بالعاصمة توجت بمسيرة امام مقرّ وزارة الداخلية تندد بالقمع الممنهج لابناء الثورة و تلفيق التهم ضدهم لاسكات صوتهم ...
لك كلّ الحريّة يا رفيقنا عزيز ، لكَ كلّ الحبّ ، الخزي و العار للخونة و الساقطين … اقدامنا فيهم و في حكوماتهم و في نظامهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي