الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهتراء الشمولية بانتهاء المرحلة

فياض اوسو

2014 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ان كل ما حصل ويحصل لسوريا ولشعوب المنطقة وامتداد المعاناة بحجم التحالفات وتبادل الصفقات وتدني القيمة المستحقة للفرد السوري في بلدان اللجوء والهجرة سببها طول امد عمر المرحلة، والذي بدوره يعود لأسباب لا يمكن تجاهلها الى جانب الطبيعة البشرية في المجتمع الشرقي وموقعه الجيوسياسي.
وأولى الاسباب هي وحشية النظام في مواجهته لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة و تمسكه بمقاليد الحكم و توظيف كل طاقات الدولة السورية من البنية التحتية في سبيل بقاء الهيكل المنسجم مع مشاريع روادها احدى محاور التحالفات التي اتضحت معالمها لدى العامة، واتسعت دائرتها ابتداءً من دول تدعي العَظمى ووصولا الى تنظيمات تعمل على الارض في سوريا وتؤيدها افراد وجماعات، وبالمقابل الصدق بالمطالبة والايمان بتحقيقها اللذان يتحلان بهما غالبية الشعب السوري في مواجهة الواقع المرير الذي كان يتحمله طوال هذه السنوات العصيبة التي مضت، والرغبة الملحة لوضع حد للمعاناة التي فاقت كل الامكانات المعتادة للطاقة البشرية المكنونة في عمق أي إنسان، لتلد دافعا قويا في المقاومة المباشرة لمؤثرات الايجابية للظلم الممارس والاستهتار في قتل الابرياء وعدم الاعتبار لأي رادع اخلاقي او قانوني يذكر، ومما لا يمكن التغاضي عنه السبب الآخر المؤسس للحالة السورية ووضع الاقليمي المرافق، هو الارادة الدولية التي تدير المحاور وتمركز نقاط التقاء في جغرافية سوريا، في جعلها مساحة واسعة للحرب والفوضى، كتهيئة لتصدير ادواتها من السلاح والتطرف، لصوغ وترويج لتفاهمات جديدة تستدعي اعادة رسم خطوط عريضة، والتي بدورها تغرس الفرقة بين مكونات المجتمع الشرق الاوسطي بكل فئاته، التي عملت عليها اغلب الانظمة والحكومات المنطقة لبث روح العداوة وتمزيق الانسجة المتداخلة المستوفاة من زبدة تمازج الثقافات لأغلب حضارات العالم قِدماً، تلك المارة والمستقرة في هذه المنطقة قديما وحديثا منذ تكوين البشرية على وجه الارض وحتى يومنا هذا.
إلا أن ارادة الفرد بغض النظر عن انتمائه القومي او الطائفي ستنتصر في النهاية على احتمالات المخططين لمشاريع كبيرة في جعل دماء الابرياء وقودا وطاقة لإنجاحها عن طريق تخندقهم في محاور مواجهة لبعضها البعض باستغلال العاطفة الجياشة لحب الانتماء والقدرة على الدفاع عنها مكملة مسلسل السياسية الاستبدادية لعقليات الانظمة الدكتاتورية بوجه جديد وبشكل اعمق وتنشيطها بتسريبات هنا وهناك عن دراسات تؤكد التفكير في تقسيمات على اسس عقائدية واثنية على امل تقديمها لشعوب المنطقة كحل بديل للحالات الصراع والتنازع الدائر فيما بينها.
ومن هنا لا بد من القول بان التنوع في الانتماءات المؤدية الى وجهات النظر متباينة والنزاعات القائمة على اساسها لا تندمل عبر وصفة اسعافية لعلاجها، تلك المقدمة من اطراف تدير المحاور والاقطاب لتمرير مصالح مشتركة ترضي بها الاطراف ذات الصلة وفق استراتيجيتها هي، علماً أن المشروع مهما كان قريبا من الوقائع الملموسة على الارض، فلن يستمر وينضج ما لم تتوفر له مقومات نجاحها، واحدى اهم تلك المقومات هي ارادة ابناء المنطقة المعنيين بالموضوع بشكل مباشر، لأنها تلامس مصالحهم وتبنى على ظهر اطفالهم ناهيك عن جوانب اخرى تخص تاريخهم وبناء حضاراتهم من جديد.
ومع الاسف كل طرف يبحث عن موطن قدم لمصالحها في المنطقة، باعتبارها اصبحت ساحات مفتوحة ومباح فيها كل انواع القتال، وبمختلف الجنسيات ولغايات عدة، سواء كانت اقليمية او دولية دون أي اعتبار لضحايا الابرياء والدم الذي اراق ويريق الى يومنا هذا والكرامة الانسانية التي تداس بأقدام الجهلاء لمعنى الحياة والحرية ومبادئ حقوق الانسان.
فمن يريد أن يتبرع بتقديم الحلول لشرقنا، عليه أن يمتلك القدرة والنيّة على تهيئة الظروف، لخلق بيئة صحية للتعبير عن الرأي الفرد أولاً، علماً أن الحقيقة غائبة دائماً عن الوقائع بوجود التضاد فيما بين المنابر والخنادق، فالحقيقة الوحيدة التي يمكن ان يستند إليه بالنسبة للدول والحكومات الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعموم المنطقة، هي لغة المصالح التي يتقنها الجميع ولا مساومة عليها مهما سقطت انسانيتهم.
الغد آت لا ريب فيه ، والمرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة مؤقتة مهما طالتْ وسيعاد ترتيب الأمور إلى نصابها بوجود الإرادة القوية التي لا تسقط بانعدام الضمير العالمي، فالذي يحصل في سوريا الآن أكبر من أن يوصف بالكلمات وتعجز كل لغات العالم عن صياغتها بالتعابير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص