الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب جلالة الملك: الله يطول في عمر سيدي.

فريد بوكاس

2014 / 5 / 17
كتابات ساخرة



باسم جلالتنا والصلاة والسلام على على ولي عهدنا.

شعبي الغبي،
اليوم سأخطب فيكم من دون ورقة كتبها لي مستشاري، و ستسامحونني على أخطائي النحوية والإملائيّة لأن الدكتوراه التي حصلت عليها بالجامعات الفرنسية، قد أدى ثمنها والدي سخط الله عليه.
سأخطب فيكم خطاب العمر ومختصر حكمي فيكم ، وستسمح لي أن أطيل كما أشاء أيتها الرعية، ففي شعبي لا يوجد رعاع ولا شذاذ أفق يرهبونكم ، ولا مكان هنا إلا لنخبة الصالحين والمثقفين كأمثال مستشاري الكرام.

شعبي الغبي،
سأعين خريج الهندسة حارسا في مقبرة موتاكم،وخريج العلوم ليحمي حدائقي ، وأراضي الفلاحية التي لا يمكن لأحد منكم الاقتراب منها. ومن درس الصيدلة ، سأوظِّفه في صناعة السموم حتى تموتوا وأنتم مسترحين. ومن درس منكم طبا ، سأسمح له بفحص حيواناتي الأليفة.

شعبي الحافي،
لا تستغرب اليوم من حكمتي ، فجلالتنا لسيت من عبث حاكمكم ، فحكمنا شورى وقوانينا لم يسننها"حمورابي " أو أي دولة آشوريّة ..فأنت شعبي ، وشرف لك أن تلحس العتبة ، وتمجدني. لهذا سأريح أبصارك بصوري المعلقة في كل مكان من مملكتنا البهية ، وسأمنح أوسمتي لكل من مدح حكمتي وذكائي ، وسأقيم مسابقةً في كل عام لأطول وأجمل معلقة مدح غزلية ...

شعبي المقهور،
لا تكن حسودا ، فإني أحمل كل هذا الثقل على صدري من همومك ، وقد تخشب تحتي الكرسي من الجلوس أزيد من عشر سنوات ملحمية لي ولعائلتي، وشركاتي عرفت أرباحا خيالية وكل الفضل راجع إليك ولضرائبك و مقاومتنا لعدوك المفترض . وأنت تعلم شعبي أن من فمك أسحب اللقيمات، لأصنع سياجا حول مملكتنا الديمقراطية .

شعبي المغلوب،
اليوم سأريحك بظهيري الشيطاني ، حيث سأترك حق الغناء والرقص لك وسأبني أكبر مسرح بإفريقيا، لأننا نعلم أنك تعيش في ضجر من مؤسساتنا الإعلامية، لذلك سأجعل كل القنوات غناءا ورقصا ، وبعضها تنقل أخبار جلالتنا لك ، وبعضها تسمعك النشيد الوطني ، ولا بأس ببعض القنوات الرياضية.فلا حاجة لك للتفكير بعد الآن وأنا أحكمك ؟!! لا علم ، لا سياسة لك ،وسأريح عقلك الصغير وأمنح جلالتي كل براءات الاختراع الذهبية، وسأهجر كل العقول المبدعة والمخترعة ، وألقي إلى السجون كل من سولت له نفسه انتقادنا، إذن فما حاجتنا لكل هذا في بلد حالم ؟

لذا شعبي المتعفن، اترك الهم والسياسة والتفكير لجلالتنا ، وعش في أحلامكم الوردية و تجرد من العقل والمشاعر !! فأرجو أن يكون خطابنا خفيفا على أسماعك وقلبك الحجري، فأنت شعبي المختار بعنايتي ، وأنا قائدك الخالد أحببت أم كرهت.

والسلام على مقامنا العالي بنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن