الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجيديا النكبة الفلسطينية

فاطمه قاسم

2014 / 5 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



اكثر قليلا من اثني عشر مليون فلسطيني ، يعيشون على امتداد وطنهم التاريخي فلسطين ، ما بين النهر والبحر وراس الناقورة الى رفح ،في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وفي الجليل والمثلث والنقب والمدن االمختلطة في حيفا وعكا ويافا والناصرة واللد ،وفي الشتات الواسع الذي تتكرر ماساته كما حدث في مخيم اليرموك ،هؤلاء الفلسطينين في كل مرة يحيون الذكرى لنكبتهم على طريقتهم الخاصة ،اي انهم في كل مرة يخرجون قضيتهم من تحت العنوان الانساني فقط ، ويصرون ان تكون تحت العنوان السياسي ،ليقولوا للعالم نحن شعب نستحق ان يكون لنا وطن ، وان يكون لنا هوية ، وليس يوم النكبة بالنسبة لنا موسما للبكاء والحنين .
هذه هي بطولة شعبنا التي يمارسها بكل الاشكال والمعطيات المتناغمة مع الزمن السياسي العالمي الذي يعيشون فيه ، يصرون على الحفاظ دائما على استمرار حضورهم السياسي بقدر كبير من التفاعل الندي مع العدو الاسرائيلي والممثل بدولة اسرائيل التي صنعت نكبتهم والتي وجدت فلسفتها وسياستها على مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ،وبالتالي انكار وجود الشعب الفلسطيني وهذا يجعلم لا يعترفون بحقوقه السياسية ، فكيف يمكن ان يكون لشعب ليس موجودا حقوق سياسية ، الا ان البطولة الفلسطينية ان شعبنا كسر بوعي وتضحيات كبيرة هذه المقولة والتي كا ن يرددها للاسف ويروج لها البعض في المنطقة عبر التضييق على الفلسطينين مرة خوفا من التوطين في بلادهم او الاتفاق على توطينهم بهدف تلاشي هويتهم هذا الذي رد عليه شعبنا برفض التوطين ورفض الذوبان في هوية الاخرين .
وان اكبر تاكيد لحضور الشخصية الفلسطينية والوطنية الفلسطينية هو الفلسطيني نفسه ، ونرى ذلك بوضوح من خلال الجاليات الفلسطينية في القارات الستة كيف ان وطنيتهم وانتمائهم للوطن زادت ، وحنين كل منهم يتضاعف من اجل عودته الى مدنهم وقراهم برغم انهم اكتسبوا جنسيات وجوازات سفر وحياة مستقرة .
وها هي الذكرى السادسة والستين للنكبة تاتي ونحن في ذروة الصراع والاشتباك السياسي مع دولة اسرائيل ويتجسد صمودنا بانجازات سياسية مثل الاعتراف باغلبية في الامم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وهذا معناه دحض نهائي للمقولة الاسرائيلية ،والمطالبة بترسيم الحدود بين دولة فلسطين واسرائل شرطا لبدء المفاوضات تخدم نفس الهدف وهو ان الشعب الفلسطيني موجود ويجب ان يكون له دولة ،
وهذا ما جعل اسرائيل في حالة ارتباك شديد ،خاصة ان انفتاح العالم الاعلامي وسهولة معرفة الحقائق بشكل مباشر جعل العالم يتابع الاحداث ويعرف الحقائق دون ان يتخذ مواقفه بناءا على وجهة نظر واحدة وغالبا ما كانت وجهة النظر الاسرائيلية بفعل تحالفاتها مع امريكا وغيرها ، كما انه اصبح متاحا الاطلاع على جرائم الاحتلال والمستوطنين والتي لها اسماء مختلفة ، المستوطنون ، ومجموعات تدفيع الثمن ، مما جعل اسرائيل تفقد مصداقيتها امام العالم .
وفي الذكرى السادسة والستين للنكبة ،نريد ان نذكر الاشقاء العرب في اوضاعهم الحالية سواء اعتبروها ربيعا او شتاء، ان اعظم ما يجب ان يتمسكوا ويتشبثوا به هو اعتبار فلسطين قضيتهم المركزية ، لان فلسطين توحد ولا تفرق ، ولان فلسطين توجه الى الهدف الصحيح ،ومن ثم هي قاعدة الامن القومي العربي .
تحية لشعبنا الصامد ،والذي يتقدم بقضيته مواجها كل محاولات طمس هويته وانكار وجوده ،في كل قرية ومدينة وفي كل كرم زيتون وتحت سقف كل بيت مهددا بالازالة والذي يؤكد في كل يوم وساعة وعلى مدار اليوم والسنة انه موجود وانه صاحب الارض ، وتحية من القلب لك يا وطني الحبيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.