الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدمي في المُحَايدِين فما عاشت ثورة بالمُحَايِدين

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2014 / 5 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


"الواقفون على الحياد؟
-لا حياد في مجتمع بلا عدالة . لا حياد في مدينة العرى والفيزون . مدينة الجوع والتخمة . المحايدون هم المجرمون الأوائل . الأكثرية الصامتة هي الأكثرية المجرمة ، إنها ترى الظلم وتعانيه ، لكنها تؤثر السلامة الرخيصة على الكفاح الخطر النبيل ." (غادة السمان - كوابيس بيروت )

يتحدث اللقطاء في الوطن عن ضرورة الحياد ، ان تكون في مسير ثورة سطرّ طريقها بالدمّ الفائحة ريحه بالكرامة و الخبز ، و تحت سماء الشهيد المرادف للشهامة و فخر الوطن ان تسمعهم يتحدثونّ عن الحياد ، حياد الاعلام ، المدارس ، الجامعات ، النقابات ، المثقفون ، منظمات أهليّة ، جمعيّات الرياضة ، البوليس ، الجيش ، المساجد ، الكنائس . . . أقول لهم قدمي فيكم و في حيادكم !
لا حياد في الثورة ، إمّا ان تكون في صفّها او معاديا لها و لكَ سديد الإختيار ، لا حلول وسطا فيها ، امّا مع شرفنا المغتصب ، استعادة مجدنا التليد ، تاريخ قرطاج ، سيّدة المتوسطّ ، مرورا بثرى امازيغنا العتيق الشامخ ، و العربي النابض فينا ، استلهاما من خٌلُق أجدادنا المصلحين : من خير الدين ، الثعالبي ، الطاهر حدّاد ... الى ابائنا نسور السلاح : الدغباجي ، الأزهر الشرايطي ، ساسي لسود ...
يتشدقّ البعض بالحياد ، و يجاهرون به ، و هو لفي ذلكَ لجرمُ . . و الحياد نهايته خيانة ، فبإسم الحياد و في بيت دعارة "الإستقلاليّة" يمارس بعضهم أعتى صنوف عبادة نظام ما أبى الرحيل عن صدرونا ، و ما لملمَ ادباشه و تركَ هذه البلاد ليعيدونهُ الينَا ، ضحيّة .. .
باسم حياد القضاء : اطلق سراح مجرمة النظام السابع ، ليسوا بإنْسِ او جانِ بل هم السلالة العليَا للتوحشّ البشري ، لم يغسلوا عارهم بعدُ في سجونهم ، و لم يذوقوا العذابات في تلك السجون التي بنَوْهاَ لأبناء الشعب المغتصبِ في خبزه و كرامته ، لم يستحوُا من اطلاق رصاص أصفر حيّ في صدور شباب ، بل سمحوا بمرتزقة من الخارج بالدخول الى البلاد ليشاركوهم متعة القتل و ساديتهم و عقيدتهم الذئبيّة المقيتة ... هؤلاء اطلق سراحهم قضاء العسكر ، المتواطئ في الجريمة ، اللذي ارتعدت فصائله ذات 14 جانفي من غضب شعبي عارم لم ينهِ الى اليومِ معركته .. .اصبح القضاء المحايد لا يستحي باحالة شباب رضع الثورة ، و تربّى معها ، ان يحاكمه بتهمة "تحليل الثورة " . . .
بإسم حياد الاعلام : اصبح الشهداء ، الشهداء ، الشهداء ، المتساقطين كالمطر على هذه الأرض ليغسل عارها من الجبْنِ و الغبنِ ، اصبحوا لصوصا و سرّاقاّ ، يسرقون المحلاّت التجاريّة الكبرى ، و ينبهون الخمور و يسرقون الحواسيب و يرعبون الماّرة ... اصبحوا لدى الاعلام المحايد حثالة ، و اضحى التقسيم للشهداء من مات قبل 14 جانفي و من مات بعده و غاب عن هؤلاء المحايدين ان شهيدا سقط و هو يقاوم الروم من دخول البلاد قديما الى مقاومة الاحتلال الفرنسي الى النضال ضد دوس كرامة الوطن ، و من بال على شعبه ، و ابكاه ، و ارعبه هو شهيدا ... و تونس هي جنّة من جنان الشهداء ، و ورد يتفتحّ ن و شمس تشرق ... و الشهداء لزالوا يرتقون الى السماء .. حتّى يصبح الشعب سيّدا على هذه الأرض ..
اعاد الينا الاعلام المحايد : هيئة اركان النظام السابع مجملاّ اياهم بتراث بورقيبي كريه ، و اذيعت الحوارات معهم في الجرائد و على موجات الراديو ، و شاهدناهم بوجوههم المكفهّرة يسبوّن الثورة ، الشهداء و المناضلين ، لتصل دناءة عاهرة من عاهرات السابع تتشدقّ بقصيد تمجدّ فيها بن علي ... اعلام محايد سكت عن قمع الثوريين و الزجّ بهم في السجون بتهم حرق المراكز و تكوين وفاق و الاعتداء على عون البوليس و اصبحت في محاضر البحث لدى البوليس تكتب جملة " ما سميّ بأحداث الثورة " ، اعلام محايدُ يشارك في جريمة الصمت على زحف سرطان النظام السابع على الوطن ...انّه الاعلام المحايد . . .
باسم البوليس الجمهوري : و في ذلك لعجبُ العٌجابِ اذ انّ هناك نفاق يثير الرداءة و البذاءة : اذا قتلوا السلفيين ، فقط السلفيين : فانّك لتسمع صوت من اهداهم الورود ، و ربتّ على اكتافهم و قبلّهم يقول : انّه الامن الجمهوري ، و غاب عن كلاب الحراسة هذه ، ان الامن المحايد او الجمهوري او من غير تلك الاغلفة التي يريدون تخدير الشعب بها .. انّ هناك فرق من المحيط الى السماء بين الامن و البوليس ... الامن او فرق منه لا تكون من الثورة عادة بل تسعى الى تخريبها و معادتها و لعلنّنا لاكبر شاهدون عن ذلك ...لانهم في اصلهم ليسوا الاّ عنصرا اساسيا من هذا النظام ...من هذا النظام . . .
فليسقط حياد هؤلاء ، فما ثورة منتصرة الاّ و الغت الحياد من قاموسها و أقامت المتاريس لتحمي نفسها و مكاسبها . . . في ذلك وفاء لتاريخ الأرض ، و رقصات النصرّ ، معبدّة هذا الطريق الطويل بدماء أبنائها . . . قدمنَا نحن اللامحايدون ،المنحازون لمن هم تحت ، المقاومون في الثورة ... في الحكومات و المحايديين و الاعداء و من لفّ لفهمّ من الخونة و الرعاع .. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري