الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين الفكر السائد والسلطة في إثارة ودعم الإرهاب

حسين عوض

2014 / 5 / 17
الارهاب, الحرب والسلام



تعريف الإرهاب:- الإرهاب هو عمل منظم يستعمل فيه العنف أو التهديد باستعمال العنف لخلق جو من الخوف العارم بقصد القمع والاكراه.
هناك العديد من التناقضات في فهم الدول للإرهاب, فالكثير من التعريفات المقترحة والتي نوقشت في المؤتمرات الدولية لم تعدو كونها وسيلة دعائية تبرر افعالا وتدين آخرى على خلفية العداء السياسي بين الدول.
ترتكب الدول الإرهاب بشكل مباشر, ويقوم نيابة عنها اجهزة الاستخبارات أو الجيش واحيانا تلجأ إلى استئجار عملاء محلين أو اجانب, وأما غير مباشر عندما تقوم الدولة برعاية افراد أو مجموعات تقدم لهم المال والسلاح للقيام باعمال إرهابية, وقد اتخذ مجلس الأمن قرار رقم 1373تاريخ 28 سبتمبر 2001 وهو قرار اتخذه المجلس بموجب احكام الفصل السابع بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.
لقد تم ابادة الهنود الحمر اصحاب البلاد الأصلين في امريكا, ففي عام 1830 سن الكونجرس الأمريكي قانون ترحيل الهنود قسرا وأصبح من حق المستعمر الأمريكي أن يطرد الهندي من ارضه ويقتله إذا اراد, وقد نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية في اوائل القرن التاسع عشر حركات عنصرية هدفها إرهاب الزنوج, فقد قامت منظمة (كوكلاكس كلان) الإرهابية التي تأسست في ولاية تنيسي بالولايات المتحدة عام 1865 بشنق الزنوج على الاشجار.
كما أن الجماعات الإرهابية الصهيونية وابرزها الهاجانا والأرغون وليحي التي سميت فيما بعد بأسم مؤسسها شتيرن اعتمدت اسلوب القتل الجماعي في فلسطين لتحقيق اهدافها في بناء ما يسمى بدولة اسرائيل, ومن ابرز اعمالهم الإرهابية مجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان عام 1948, وهناك 37 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية عام 1948في المدن والقرى الفلسطينية, بالاضافة للعديد من المجازر التي نفذتها اسرائيل في لبنان وسوريا ومصر وفي الضفة الفلسطينية وغزة ...
هناك علاقة جدلية بين الفكر السائد والسلطة تتبلور وتتطور السلطة من خلال هذا الفكر, الذي يفرض نفسه على سياسة الدولة, ويساهم في ذلك (حزب السلطة الحاكم). عندها لا تسمح السلطة بالتعددية الحزبية ولا بالحريات الديمقراطية... وينعكس ذلك بممارسات قمعية على أفراد المجتمع لانعدام حرية الفكر والرأي.
من خلال ممارسات الفكر السائد يتم اندفاع البعض لتأييد ودعم الإرهاب وممارسته داخل هذه الدولة من أجل التخلص من سياسة السلطة القمعية الحاكمة .
يعتقد توفيق الحكيم :- (إن المفكر الذي يترك مكانه لينضوي تحت لواء سلطة العمل الممثلة في حزب أو حكم هو مفكر هارب من رسالته...وأن هذا الهروب إلى معسكر السياسة والحاكمين هو الذي جرد الفكر من سلطانه, وجعل منه تابعا لا متبوعا) .
إن الفكر السائد في المجتمع يشكل عائقا أمام تطور المجتمع إذا كانت السلطة المتنفذة تمنع التعددية الحزبية, وتمارس أسلوب القمع على حرية الفكر. وقد تخلص الأوروبيون من هذه الآفة وعرضوا شؤونهم وحكوماتهم وإعلامهم إلى الفكر النقدي, وفرضوا الشفافية للتحاور بين شرائح المجتمع المتنوعة, وأستمر الأوروبيون على هذه السياسة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من تطور وتقدم على كافة المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.
إن الفكر السائد في منطقتنا العربية مازال حتى اليوم يشكل عائقا أمام حركة التقدم والتطور الحضاري.
إن ما توصلت إليه الشعوب المتحضرة في الغرب من تطور وتقدم وتقنيات ساهمت في تحسين المستوى المعيشي والحياتي لمجموع أفراد المجتمع, ومن خلال ذلك تمت المساهمة في الاستقرار وإحلال الأمن والسلام لهذه الشعوب .
أما أغلبية شعوب الدول العربية ما زالت تقبع تحت إحكام دول مركزية مستبدة (سياسة الحزب الواحد والتوريث) التي سنت قوانينها لتدين المحكوم وتفرض عليه الخوف والصمت والخضوع, ونتج من خلال هذا الفكر إثارة ودعم الإرهاب بكافة إشكاله في العديد من الدول العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار