الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمانى المصريين فى الرئيس السيسى

ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)

2014 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



إذا أردنا - باختصار شديد - أن نبحث بموضوعية تامة عن الأسباب التى تدعو لدعم المشير عبد الفتاح السيسى رئيساً لمصر يمكننا أن نعدد على الأقل خمسة عشر سبباً لذلك، أولها أن السيسى هو الذى تقدم بشجاعة منقطعة النظير، واضعاً رأسه على كفه، ومخاطراً بالنجاح أو الفشل، لتثبيت ثورة الملايين العارمة ضد حكم الإخوان فى 30 يونيو، وبرز بوصفه القائد الوطنى المفقود الذى بحث الجميع عنه فى 25 يناير ولم يجدوه.. فاختطفها الذئاب على عكس ما أراده ملايين الوطنيين منها، وثانيها أنك لو أدرت عينيك فى الأفق كله لتبحث عمن يمكنه تمكين مصر الوطن والشعب والدولة الآن ضد الإرهاب لتحقيق الأمن والأمان والنهوض الاقتصادى لن تقع على سواه المؤهل إطلاقاً لهذه المهمة، وثالثها أنه يبرز حقاً كمدعو وحيد الآن لإقرار الانضباط للوطن كله فى مواجهة الفوضى، واستعادة الهيبة والاعتبار للدولة، ورابعها أنه مع محاولة طمس الرموز الوطنية الكبرى حالياً يأتى عبد الفتاح السيسى كرمز وطنى شامخ ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، قائداً عسكرياً مرموقاً له تاريخه المشرف وتأهيله القيادى العالى، وخامسها أنه من أولئك القادة العسكريين القلائل الذين تكللوا بحب جنودهم واحترام وحفاوة جميع أفرع الجيش تحت قيادته، مما يمنحه دعم كبرى المؤسسات التى حفظت للدولة كيانها حتى الآن، ورمز قوتها وعزتها. وسادسها أن السيسى يأتى من جوف الوطنية المصرية الخالصة لا محسوباً على فئة أو مجموعة أو شخص مهما كان.. يأتى جديداً نقياً خالصاً دون شائبة البتة، وسابعها أنه الرجل الذى يحسب له إنقاذ مصر من حرب أهلية مؤكدة بين ميليشيات مسلحة كادت العصبة الإخوانية أن تطلقها على الملايين العزلاء الهادرة فى الشوارع، لولا تدخله إلى جانب الشعب الذى حال دون وقوعها ورجح كفَّة الشعب، وثامنها ثقته الهائلة فى مصر الأرض والشعب والدولة والتاريخ، وإيمانه ببلده وحفاوته الغالبة بالوطن المصرى، وتاسعها أنه الرجل الذى أمكنه حتى الآن أن يضع حداً للمؤامرات الدولية والإقليمية والداخلية التى حيكت - ولاتزال تحاك - للإيقاع بمصر وتفكيكها وتضييع وجودها إلى الأبد، ولا يزال يخوض هذه الحرب ببسالة، وعاشرها صفاته الشخصية الطيبة التى تؤهله للقيادة وما ظهر منها حتى الآن من انضباط وشجاعة وإقدام وجدية واحترام للشعب، وإنسانية فى الشعور تجلت فى إحساسه بالمواطن البسيط، وحادى عشر الأمل الذى صارت تعلقه عليه الفئات المهضومة حقوقها، والأقليات التاريخية التى طالما عانت من الغبن والتمييز، وثانى عشر توحد السلطة والقوة فى شخصه كرئيس (حين انتخابه)، وكقائد أعلى للقوات المسلحة، مما يسقط ازدواجية السلطة، ويمنح مصر إمكانات تقدم واسعة من جراء مسئولية حكم أكثر فاعلية، وثالث عشر وجوده على قمة السلطة فى مصر سيذلل كثيراً من وضعية عدم امتثال الظروف الراهنة لتقبل رجل لا علاقة له بالجيش قائداً أعلى للجيش، حال اقتراب مرشح آخر لمنصب الرئيس.. فليس العصر والعهد والأوان مختمراً حالياً كى يصبح ذلك مقبولاً أو حتى منطقياً وممكناً، ورابع عشر إذا ما أدرت رأسك فى كل الوجوه المطروحة على الساحة حالياً للمنافسة على منصب الرئيس تجدها بلا استثناء بعيدة أشد البعد عن سمات رجل الدولة أو القائد أو الرئيس.. كلها بلا استثناء تتخلف بفجوة هائلة عن اللياقة الواجبة والأهلية المطلوبة لرأس الدولة، ناهيك عن دولة بحجم مصر فى منطقتها ومن يجاورها، وخامس عشر يتلبس صالح مصر الآن - دون انحياز أو مبالغة - فى دعم المشير السيسى رئيساً لها، بينما يأتى ذلك مخالفاً ومعاكساً لصالحه هو شخصياً الذى استقر به قائداً للجيش وبطلاً قومياً دخل التاريخ من أوسع أبوابه ولا يعوزه شئ غير ذلك البتة، لكن الذى يناديه الآن هو العبء السياسى للوطن الذى سيثقل كاهله حتماً، لكنه يتوجب أن يتقدم لحمله لأجل الوطن وصالحه ومستقبله وأمله.

وعلى ذلك تتطلع أمانى الوطنيين المصريين فى الرئيس السيسى إليه رجلاً من طراز الرؤساء العظام الذين قادوا بلادهم لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة مواكبة للعصر، ومحققة لشرف الإنسان وسعادته، فوق أى تمييز أو استقطاب أو تفرقة.. مهما كانت المواريث الدوجماطيقية السائدة، وتتطلع إليه لتخليصها من الخوف الجاثم على صدرها تجاه الفوضى وعدم الاستقرار والمؤامرات والإرهاب، وشرور المتأسلمين، وتفكك الدولة، والانهيار الاقتصادى، ليطرح بديلاً عن الخوف أملاً عريضاً واسعاً ومتجدداً.

تتطلع إليه رئيساً منزهاً عن التأثر بالانتهازيين والمنافقين والأفاقين، وبعيداً كل البعد عن دوجما السلفيين القابعين فى كهوف الماضى السحيق، وعن الهزيمة أمام محاولات طغيانهم وسيطرتهم.

تتطلع إليه منزهاً عن العلاقات المغرضة مع أية فئات قد تعزله عن شعبه كالشلل السياسية ورجال الأعمال الفاسدين ومراكز القوى، كما تتطلع إليه مستأصلاً على نحو كامل لخطر الإخوان ومكتب الإرشاد وأفكار الخلافة الهولامية المضللة التى تدور عكس عجلة التاريخ والمستقبل واستقلال الشعوب ورفاهيتهم، وأن يرعى العدل الاجتماعى بالحقيقة لكل المصريين، ويبدد مخاوفهم تجاه شبهة الحكم العسكرى بإجراءات مدنية خالصة للحكم، وأن يبنى الوحدة الوطنية بعد تهدم جدران كثيرة منها على أيدى الرؤساء السابقين وممارسات الإخوان والسلفيين، وأن يرسخ لكرامة المواطن تجاه أى نزوع لزرع ممارسات الدولة البوليسية فى قهر الناس وسلب حريتهم، وأن يفصل بحسم بين ما هو دينى وما هو سياسى ودنيوى دون خلط، وبكل وضوح وحزم.

وتنعقد الثقة فى أن تكون أمانى الوطنيين المصريين هذه فى المشير عبد الفتاح السيسى رائده لسلوك مسار التقدم الذى سلكته الأمم الناهضة فى عالم اليوم، فيحدث هذه النقلة الحضارية الكبرى التى تنتظرها مصر على أحر من الجمر، وليحفر المصريون أسمه الكريم فى أفئدتهم بكل الحب والعزة والفخار.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف